اللاوعي في التعامل مع قضية شعب الجنوب

> كمال صلاح الديني

> لقد مرت القضية الجنوبية بعدة عقبات كانت من شأنها أنها أخرت القضية إلى أجل غير مسمى، وكان السبب الرئيسي في ذلك التأخير اللاوعي من المنظور السياسي والفكري وعدم القدرة على التعامل مع معطيات الأمور والأوضاع القائمة.
فمنذُ بدء إرهاصات الثورة بدأت الثورة الجنوبية خالية الوفاض من مثقفيها ومفكريها الذين هم أساس ووقود أي ثورة في أي قطر من أقطار العالم، فهم من يحملون على عاتقهم رسم الطريق وإرساء اللبنة الأولى في نضالات الشعوب، وهم حاملو المشاعل وقادة التنوير، وهم الستار الحديدي لأي محاولة لخلخلة الصفوف وضرب الثورة، وفقدان هذا العنصر جعل من الثورة في الجنوب غير محصنة وسهلة الاختراق من قبل فئات سياسية فقدت مصالحها، وحاولت حرف المسار وتطويع تلك الثورة العظيمة لصالحها الخاص، وعكست الخطاب السياسي من أجل أن يتنافى مع مطلب الشعب ويتماشى مع مطالبها، مما أوجد الكثير من التخطبات في المواقف السياسية لبعض قيادات الجنوب، وخاصة أن معظم تلك القيادات لا تمتلك مستوى فكري أو ثقافي عال يخولها للتعامل مع الأمور وعدم مقدرة تلك القيادات على إيجاد تفاهمات حقيقية، والخروج من حلقة الماضي بكل ترسباته وأخطائه، وعكست نضالات وتضحيات وتطلعات الشعب الجنوبي العظيم والخروج من دوامة المركزية المقيتة، والتفرد بالرأي الذي كان سبباً في يوم من الأيام لما نحن فيه الآن، فمتى نصحوا ونعود إلى وعينا؟.
**كمال صلاح الديني**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى