أنامل نسائية.. أطفال حتى منتصف الليل

> وئام نجيب

> يعتبر الشارع وسيلة الأطفال للترفيه عن أنفسهم، لكن اختلف الوضع والزمان حتى بين أوساط الأطفال، ففي حين كنا نلاحظ في السابق ازدحام الشوارع والحارات بالأطفال وامتلت أصواتهم في الطرقات، وتتنوع واختلفت ألعابهم بأوقات العصر حيث كانت تلك من عادة أمهات عدن أن تسمح لأطفالهن تلعب في العصرية، أي بعد صلاة العصر، وكانت الأمهات حريصات على أنهن يقومن بإدخال أطفالهن إلى المنازل بعد صلاة المغرب حرصاً على أن لا يصيبهم أي أذى، فلا تجد بعد صلاة الغرب أي طفل يلعب في الشارع، مما يعني أن الأسر كانت تحرص على إخراجهم في وقت مبكر من العصر ويعودون مبكرين إلى منازلهم.
أما اليوم فأصبح الشارع غاية، فقد أمسينا اليوم نرى أطفالا يلهون ويلعبون في الحارات في أوقات متأخرة من الليل، وبعلم ومعرفة والديهم بذلك، حيث إن هؤلاء الأطفال يخرجون من المنزل في أوقات متأخرة بحجة الترفيه عن النفس، مما يعني بأن الأسر في وقتنا الحالي أصبحت تترك أبناءها للشارع اعتقاداً منها بأن الشارع هو من سيمنحهم التربية السوية واالسلوكيات الجديدة، أي أنه هو من سيصنع منه رجلاً قادراً على تحمل المسئولية، وبعد ذلك نشكو من ظاهرة الاختطافات والاغتصابات والانفلات الأمني، وفي حقيقة الأمر أن الأهل أنفسهم هم من يتحملون الجزء الأكبر من المسئولية، كيف وهم من يجعلون من أبنائهم مطمعاً لكل الذئاب البشرية التي تجردت من كل أشكال الإنسانية.
أصبحت الأسر هم أنفسهم من يعرضون أطفالهم إلى مثل تلك المخاطر، وهم لا يدركون بأن ذلك هو الشارع نفسه الذي يجعلوه وسيلة للترفية عن أبنائهم هو من يعرضهم لأن يكونوا أطفال شوارع، وأكثر عرضة للتعرض إلى الاستغلال من قبل من لا يرحم، ونقصد بالاستغلال هنا ليس الاستغلال الجنسي فقط، وإنما استغلالهم أيضا في بيع أعضائهم والمتاجرة فيها، والأبشع من ذلك اقتحام براءة وأحلام طفولتهم، فبدلاً من أن نرى إشراقة الأمل على وجوههم نشهد في أُعينهم البأس والشقاء، وتحمل أعباء لا تتناسب مع سنهم.
كلمتي الأخيرة أتوجه بها إلى كل الأهل.. الأطفال أجمل هبة من الله يهبها لمن يشاء، تولوا أنتم تربية أبنائكم ولا تدعوها لأحد، فلا يفيد الندم بعد فوات الأوان.
**وئام نجيب**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى