عزف المطر أغنية الفرح في عدن

> رصد/ فردوس العلمي

> غازلت سماء عدن أرضها وتعانقا عناقاً يحسدهما العشاق عليه، بدأت حبات المطر تتساقط بقطرات صغيرة تداعب أبناء هذه المدنية التي اشتاقت لحبات مطر السماء.. توزعت حبات المطر ولسان حالها يقول: اشتقت إليكم فهل اشتقتم لي يا أبناء عدن؟ أجاب أبناء عدن بفرح: كيف لا وأنتِ من يغسل همنا وأرضنا وجبالنا وتُشِيْعِي الفرح فينا.
تساقط المطر رويداً.. رويداً، فلم يستطع إلا أن ينهمر بسخاء وكرم الرحمن ليغسل أرضنا من وجع الأشواق وحنين الاشتياق.. انهمر المطر بحباته التي شكلت خيوطاً لؤلؤية عانقت الأرض بفرح لا يوصف رسمت الابتسامات بدقة على وجوه الكبار قبل الصغار يعبرون عن فرحة المطر يمشون تحت المطر يتوزعون هنا وهناك.. استطاعوا أن يعيشوا لحظات جميلة سجلت في سجل الأمنيات أن لا يحرمهم رب السماء من هديتهم التي جاءت في وقت عصيب لينسى أبناء عدن عذابات الواقع المر، ويعيشون أجواء نادرة لا تتكرر..
فرح أبناء عدن وتركوا خلفهم كل صراعات الحياة ليستمتعوا بلحظات نادرة لا تعوض ولا تفوت.. لن ألوم تركيا لو غارت اليوم من أجواء عدن أو باريس إن حسدت عدن.. فجمال عدن اليوم خرافي يا بخت من كان اليوم متواجدا في عدن ليستمتع بأجواء فرح نادرة.
المجلس التشريعي بكريتر
المجلس التشريعي بكريتر

توزع الناس.. فمنهم من ذهب إلى صيرة وقلعتها، ومنهم من افترش شواطئها، ومنهم من صعد جبالها وزار صهاريجها ودروبها السبعة ومجلسها التشريعي، ومنهم من تمشى في أسواقها تحت المطر دون مظلات ومنها من جلس بقرب بسطته يبيع ويشتري ببضاعته ليكسب قوته يومه، جميع هؤلاء اغتسلوا بماء المطر الطاهر، اغتسلوا بماء السماء.
نعم.. اليوم عدن كانت بهية ترتدي ثوب المطر كعروسة في ليلة عرسها ترتدي الثوب الأبيض، ليس هناك أجمل من عروس في ليلة عرسها، ولا مدينة أجمل من عدن وهي ترتدي ثوبها المبلل والمطرز بحبات المطر.
اليوم سماء عدن تتبسم لترسم الفرح على وجوه أبناء عدن المشتاقين للمطر، وتفتح آفاق واسعة للأمنيات.. عاش اليوم أبناء عدن أجواء مفعمة بالمحبة والرضا وكان حديثهم ابتسامات متبادلة، فقد كانت الابتسامة لغة اليوم، الجميع يتبادلها بسخاء حتى من لا يعرفك يتبسم لك ويحدثك عن جمال وروعة عدن تحت أجواء المطر.
أطفال يلعبون تحت المطر
أطفال يلعبون تحت المطر

في سوق عدن العريق سوق البز تعانقت رائحة الفل مع رائحة المطر لتشكل رائحة أحلى من عطور باريس لا تجدها إلا في عدن.. افترش الباعة مفارشهم ينادون بأصوات امتزجت بالحنين لجذب الزبائن للشراء منهم، لم يمنعهم المطر.
وكثير من الناس ذهبوا إلى أشغالهم.. والطلاب رسموا لوحات الفرح في ساحات مدارسهم يعبرون عن فرحة القلب بالمطر.. ساعات ممتعة كانت تحت المطر.. برد وريح، ورغم هذا لم نشعر إلا بروعة الجو. أجواء جميلة وسحب رسمت لوحة جميلة في سماء عدن لتكون عدن في عز الظهر وكأننا في ساعات الفجر الأولى نستنشق هواء الفجر الجميل.. وأن يتنفس الصباح في ظهر عدن.. حماك ربي يا عدن!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى