ليس بعيدا عن هنا؟

> صفاء سليمان حنش

>
صفاء سليمان حنش
صفاء سليمان حنش
في مكان ليس ببعيد عن هنا، وعلى امتداد أرض بلادي في مكان تكسو الخضرة كل أرجائه أقف على تلةٍ مرتفعة فاتحة ذراعي للهواء فهو هنا لا يعادله في مكان آخر.
في ذلك المكان كل شيء يبدو جميلاً والمنظر خلابا والطبيعة الساحرة تجذبك إليها كأنها امرأه جميلة تزينت بباقة من الزهور.
إنها تدعوك لأن تحيا بحب وسلام وتستأنف حياتك مجدداً، فالحياة لا تتوقف عند شخص بعينه أو عليه، وإنما ستستمر عجلتها بالدوران، إنها الآن تناجيك لتهيم عشقاً بها.
ما زلت أتذكر ذلك الجمال وتلك الروعة التي صورتها لا تفارق مخيلتي تظل ذكرياتها تطاردني أينما يممت وجهي، حقاً هذه لحظات من العمر لا تنسى.
لقد كان العمل في المزرعة شاقا جداً، ولكننا تعودنا عليه، بل وأحببناه بقدر حبنا للأرض.
كنت أعمل في الحقل منذ طلوع الفجر برفقة أسرتي وزوجي الذي أحبه كثيرا وأولادنا مصدر سعادتي، كنا نعود إلى البيت عند المساء منهكين خائرة قوانا من شدة التعب، تنتاول عشاءنا ثم نخلد لنوم عميق ننتظر أن يحل علينا صباح مشرق جديد نتشارك فيه العمل، والأمل يحذونا أن نظل معاً.
فأتى علينا يوم اسيتقظنا على أصوات أمطار قوية ورياح عاتية قضت على مزرعتنا الصغيرة وتركتها قاعاً صفصفا، فوقنا على أنقضاها تنفقد حجم الخراب، وقد بدأ على محياهم الحزن والذهول.
فصرخت فيها قائلة "علينا أن نُعيدها للحياة وللصورة التي كانت عليها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى