فـتـاة نـت

> ياسين علي المحضار

> غريبة هذه الحياة تجمع صدف تحبب ناس وتفرق آخرين، تقرب وتبعد وكثيراً ما تكون همزة الوصل فيها بوقتنا الحاضر أجهزة التكنولوجيا ووسائلها المتعددة.
حكاية شابان فتاة وابن عم يسكنان في نفس المنزل ويعتبران نفسيهما كالأخين، كل واحد في حجرته لا يغادرها إلا عند الإجابة لأوقات الطعام، ومع مرور الوقت أصبح الشاب يبحث عن زوجة عبر النت وهي أيضاً وكلما يجتمعان في طاولة الطعام لا ينظر أي منهما للآخر، وكأن بينهما ثأر قديم فطفولتهما كلها شجار حتى في شبابهم مجادلات وصراخ لا ينتهي، وتعرف كل واحد منهما على الآخر عبر النت دون معرفة أي منهما بشخصية الآخر الحقيقية، مرت الأيام وأصبح بينهما حب أفلاطوني ودردشات لا تنتهي وكلمات رقيقة ومعسولة وبعد مرور بضعة شهور، حب كل منها التعرف بالآخر وجهاً لوجه، جاء اليوم الموعود للقاء العاشقين، لبس هو أجمل ما عنده من ملابس بعد أن ذهب إلى صالون الحلاقة وتنعم فلم يعد بلحيته الكثة وملابسه التقليدية، وهي أيضاً تزينت بأجمل ما عندها، وحان اللقاء اقتربا من بعضهما بخجل والكل يهوى التحدث للآخر ومن قبلها التعرف على فارس الأحلام الذي طالما هام وحلم به، ومن أول نظرة عرفا بعضهما بعضاً يالها من مصادفة خصمان في المنزل وحبيبان في الوقت نفسه دون علمنا قالها الشاب هامساً وسرعان ما قطعت حبل تفكيره قائلة صدق من قال بأن لا حب إلا بعد عداوة، لم يغادرا المكان إلا بعد أن عزما على الزواج من بعضهما وكان لهما ما تمنيا يالها من قصة حب رائعة.
**ياسين علي المحضار**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى