> لا يعقل أن يعارض اليوم الساعون بالأمس تنفيذ القرار الذي نص أساسا على تسليم السلطة والسيادة للشعب وهو وحده الذي يملك حق اختيار من يحكمه في انتخاب حر نزيه كما نص عليه القرار أيضا.
ليس من حق أحد الاستيلاء على الحكم والسلطة إما بالوراثة أو بالعافية؛ ذلك لأن سلوكا كهذا يتنافى مع أبجديات قرار الأمم المتحدة ويسلب الشعب حقه في الوجود الحقيقي والممارسة الفعلية لإرادته.. بل أكثر من ذلك يجعل القرار التاريخي العظيم مثارا للضحك والسخرية، وكأن الذين كانوا ينادون به حتى الأمس القريب لم يعملوا ذلك سوى للتستر على نواياهم التي لا يمكن أن تقبل بأقل من الوصول إلى الحكم بدلا من الانتصار لإرادة الجماهير.
إن الشعب وهو يقترب من مشارف الحرية والاستقلال مصمم على انتزاع حقه والتمسك به.. هو وحده دون سواه يملك القدرة على رفع من يشاء إلى مقاليد الحكم والسلطة عن طريق الانتخابات العامة الحرة.
«الأيام» العدد 79 في 16 مايو 66م