> محمد فهد مكاوي

محمد فهد مكاوي
محمد فهد مكاوي
ما العمر إلا سنين معدودة .. كثير منا من يتذكرها ويتذكر ما عمل بها وما الإنجازات التي نؤرخها بها.. فهناك سنين أضاء بها الأمل وهناك من برز بها داء اليأس.. لكن قليل من الناس من يتذكر أن بين تلك وتلك لحظات بالكاد نتذكرها غير متداركين أن هذه اللحظات هي من تصنعنا وتصنع إرادتنا، وهذه اللحظات التي تفصل بين الماضي والمستقبل، وتفصل بين اليأس والأمل وتبين أصالة معادننا، فمنا من يسميها لحظات الأمل ومنا من يطلق عليها لحظات التغيير وغيرها من المصطلحات الإيجابية، ومتغاضين عن سلبية من السلبيات هي في الحقيقة الاختبار الأصعب فيها ألا وهو اليأس..
فهذه هي لحظات اليأس التي انتصرت على أغلبنا إلا قلة من ذوي الإرادات الحديدية، فهي لحظات تمر مرَّ السحاب زمنيا لكنها تمر مرَّ الجمل في صحراء في معانيها..
تأتي لنا هذه اللحظات في أوقات نكون فيها في بداية المشوار كالشيطان في جبروته تطلب منا بكل وقاحة التخلي عما كافحنا من أجله، تخبرنا بأن الحياة عبارة عن طريق مهما مشينا به فإننا في النهاية ستصطدم بحائط يعيقنا عنها أحببنا عمله..
كثير من الناس من يستسلمون لهذه اللحظة الصغيرة فتحبط إنجازاتهم وتمتلأ بها عقولهم المبدعة بالتراب، وقلة منا من يعيش هذه اللحظات ويحولها إلى منبع قوة..
ونقول لهذا الشيطان الصغير إن الحياة عبارة عن طريق نمشي به سنصطدم بعوائق ولكن بإرادتنا القوية سنهدم هذه العوائق ونكمل بعدها طريقنا.. فمخطئ من قال إن الإنجازات تؤرخ بالأيام والسنين، لا، إنما تؤرخ بلحظات مُيز بها المثابر، فإياك والاستسلام لمثل هذه اللحظات القاتلة، فكلما تمر عليك مثلها لا تحزن ولا تحبط، بل ابتسم مدركا أنها لحظة اختبار ليس إلا، فكلنا مثابرون ولكن لسنا كلنا ناجحين فإذا أردت النجاح تغلب على لحظات يأسك..