إنا كفيناك المستهزئين يا حبيبي يا رسول الله

> يحيى عبدالله قحطان

>
يحيى عبدالله قحطان
يحيى عبدالله قحطان
إن العداء الصهيوني والاستعمار الغربي الصليبي لإسلامنا ولرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين والرحمة المهداة للعالمين، واستمرار الرسومات والكتابات والأفلام المسيئة لرسولنا الكريم لم يكن ذلك وليد الساعة، ولكن ذلك العداء قد تم منذ بزوغ فجر الدعوة الإسلامية، حيث ابتلي الإسلام ونبي الإسلام بأعداء الدَاء على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا من يهود صهيونيين وصليبيين وماسونيين وشوعيين ووثنيين، وتعرض الإسلام للتشويه والإساءة لرسولنا الكريم، وتمزيق القرآن العظيم وابتذاله ومحاولة تحريفه، والقضاء على الإسلام من خلال وضع خطط تآمرية، وأهداف وأجندة جهنمية عبر الحروب الصليبية والغزو المستمر الاستعماري الغربي للبلاد العربية والإسلامية حتى يومنا هذا، واتهام الإسلام بالغلو والتطرف والإرهاب (والإسلام من ذلك براء)، بل إن كل من يناضل ويدافع عن مقدساته وأعراضه وأوطانه يعتبر ذلك إرهابا في قاموس الاستعمار الغربي والصهيوني، كما هو حاصل اليوم على حماس والمقاومة الفلسطينية الباسلة، بينما التقتيل والتنكيل والتشريد الذي يتعرض له أهلنا في غزة والضفة وتهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك من قبل إسرائيل النازية والإرهابية، وأيضا قتل الملايين من أمتنا العربية والإسلامية في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وليبيا من قبل حلف الناتو العدواني، كل ذلك يعتبر دفاعا عن أمن إسرائيل والعالم الحر.. ألا ساء ما يحكمون.
ولاريب أن ذلك العداء للإسلام ونبي الإسلام عبر الرسومات والكتابات المسيئة لم يأت من فراغ وإنما جاء ضمن خطة مدروسة من قبل المؤسسات الرسمية الحكومية الغربية والصهيونية العالمية، وعليه فإن ذلك ليس عملا فرديا يقوم به هذا الصحفي أو ذاك، كما قد يتبادر إلى الأذهان، حيث نلاحظ أنه قد سبق نشر رسومات وكتابات وإنتاج أفلام مسيئة لرسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم، وتم منح الجوائز الثمينة لمن قام بتلك الأعمال المسيئة لرسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه.
ألا فتبت يدا الرسامين والساخرين وتب، وسحقا سحقا لمن ينال من مقام رسولنا الكريم، ولتشل تلك الأيادي المسيئة، ولتخرس تلك الألسن البذيئة. بأبي أنت وأمي يا رسول الله، نفديك بأرواحنا وأولادنا وأهلنا وكل ما نملك في هذه الحياة، فأنت ذخرنا وفخرنا وعزنا، وأنت سندنا ومنقذنا، وأنت ياحبيبي يارسول الله سيد ولد آدم ولا فخر، وبيدك لواء الحمد ولا فخر وأنت أول شافع ومشفع ولا فخر.
وإذا أتتك يا سيدي يارسول الله مذمة من حاقد وساخر فهي الشهادة لك بأنك كامل.. كيف ينال منك هؤلاء الحاقدون ؟ ورب العزة يقول: “وإنك لعلى خلق عظيم”، كيف يتجرأ هؤلاء الساخرون من المساس بكرامة رسولنا الكريم، والله تعالى يقول: “إن فضله كان عليك كبيرا”.
بأبي أنت وأمي ياحبيبي يا رسول الله كيف ينال هؤلاء من مقامك الشريف ؟ ورب العالمين يقول: “فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا”، ضع خط تحت “فإنك بأعيننا” سينبلج لك من النفحات القدسية والأنوار الربانية مالا تحصى.
كيف يسخر هؤلاء القوم من الشفيع المشفع وصاحب المقام المحمود والحوض المورود ؟ وهو دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وبشرى موسى وعيسى عليهم السلام، كما جاء في التوراة والإنجيل بالتباشير عن الرسول الخاتم: “وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد”.. أجل إنه محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين والموصوف في التوراة ببعض صفاته في القرآن: “يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفض ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولايدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح بها أعيننا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا”.
ولكن هؤلاء القوم جبلوا على الحقد والغدر وقتل الأنبياء بغير حق، والعداء السافر للإسلام ونبي الإسلام، “فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين”، بأبي أنت وأمي ياحبيبي يارسول الله ويا أكرم خلق الله. وإن كنا نتألم ونستاء من أولئك الذين دأبوا على استفزازنا بالرسومات والكتابات والأفلام المسيئة لشخصكم الكريم وحضرة مقامكم الشريف، فإن ذلك لم ولن ينال من قدرك العظيم، كيف لا وقد وصفك الله بالرؤوف الرحيم، بل أنت الرحمة المهداة والنعمة المسداة للبشرية جمعاء، فرحمتك يا سيدي يا رسول الله وسعت كل شيء حتى أولئك الذين يسيئون إليك، فسيأتي اليوم الذي يندمون على أعمالهم المشينة، وكأننا بالمصطفى والمجتبى ولسان حاله ينشد ربه قائلا “اللهم اهدي هؤلاء القوم وردهم إلى الديانة السمحاء ردا جميلا.. والله المستعان”.
كيف ذلك ؟ ورب العالمين يخاطبك ياسيدي يا أبا القاسم: “فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين” صدق الله العظيم.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى