علي أمين وعبده حسين أحمد وتوأمة «فكرة» و«كركر جمل»

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

القارئ الصحفي في الستينات للصحف المصرية والمحلية بعين فاحصة وذوق أخاذ سيلاحظ أن هناك توأمة بين عمود “فكرة” للراحل الكبير علي أمين، وعمود “كركر جمل” لأستاذنا الكبير عبده حسين أحمد. وحقيقة أن الأستاذ عبده حسين أحمد معجب بالتوأم مصطفى أمين وعلي أمين، وتاريخ ميلادهما 21 فبراير 1914م، وتوفي علي أمين في 28 فبراير 1967م (أي أننا على مشارف الذكرى الـ39 لوفاته)، وتوفي مصطفى أمين في 13 أبريل 1997م.. ومصدر إعجابه بهما أن مصطفى أمين درس أستاذه علي محمد لقمان في كلية الصحافة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو من المعجبين بكتابات مصطفى أمين ومعجب بعلي أمين لكتاباته الصحفية عامة وعمود “فكرة” خاصة، ومعجب بالاثنين معًا لأنهما صاحبا أكبر ملحمة كفاحية تمثلت في تأسيس “أخبار اليوم” في 11 نوفمبر 1944م، وتطورت إلى أن تصبح أضخم مبنى لمؤسسة صحفية وصاحبة أكبر سلسلة من الصحف والمجلات.
الأستاذ عبده حسين أحمد من مواليد الفيحاء الشيخ عثمان في 28 يناير 1935م وتلقى كل مراحل دراسته في عدن، وكانت المدرسة الابتدائية بالمعلا أولى محطات مشواره الكفاحي وذلك في العام 1954م، ليبدأ مشواراً متزامناً مع التدريس والكتابة في مجلة “المعلم العدني” ثم “المعلم” و“فتاة الجزيرة” و“اليقظة” و“الصباح” وغيرها.
للأستاذ عبده حسين بصمات بارزات في عدة مرافق تعليمية منها كلية عدن وثانوية البنات ومركز تدريب المعلمات، وسبق أن ذكرت عددا من تلميذاته اللاتي أصبحن أرقاما في دائرة الضوء وسقطت بعض أسماء منهن التربويات الجليلات شفيقة وآسيا مرشد وسميرة الخطيب زميلات أسمهان العلس.
الحديث عن الأستاذ عبده حسين سيطول كثيرا، وأريد أن أحصر موضوعي في توأمة “فكرة” علي أمين و“كركر جمل” عبده حسين أحمد، وكلتاهما تنحصران في نماذج أسلوب “السهل الممتنع”، وهي خاصية نجدها عند أفراد بعينهم أمثال الدكتور طه حسين والدكتور أحمد زكي رئيس تحرير أسبق، أو قل أول رئيس تحرير لمجلة “العربي” الكويتية التي قدمت الثقافة العربية.. وأورد نموذجين لعلي أمين وعبده حسين أحمد أقتطف منهما الآتي:
* فكرة !
* يارب !
ساعدني على أن أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء ولا أقول الباطل لأكسب تصفيق الضعفاء.
إذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي، وإذا أعطيتني قوة فلا تأخذ عقلي، وإذا أعطيتني نجاحا فلا تأخذ تواضعي، وإذا أعطيتني تواضعا فلا تأخذ اعتزازي بكرامتي.
إذا جردتني المال فاترك لي الأمل، وإذا جردتني من النجاح فاترك لي قوة العناد حتى أتغلب على الفشل، وإذا جردتني من نعمة الصحة فاترك لي نعمة الإيمان.
لا تدعني أصاب بالغرور إذا نجحت ولا باليأس إذا فشلت.
علمني أن أحب الناس كما أحب نفسي، وأن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس.
اكتفي بهذا القدر
--
** عمود "كركر جمل" في “الأيام” 18 ديسمبر 1996م **
توجد في بلادنا أزمات كثيرة، أزمة في الاقتصاد، وأزمة في الإسكان وفي الطعام والعمل والتعليم والصناعة والزراعة والصحة وغيرها، ولكن لا توجد عندنا أزمة منافقين، إذن هو النفاق الذي يحكم ويتحكم في بعض الناس، وحتى لا ينتشر النفاق وينتهي بعبادة الأوثان البشرية.
يكفي أن تنظر إلى وجوه المنافقين وتفضحهم، ويجب ألا نهتم بابتسامتهم الكاذبة، فكل المنافقين يفعلون ذلك، وبعض المسؤولين أيضا، ولذلك يظل النفاق هو الأسلوب الوحيد الذي يحرص المنافقون على الاحتفاظ به، والكذب على أنفسهم وعلى غيرهم، فلا صدق ولا أمانة ولا حب عند أحد من المنافقين.
ولابد أن النفاق عملية سهلة جدا يسيرة جدا، ويستطيع أن يمارسها أي أحد وهي ليست مستحيلة على ضعاف النفوس حتى ولو كنا نستخف ونستهين بها فهي ليست إلا غطاء لمصالح ذاتية ومطامع غير مشروعة، ولكنها كارثة على المجتمع، وهي مصدر كل المتاعب لنا.
أكتفي بهذا القدر


رحم الله علي ومصطفى أمين.. وأطال الله عمر أستاذنا عبده حسين ومتعه بالصحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى