سفراء السلام

> كتب / هبة محمد عبدالرب

> نحلق نطير، نرتفعُ فوقَ السحاب، نهبطُ ونصعدُ، وكأننا نقومُ بمناوراتٍ في السماء، نضربُ الهواءَ بأجنحتنا، نطربُ العالمَ بأصوات هديلنا، ونعودُ لنحط فوق الأعشاش.
طيورٌ نحن.. نسافرُ عبرَ الأوطان، يطلقونَ علينا سفراءَ السلام، نرحلُ حاملين فوق أجنحتنا رموزَ السلامِ والمحبة، نبحث عن مكان لا نشتمُ فيهِ رائحة الدمِ والبارود!، بحثنا طويلاً.. سافرنا، وأينما ذهبنا نرمي أغصانَ الزيتون في كل مكان، فكلُ واحدةٍ منا تحملُ بينَ منقاريها غصن زيتون، حمامٌ نحن، وحالنا نحط لنستريح ونعاودُ الطيرانَ من جديد، ونحنُ على هذا الحال لمحنا شيئاً يلتمعُ خلفَ الأشجار! وفجأةً.. طااااح! وإذا بجسدي يهوي ليسقط ويصطدم بالأرض، فيتناثرُ رشي الأبيض في كل مكان.
فتحتُ عيناي.. أحاولُ النهوض! رفعت رأسي لأنظر إلى أسراب الحمائم، وقد تغرقت! أزحفُ بجسدي المضرج بالدماء، طائرٌ أنا.. ولكن مكسور الجناح! وهكذا أغمضتِ الحمامة عينيها تاركةً غصنَ الزيتونِ الذي كانت تحملهُ غارقاً بدمائها!.
وبعد عدة سنواتٍ نَمت في نفسِ المكان شجرةُ زيتون جميلةٍ بعَد أن روتَّها دماءُ الحمامةِ لتصبحَ بعدَ ذلكَ رمزاً للسلام.
كتب / هبة محمد عبدالرب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى