في ذكرى وفاته الخامسة.. يا قوم .. فقيدنا محمد عبادي يرى بعين عقله

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب  محمد  يابلي
نجيب محمد يابلي
في الثامنة من صباح الأربعاء 20 يناير 2010 نعى الناعي في مدينة كارديف حاضرة إقليم ويلز، وفاة العميد محمد عبادي حسن المردعي، وسرى الخبر بسرعة فاقت سرعة الصوت في أرجاء عدة من البلاد (خارجها وداخلها)، وذرفنا الدموع مدرارا على (أبو جلال)، بكينا فراقه لأننا كنا بحاجة إليه لولا إيماننا الراسخ وقناعتنا العقلية بأن لا إرادة فوق إرادة الله ولا راد لقضائه سبحانه وتعالى.
إن الراصد لسيرة هذا الرجل الطيب الذي لم تبارح الابتسامة شفتيه، أو هكذا عرفته، سيرى وسيسلم بأنه صاحب مسيرة عصامية، تنقل فيها بين الضالع وعدن وصنعاء وتعز والقاهرة وكارديف، ومن الطبيعي أن نقطة البداية هي ولادته في قرية (موئل) بجيل جحاف في إمارة الضالع عام 1943م وتلقى دراسته الابتدائية في الضالع، وانتقل إلى لواء إب حيث درس الفقه، وسافر إلى قاهرة المعز عام 1966م حيث التحق بالكلية الحربية وخاض هناك أولى معاركه القومية في حرب حزيران (يونيو) 1967م.
نسج فقيدنا محمد عبادي علاقات نوعية أثمرت كثيرا لصالح الوجود اليمني (الجنوبي) والعربي والمحلي في ويلز (وخاصة كارديف)، وأصبح رقما في الجالية اليمنية، وانتخب عدة مرات وأصبح أيضا رقما في اتحاد العمال العرب في بريطانيا، وأصبح رقما بارزا في المجتمع المحلي في ويلز، وانخرط في حزب العمال البريطاني ونصير الجمعية الوطنية لويلز.
وقالت السيده لورين باريت عضو الجمعية الوطنية لويلز: “أنا لورين باريت عضو الجمعية الوطنية لويلز (عن جنوب كارديف وبينارت منذ عام 1999 وقبل هذا التاريخ عملت مع الفاضل الون مايكل عضو مجلس العموم البريطاني، وعرف كلانا السيد محمد عبادي قرابة عشرين عاما”.
عبادي يجسد مقولة “فكرة بمليون دولار”
جسد فقيدنا محمد عبادي (أبو جلال) مقولة “فكرة بمليون دولار”، ولا غرابة في ذلك لأنه يرى بعين عقله (كما قال الخليفة العباسي المأمون)، حين دخل عبادي التاريخ من أوسع أبوابه عندما ربط جسرا بين الدكتور يحيى الشعيبي محافظ محافظة عدن واللورد جوردن هولسن محافظ كارديف لترسيخ التعاون بين المحافظتين: عدن وكارديف، عندما أقام جسرا بين غرفة تجارة عدن وغرفة تجارة كارديف، تحقق من خلالها التوأمة بين الغرفتين وبين المدينتين، وإذا دخل تشارلس ديكنز التاريخ في قصته (قصة مدينتين) فقد دخل محمد عبادي التاريخ في قصته (توأمة المدينتين والغرفتين عدن وكارديف).
ما أحوجنا إلى رجال يرون بعيون عقولهم لا بعيون أجسامهم، خاصة وأننا نمر بمرحلة حرجة نحتاج فيها إلى رجال من معدن محمد عبادي حسن.
رحم الله محمد عبادي وكل الخيرين.. آمين!.
أذكر القراء بأن الخليفة العباسي المأمون نظر إلى ابنه الصغير وبيده دفتر فسأله: ما هذا الذي بيدك؟ قال الصغير: بعض ما تسجل به الفطنة وينبه من الغفلة ويؤنس من الوحشة، قال المأمون: الحمدلله الذي رزقني من ينظر بعين عقله أكثر مما ينظر بعين جسمه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى