الرئيس يسحب استقالته رسميا ويأمر الجيش بعدم تلقي أوامر غيره.. خطوات الحوثيين تهدد بالانقسام بين الشمال والجنوب.. كيري يتهم إيران بالمشاركة في إسقاط الحكومة اليمنية

> عدن/ واشنطن «الأيام» أ.ف.ب

> سحب الرئيس عبدربه منصور هادي استقالته رسميا برسالة وجهها إلى مجلس النواب أمس الثلاثاء.
وكان الرئيس استقال في يناير بعد مواجهات استمرت اياما في صنعاء هاجم خلالها الحوثيون القصر الرئاسي وطوقوا مقر اقامته.
وتمكن هادي من مغادرة مكان اقامته الجبرية التي فرضت عليه منذ استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي في 20 يناير، وقدم استقالته بعد ذلك بيومين هو ورئيس الوزراء خالد بحاح في قرار أدخل الحوثيين في حالة ارباك تفاقمت مع عودة الرئيس هادي إلى عدن ومباشرة أعمالة الرئاسية وسط تصاعد التأييد الشعبي له من جانب والرافض للانقلاب الحوثي في الجانب الآخر.
وردا على هذا القرار، انكر الحوثيون في بيان لهم أمس شرعية الرئيس، ودعوا الدول الاجنبية الى «عدم التعامل معه» مؤكدين ان القضاء اليمني سيلاحقه، ضاربين عرض الحائط بالقرارات الأممية المؤكدة لهادي كرئيس شرعي للبلاد.
وفور وصوله الى عدن التي تعد معقلا لانصاره، بدأ هادي ممارسة النشاطات السياسية واعتبر ان كل القرارات التي اتخذها الحوثيون منذ احتلالهم صنعاء في 21 سبتمبر «باطلة ولا شرعية لها».
وفي رسالة نشرت مساء أمس الثلاثاء، طلب هادي من مختلف الوحدات العسكرية تلقي الأوامر منه فقط بصفته «قائدا أعلى للقوات المسلحة».
وقال لوران بونفوا استاذ العلوم السياسية في باريس والمتخصص باليمن أن انتقال الرئيس اليمني الى عدن «يكسر دينامية نشات الاسبوع الفائت عبر الحوار بين الاحزاب والحوثيين بدعم من الموفد الخاص للامم المتحدة».
وكان بونفوا يشير الى التقدم الذي تحدث عنه الموفد الاممي جمال بنعمر سعيا الى حل سياسي للازمة في حين يبدو الحوثيون مقتنعين بانهم استبعدوا هادي نهائيا عن السلطة.
**رسالة الرئيس لمجلس النواب**
وكتب هادي في رسالة الى البرلمان اطلعت على نصها وكالة فرانس برس «نود أن نطلعكم أننا نسحب إستقالتنا التي تقدمنا بها إلى مجلسكم الموقر».
واضاف «نأمل منكم ايها الأخوة النواب أن تتعاونوا معنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والإقتصادية في جميع محافظات الجمهورية وإنجاز ما جاءت به مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتطبيقها على الأرض».
**تهديدات بالانقسام**
متظاهرون مؤيدون للرئيس هادي بصنعاء أمس
متظاهرون مؤيدون للرئيس هادي بصنعاء أمس

وفي صنعاء، لا تزال الدوائر العامة تعمل في شكل طبيعي نسبيا، لكن السكان بدأوا يتساءلون عن قدرة ميليشيا «انصار الله» الحوثية على ضمان استمرار الية عمل الدولة.
في موازاة ذلك، اعتبر بونفوا ان الخطوات التي اتخذها الحوثيين خلال الأيام الماضية تهدد بزيادة «الانقسام بين الشمال والجنوب».
وكان الحوثيون الذين يعتبرون المرتفعات الشمالية مقرهم التقليدي، قد سيطروا على العاصمة صنعاء بدون مواجهة مقاومة في سبتمبر. والشهر الماضي سيطروا على القصر الرئاسي وحاصروا مقر اقامة هادي ما دفعه الى الاستقالة.
وواصل الحوثيون تقدمهم باتجاه المناطق السنية جنوب وغرب صنعاء حيث لقوا مقاومة شرسة من رجال القبائل المسلحين ومسلحي القاعدة. الا ان تعز وبعض مناطق الشمال اضافة الى مناطق الجنوب باكملها لا تزال خارج سيطرة الحوثيين.
وهادي هو اصلا من الجنوب رغم انه امضى نحو ثلاثة عقود في الشمال.
**اختطاف فرنسية بصنعاء**
شيرين شوقي مكاوي
شيرين شوقي مكاوي

في هذا الوقت، خطفت فرنسية (30 عاما) تعمل لحساب البنك الدولي مع مرافقتها شيرين شوقي مكاوي حفيدة رئيس الوزراء الجنوبي الأسبق عبدالقوي مكاوي أمس الثلاثاء في صنعاء.
وقال مصدر في أسرة مكاوي إن معلومات وردتهم بأن ابنتهم والفرنسية نقلهما الخاطفون إلى منطقة بني ضبيان خارج صنعاء.
وقالت الخارجية الفرنسية ان مسلحين اعترضوا الفرنسية مع مرافقتها فيما كانتا تستقلان سيارة اجرة في العاصمة اليمنية واقتادوهما الى جهة مجهولة.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «نطالب بالافراج عنها في اقرب وقت، نسعى الى تحديد مكان وجودها».
وتسيطر مليشيا «انصار الله» الحوثية على صنعاء، واغلقت غالبية الدول الغربية وبينها فرنسا سفاراتها في اليمن ودعت مواطنيها الى مغادرة البلاد.
**كيري يتهم إيران بدعم الحوثيين**

إلى ذلك قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس الثلاثاء ان الدعم الايراني للمتمردين الحوثيين في اليمن «ساهم» في سيطرتهم على هذا البلد وانهيار الحكومة فيه.
واكد كيري امام اعضاء الكونغرس الاميركي ان دعم طهران كان «مهما» لمليشيا الحوثيين.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة اليمنية انهارت بسبب الدعم الايراني للحوثيين، قال كيري «اعتقد ان ذلك ساهم في (انهيار الحكومة).. بدون اي شك».
وتدارك «ولكنني اعلم بان الايرانيين فوجئوا بالاحداث التي جرت ويأملون في ان يتم اجراء حوار».
وجاءت تصريحات كيري امام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ الاميركي في مستهل يومين من الجلسات المكثفة لمناقشة موازنة السياسة الخارجية.
والتقى كيري الاثنين في جنيف نظيره الايراني محمد جواد ظريف لاجراء محادثات حول برنامج ايران النووي، الا انه اقر بانه اجرى «محادثات مقتضبة» حول مسائل اخرى.
وكشف كيري انه سيلتقي الجمعة زعماء من دول مجلس التعاون الخليجي في لندن لمناقشة الازمة في اليمن وعدد من القضايا الاخرى.
**تأييد خليجي**
وكانت دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة لليمن رحبت أمس الأول بمغادرة هادي لصنعاء معتبرة انها «خطوة مهمة تؤكد شرعيته».
ودعت في بيان الشعب اليمني والاحزاب الى دعم الرئيس في ممارسة كل صلاحياته الدستورية بهدف وضع حد للوضع «الخطير» الذي نشأ من سيطرة الحوثيين على صنعاء.
وفي 16 فبراير، حض مجلس الامن الدولي الحوثيين على «سحب كل قواتهم من مؤسسات الدولة».
كذلك، رفضت الولايات المتحدة في السابع من فبراير تشكيل الحوثيين لـ«مجلس رئاسي» خلفا لهادي الذي كان حليفا لواشنطن في التصدي لتنظيم القاعدة الذي يتعرض لهجمات الطائرات الاميركية من دون طيار.
وازدادت شعبية هادي في صفوف اليمنيين، بدليل تظاهرات الدعم الحاشدة التي شهدتها صنعاء ومدن اخرى في وسط وجنوب البلاد.
وحض الحوثيون وزراء الحكومة المستقيلة برئاسة خالد بحاح على استئناف عملهم، متوعدين بمحاكمتهم بتهمة «الخيانة العظمى»، لكنهم لم يتلقوا ردا ايجابيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى