اتحاد نساء اليمن بتعز .. إمكانات محدودة وتجاهل من الجهات المعنية

> استطلاع/ فهد العميري

> على مقربة من ساحة الحرية بتعز، وفي مبنى قديم يعود بناؤه إلى ستينات القرن الماضي بدعم من الهولنديين، يقع مقر إتحاد نساء اليمن فرع محافظة تعز.
اليوم لم يعد هذا المبنى مؤهلاً للقيام بالمهام المناطة به، كما يعاني الاتحاد من مشكلات جمة وصعوبات عدة تعيق عمله منها ما يتعلق بمحدودية الإمكانات وغياب الاهتمام الحكومي، بالإضافة إلى التعقيدات التي تواجهها المرأة اليمنية في واقعها الحياتي.
مركز  إيواء النساء قيد الإنشاء
مركز إيواء النساء قيد الإنشاء

«الأيام» زارت اتحاد نساء اليمن فرع تعز وخرجت بالاستطلاع الآتي.
رئيس فرع اتحاد نساء اليمن فرع تعز نبيهة طارش المقطري تحدثت عن أعمال هذا الاتحاد ومهامه وأوضاعه بالقول: “الاتحاد يعمل على تأهيل وتدريب النساء على مهارات عدة كالكوافير، والخياطة، والاشغال اليدوية، ويتبع الاتحاد أيضاً مركز نسوي لمحو الأمية، وموقعه في حارة الجمهوري، كما يعمل هذا الاتحاد على رفع مستوى المرأة والنهوض بها اجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً، وحقوقياً، مع الاهتمام برفع الوعي المجتمعي في قضايا العنف ضد النساء، كما يوجد لدينا مركز استماع لقضايا المرأة خاصة المعنفات الفقيرات، يقدم لهن العون القضائي من خلال 12 محامية متطوعة، وبرغم توقف الدعم من منظمة أوكسفام منذ سنتين إلا أننا استمرينا في رفع القضايا والوقوف إلى جانب النساء، وتقديم الدعم القانوني للنساء السجينات، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات المجانية للنساء بشكل عام، ولقد توجهنا إلى المحافظ وقدم لنا الدعم لسنة كاملة لقضايا النساء”.
**الدعم لا يكفي**
نبيهة طارش
نبيهة طارش

وعن أبرز المشكلات التي تواجه فرع الاتحاد قالت نبيهة طارش: “ وقوع الاتحاد بالقرب من ساحة الحرية يمثل مشكلة لنا، حيث إن كثيرا من الآباء يحرصون على عدم إحضار أطفالهم إلى الروضة، وكذا عدم حضور النساء للتدريب، بالإضافة إلى الدعم المقدم من المكتب التنفيذي لاتحاد نساء اليمن، والذي لا يكفي خاصة أن بعض الكادر التربوي يتقاضين رواتبهن من الاتحاد، وهو ما يشكل لنا مشكلة مالية، رغم هماك اتفاق بين الاتحاد والوزارة على دعمنا بالتربويات، بالإضافة إلى قدم المبنى والذي يعود إلى العام 1965م، وهو ما أجبرنا بإجراء ترميمات وإصلاحات عليه سنوياً، الأمر الذي زاد من مشكلتنا المالية، فضلاً عن وجود نساء معنفات تم إخراجهن من السجن، ولا يجدن أماكن للإيواء، في ظل غياب التعاون من قبل المجلس المحلي”.
وأشارت نبيهة بأن إغلاق قسم الكمبيوتر في الاتحاد يعود لقدم الأجهزة فيه التي أضحت البعض منها غير صالحة حسب تقرير المهندس، ومع هذا فقد قمنا بمتابعة الصندوق الاجتماعي بهذا الخصوص، وتم التوقيع على دعمنا بثلاثين جهازا، ومازلنا نتابع في سبيل الحصول عليها”.
**تأهيل الشباب والشابات**
 كريمة صالح
كريمة صالح

من جهتها تحدثت مسؤولة دائرة المشاريع بالاتحاد كريمة صالح محروس عن جانب من دور الاتحاد بالقول: “الاتحاد يقدم مشاريع في مجال التدريب والتأهيل للشباب ذكوراً وإناثاً، وهناك مشروع قائم الآن بدعم من منظمة كير والحكومة الهولندية بعنوان (تنمية نحو السلام) ومدته أربع سنوات، وذلك لتمكين الشباب اقتصادياً وربط التنمية بالسلام، وينفذ هذا المشروع في مديريتي المسراخ، والتعزية، كونهما ذات كثافة سكانية ونسبة عالية للفقر، كما أن هناك مشاريع لمنظمة أوكسفام، وهي مشروع الحماية القانونية الهادف إلى حماية النساء المعنفات، ومركز الاستماع، ومشروع الأمل الهادف إلى تمكين المرأة سياسيا للوصول إلى مراكز صنع القرار عبر مشروع محو الأمية (الرفليكت)، وهناك مشروع في مجال الصحة ينفذ في مديريتي ماوية، والوازعية، ومشروع الأحداث لمتابعة قضاياهم ومشروع الزواج المبكر.
**غياب دور مجلس الآباء**
طلاب يلعبون في الروضة التابعة للاتحاد
طلاب يلعبون في الروضة التابعة للاتحاد

أما سمية صالح مربية تمهيدي فتحدثت عن وضع الروضة والمدرسة التابعة للاتحاد بالقول: “لدينا 85 طالباً في الروضة، و108 طلاب في الثلاثة الصفوف الأولى، كما أن هناك العديد من المشكلات تواجهنا كصعوبة المنهج الجديد المتعلق بالقراءة المبكرة للصفوف الثلاثة الأولى، إضافة إلى عدم وجود مدرسي الأنشطة كالرياضة، والموسيقى، والكمبيوتر، وكذا توجيه تربوي بالنسبة إلى مدرسات الروضة، كما أن اللائحة المدرسية لرياض الأطفال غير موجودة رغم تداول احاديث تؤكد نزولها وإلى الآن لم يتم توزيعها، كما نعاني من عدم وجود ممرضة مقيمة، وكذا عدم وجود مجلس آباء يعمل على مناقشة مشكلات الطلاب بشكل مستمر”.
**ضرب مبرّح وتهديد بالقتل**
وعن أبرز القضايا التي تصل إلى الاتحاد تحدثت مسؤولة مركز الاستماع الهام محمد عبدالرحيم الاصبحي لـ «الأيام» بالقول: “إن معظم القضايا التي تصل الينا تتمثل في طلبات فسخ، ونفقة، وحضانة من معظم مناطق المحافظة، وتحديداً من المسراخ، والضباب، ومديريات المدينة إضافة إلى وصول حالات تشكو من الضرب المبرّح من قبل الزوج، وأهل الزوج والتهديد بالقتل والطرد من المنزل آخر الليل، كما تصلنا مشكلات عدة تتعلق بوجود مطلقات بدون أوراق الطلاق، إضافة إلى هروب الفتيات من بيوت أهاليهن، حيث تصل إلى مركز الاستماع في اليوم الواحد قرابة خمس حالات”.
**مطلقة بدون ورقة طلاق**
في مركز الاستماع التقت «الأيام» بالأخت دليلة علي طاهر من منطقة الأصابح وقد تحدثت عن قضيتها بالقول: “ إن قضيتي تتمثل بكوني مطلقة منذ حوالي ست سنوات بدون ورقة طلاق سبقها هجري لمدة ثمان سنوات ورفض الزوج المطلق دفع النفقة باعتباري مطلقة كما أن والدي لا يعطيني مصاريف رغم أن لديه راتب ولا يوجد لدي أي مصدر للدخل وإخواني ليس لهم أي موفقي ايجابي تجاهي”.
أما عزية مهيوب محمد من أهالي شرعب السلام وتسكن في شارع جمال وسط المدينة تقول عن معاناتها: “مشكلتي في أخي الذي يأخذ حقوقي ويصادرها رغم عني، حيث لا يعطيني حقي من مخصص الإيجارات منذ وفاة والدي قبل عشر سنوات، ولم يكتفِ بهذا بل لجأ إلى طردنا من البيت أني وزوجة أخي مع أولادها الأيتام، بعد أن صادر عفشنا وأطلق علينا، واليوم قضيتنا منظورة أمام النيابة، ونطالب الجهات المختصة بإنصافنا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى