الفرق بين حكومة صنعاء وحكومة عدن

> أحمد محسن أحمد

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
المتابع هذه الأيام لما يحدث وما تحدثه الحكومة اليمنية من نشاط ـ وهي في عدن ـ مختلف اختلافا جوهريا عما يحدث وتحدثه وهي في صنعاء.. شاهدت العديد من الوزراء في الحكومة وهم يجوبون شوارع عدن الرئيسية والخلفية والأرصفة ومكاتب فروع الوزارات، حتى الصحف المحلية في عدن يزورونها بسياراتهم الشخصية بدون مرافقين أو حاشيات تتبع الحكومة أو وزاراتها الرئيسية والعليا بهذا النشاط والحركة.
والمواطن البسيط في عدن يلمس بأن الحكومة اليمنية لا تشعر بصفتها حكومة سوى في الأيام التي قضتها وربما تستمر في البقاء في عدن لكونها حكومة جديدة.. لكن شيئا مما نراه ونلمسه من حركة ونشاط للحكومة وهي في عدن لم نره ولم نسمع به، والحكومة (مدفوسة .. ومركونة) في حدود مكاتب الوزارة أو في غرف الاجتماعات المغلقة وهي في صنعاء.
مشهدان عشتهما بالمعايشة والنظر والانطباعات التي خلفتها تلك المشاهد التي عكست كسر الحواجز والمعوقات والموانع التي تحد وتقيد الحكومة من حركتها ونشاطها في العاصمة صنعاء:
**المشهد الأول:
عندما زار الأستاذ رأفت علي محمد الأكحلي وزير الشباب والرياضة صحيفة «الأيام» يوم الإثنين 2014/12/28م.. وصل الوزير إلى مبنى الصحيفة بصحبة مدير مكتبه الكابتن الخلوق وابن عدن خالد زوقري وغادر الأخ الوزير مثلما جاء بدون مرافقين وبدون حاشية وبسيارة شخصية واحدة، وكان اللقاء في صرح «الأيام» رائعا بكل المقاييس.. كنت مشفقًا على الوزير الشاب رأفت الأكحلي وهو يتقبل الملاحظات والآراء التي كانت تعكس حالة أندية عدن والنشاط الرياضي الذي كان له تاريخ وماض راق خلق حالة احتقان وتذمر لما آلت إليه أوضاع رياضة عدن وأنديتها.. ولأن المشاركين في الحوار مع سعادة وزير الشباب والرياضة رأفت الأكحلي هم ممن كانت لهم روابط مشرفة ومؤثرة في مجرى التاريخ العظيم والناصع لرياضة عدن وأنديتها ذات التاريخ العريق، فقد كنت أشاهد تأثير الملاحظات القوية على الوزير الذي كان يتقبل كل الملاحظات النارية بصبر وروح رياضية عالية. ولقد أسعدني الأخ الوزير الذي فهم جيدا ما يرمي إليه كل من تحدث في ذلك اللقاء بأن الحرص الشديد لديهم هو الطموح والأمل في خروج رياضة عدن وأنديتها من النفق المظلم الذي قهرها وشل فعالياتها.. ولقد كانت خاتمة اللقاء ـ الذي امتد لأكثر من ثلاث ساعات ـ سؤال سعادة الوزير الشاب بقوله: ماهي الأولويات التي يمكن لنا جميعا قيادة وقواعد رياضية البدء بها؟، رغم أن الآراء التي قدمت كمقترحات على سؤال الأخ الوزير كانت الخلاصة النموذجية والراقية للرد على سؤال الأخ الوزير وهي الفكرة الرائعة التي قدمها الأستاذ باشراحيل هشام باشراحيل (احتفظ بمضمونها لكونها حق أسرة «الأيام») والتي نالت استحسان الأخ الوزير وكل من شارك في ذلك اللقاء.
ولأن وزير الشباب والرياضة كان يرسم مستقبل العمل الرياضي الواعد فقد حرص على زيارة كل أقسام العمل الصحفي المهني والفني للصرح الراسخ والثابت في مواقف صحيفة «الأيام» للحفاظ على الكلمة الصريحة والهادفة التي تصحح المسارات.. وحرص وزير الشباب والرياضة على أن يسجل موقفاً راقياً بتقديم (ترس) هدية للصحيفة تقديراً لدورها الرياضي في المجال الصحفي الطويل منذ بداية عملها في الخمسينات من القرن الماضي ومؤسسها عميد الصحافة الأستاذ محمد علي باشراحيل (رحمه الله) والذي تسلم الراية من بعده الرائد الأول للصحافة ولداه الأستاذان القديران هشام وتمام محمد علي باشراحيل واستمرت عملية تسليم الراية تتناقل للأبناء وأسرة الصحيفة من داخل وخارج الدار العامرة «الأيام».
**المشهد الثاني:
في تلك اللحظات التي كنت أركن سيارتي الشخصية في شارع سكني وجدت وجوهاً عدنية بشوشة تعبر عن سعادتها الغامرة وهم يرددون لي حادثة لطيفة للأستاذة القديرة أروى عبده عثمان وزيرة الثقافة في الحكومة اليمنية أثناء مرورها بسيارتها الشخصية ومعها عدد بسيط جدا من الشباب العامل في وزارتها بدون مرافقين وحراسات مدججة بالأسلحة و(الونان) الذي يسبق موكب المسئولين الذين ليسوا بمستوى المسئوليات التي يغتصبونها ويخافون من مواجهة ومقابلة الناس البسطاء فيلجؤون إلى حواجز المرافقين و(الأطقم) و(المدرعات) والأسلحة الحية لكون حالاتهم غير حالات أعضاء الحكومة الحالية الشباب والشابات الذين هم من الناس البسطاء.
الأخت العزيزة أروى عبده عثمان وزيرة الثقافة أثناء مرورها في الطريق الخلفي في شارع سيناء بحافون المعلا شاهدت واحدا ممن قست عليهم الظروف القاسية من أبناء عدن والجنوب وهو من الرعيل الأول من الفنانين الذين رسموا لوحات جميلة وبراقة وهو الأخ علي عمر محمد الذي أصبح مقعدا على الكرسي المتحرك المعروف.. عندما شاهدته الوزيرة نزلت من سيارتها وجلست تتجاذب الحديث معه عن دوره الفني السابق، وعرفت أن أسرته قد أخذت عنه رسالة التواصل في الفن وهو الراعي لها.. أجمل ما أقدمت عليه الأخت الوزير أنها أخذت صورا مع الأخ علي عمر محمد وصورته وهو على كرسي المعاقين.. هذه واحدة من اللوحات الجميلة للوزارات في الحكومة اليمنية.
بعد هذا العرض السريع لنشاط بعض وزراء الحكومة اليمنية في عدن، يا ترى هل من معارض ومناكف ليقول بأن عدن هي ليست مدينة السلام، وعدن هي المدينة التي تتعاطى بوعي مع كل ما من شأنه تأكيد دورها التاريخي كمدينة حضارية وراقية، وهي في الأول والأخير عاصمة تاريخية للدولة المدنية القادمة.
**آخر الكلام
الأستاذ الفاضل م. خالد بحاح رئيس وزراء اليمن.. سعدنا جدا بقبوله المسئولية القيادية وبشجاعة تحمل هذه المهمة الصعبة جدا، لكن ما أتمناه وهو في الأول والأخير ابن عدن ألا يخلع هذا الرداء فتجرفه تقلبات واضطرابات صنعاء لينجر خلفها خاصة وأن تصريحه الأخير وهو يجوب أرصفة ميناء عدن فيه شيء من التهديد للعمال الذين يضربون عن العمل وتهديدهم بإحلال عمال بدلاً عنهم.. فقط أريد أن أسأل (معاليه) هل يستطيع أن يقول شيئا مماثلا لمن يعبث باستقرار الدولة في المحافظات الشمالية، رغم كل شيء نحن نكن للأخ بحاح كل الاحترام والتقدير.. ودمتم ذخرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى