انهيار إذاعة عدن

> كمال صلاح الديني

> لطالما كانت إذاعة عدن مفخرة نعتز بها جميعا، فمنذ إنشائها قبل أكثر من ستين عاماً عملت إذاعة عدن على تنمية وعي المتلقي وكان لها دور بارز في كل محطاتها التاريخيه في رسم وتنمية الثقافة العدنية بشكل خاص والثقافة اليمنية بشكل عام وتصديرها لكافة أنحاء الوطن العربي واستطاعت أن تنتج الكثير من الإبداعات الفنية والثقافية من خلال برامجها المتنوعة في أيام عصرها الذهبي كما كان لها السبق أيضا في تبني الكثير من القضايا العربية المهمة، لكن الحال المزري والفساد المستشري الذي أصابها منذ سنوات مضت أدى بها إلى الانهيار والسقوط المذل لها في آخر قوائم الإذاعات ليس العربية وحسب بل والمحلية ورغم تعاقب الحكومات لم تتلق إذاعة عدن ولو جزء يسير من الاهتمام بقدر حرصها على تكريس مبدأ الفساد والفاسدين وطمس الدور والهوية التاريخية لهذه الإذاعة من خلال سوء الإدارة وفساد القائمين عليها في كافة المجالات، ومن صور الفساد الذي بدأ جليا في الفترة الأخيرة بشكل واسع وكبير التلاعب بالميزانية المخصصة للإذاعة وتأخير مستحقات الموظفين والعاملين فيها منتهزين في ذلك الأوضاع السياسية القائمة على الصراع بين كافة الأطراف السياسية ولم تكتفِ عصابة الفساد والفاسدين بذلك بل عمدت على طمس الإرشيف الاذاعي الذي يحوي كنوز تاريخية قيمة تشمل الجوانب السياسية والثقافية والفنية لهذه الإذاعة وكل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع الجميع.
فمتى تفيق الجهات المعنية من سباتها العميق وتعطي كل ذي حق حقه ويتم إزالة الفساد والفاسدين لتعود الإذاعة إلى مكانتها وسابق عهدها بين الإذاعات العربية والعالمية.
فهل سيطول هذا الحلم أم أن الكابوس سيبقى ببقاء مظلة الفساد.
**كمال صلاح الديني**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى