صنعاء إلى أين؟

> وضاح العامري

> الحدث الدامي الذي اهتزت من هوله صنعاء، بل كل العالم أجمع، والذي وقع في مركز للشرطة في صنعاء وأودي بحياة العشرات من الشباب كان حدث إجرامي إرهابي بامتياز، ولم يكن سوى ضمن سلسلة طويلة من التفجيرات تندرج تحت شريعة تصفية الحسابات التي يتحكم بتفاصيلها القوى المتصارعة المتنفذة في صنعاء والساعية للارتقاء على جثث الأبرياء والباحثة عن منافذ سلطوية بين ركام الأموات المتساقطون كل يوم كأوراق الخريف وبأيادي بعضهم بعضاً وبجهلٍ تام.
القائمون على شريعة القتل والتدمير في صنعاء والمتصارعون بأرواح البسطاء من الشباب المغرر بهم قد فقدوا إنسانيتهم وضمائرهم حين خرجوا عن طور الإنسانية باستغلالهم الوضع الأمني المفكك، وتجنيدهم الشباب البسطاء لتصفية حساباتهم مع خصومهم العسكريين والسياسيين، فنراهم يسابقون الزمن لحصد مزيد من الأرواح البريئة في عموم المنطقة وبدون أدنى درجات المسؤولية والإنسانية.
والمتأمل للوضع يرى أن روتين القتل الجماعي والتي يرتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية أصبح بشكل يومي يدعو للاستغراب عن تلك الوحشية التي تتعاطاها تلك القوى المتنفذة فيما بينها، والتي أدانتها كل المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية لما تحمله من دلالات واضحة لخطورة الوضع في المنطقة التي خلت من الوجود الأمني أو التمثيل الحكومي بكافة أجهزته وبشكل نهائي.
وهذا الفراغ الأمني يعتبر بيئة خصبة ومناسبة لإيجاد مساحة واسعة وآمنة لتصفية الحسابات، وإحداث مزيد من الفوضى، والتي ستأخذ المنطقة برمتها إلى الهاوية وبخطى حثيثة، وما دام هناك صراع مصالح وتصفية حسابات وصراع من أجل البقاء سيبقى نزيف دم اليمن مهراقاً بلا وازع ديني أو ضميري، والشباب البسطاء هم وحدهم من سيدفع الثمن، وستكون أرواحهم ضريبة زهيدة لتلك الصراعات التي يجهل الكثير ماهيتها، وإلى متى ستبقى ومن المستفيد من نتائجها؟.
**وضاح العامري **

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى