في أربعينية الشهيد الدكتور زين اليزيدي.. عشت مهموما ومت مسموما من أجل الجنوب

> د. عبده يحيى الدباني

> من اين ابدا يا صديقي الكتابة عنك؟ فما اصعب الكتابة في رثاء الاحباء والاقرباء حيث تحتشد الافكار وتتصاعد العواطف الاليمة المفجوعة بعد كبتها ومحاولة تجاوزها ! لقد صدمنا رحيلك المفاجئ حتى كدنا لا نصدق، كما قال الشاعر :
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر ... فملت فيه بآمالي الى الكذب
حتى اذ لم يدع لي صدقه املا ... شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
شرقنا بالدمع يا صاحبي كما شرقت انت واختنقت بغازاتهم المسمومة المدسوسة القاتلة.
ان الاعمار لا تقاس بالايام والشهور ولكن بالاعمال والمنجزات التي يحققها الفرد او الشعب او الامة خلال الايام، وعمرك القصير يا ابا عبدالله حافل بالانجاز في مختلف الميادين، لقد عشت مهموما بالوطن قبل احتلاله وبعده ومت مسموما بسبب نضالك المستميت من اجل عزته وتحريره وخلاصه من براثن عصابة الاحتلال المستقوية بالمال والسلاح والعلاقات المشبوهة مع الخارج الذي يلهث وراء مصالحه على حساب حق الشعوب في الحرية والاستقلال.
سلام عليك ايها الرجل العصامي الخلوق المتواضع، سلام عليك مناضلا وناشطا بارزا في الثورة الجنوبية التحررية السلمية.. سلام عليك ناشطا نقابيا اكاديميا لا يكل ولا يمل، سلام عليك قياديا اشتراكيا جنوبيا عمل كل ما في وسعه من اجل دخول حزبه رسميا في معمعمة الثورة الجنوبية الراهنة واهدافها التحررية، وقد استطاع مع آخرين ان يحققوا نجاحا في هذا الجانب الى حد كبير.
كان الدكتور الشهيد رحمه الله يريد ان يجمع الكل على هدف واحد وطريقة واحدة يفضيان الى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، كان حريصا على وحدة الصف الجنوبي وكان هذا ديدنه وشعاره وبرنامج نضاله، رغم ما عانى من العنت والاتهامات حتى من بعض رفاق دربه في الحراك الجنوبي وانا منهم، وكان يستقبل كل ذلك بابتسامته المعهودة ويوضح وجهة نظره ولا يلجأ ابدا الى القطيعة او التشاؤم او التمترس وراء وجهة نظر محددة او مكون بعينه فتجده يصول ويجول من اجتماع الى ندوة الى فعالية الى مسيرة الى مؤتمر.. يطرق كل الابواب من اجل الجنوب سواء فتحت ام لم تفتح، محاولا جمع الاخوة المختلفين متفائلا بجمع شملهم محسنا الظن بهم جميعا كما يعذرهم جميعا.
سلام عليك ابا عبدالله استاذا جامعيا لامعا ومتواضعا ازددت علما فازددت تواضعا والتحاما بالناس. سلام عليك ناشطا في العمل الخيري والاجتماعي في اطار جمعية يافع وغيرها. لم نستطع اللحاق بك وأنت تعطي وتناضل وتنشط هنا وهناك على مدار الساعة، وها أنت قد سبقتنا الى الشهادة في سبيل هذا الوطن الجريح المحتل. توجت هذا المشوار الفريد بالشهادة وياله من تاج وتتويج!. كنت هناك في الميدان ولم يستهوك القات وجلساته الطويلة المثبطة للهمم والمعرقلة للعمل.
كنت هنالك في الميدان فرصدوا حركاتك وتتبعوا خطواتك وكان ما كان من قصة استشهادك ايها العزيز، لقد رمتك بدائها وانسلت افاعي الاحتلال، ولكن افاعيلها معروفة فقد اختلفت الاساليب والقاتل واحد. ما احرانا اليوم ايها الشهيد الغالي ان نعمل بنشاطك وبروحك المتسامحة ونضالك الدؤوب للملمة الشارع السياسي الجنوبي ورص الصفوف في سبيل الاستحقاق الجنوبي القريب في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. اللهم تقبل شهيدنا قبولا حسنا ولا تفتنا بعده ولا تحرمنا اجره واغفر لنا وله.
**د. عبده يحيى الدباني**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى