معاً لنحيي عدن

>
عفان عبدالله نعمان
عفان عبدالله نعمان

المدينة التي هي سابقة المدن العربية في القرن العشرين في العديد من المجالات وكانت السبّاقة بأول تلفزيون في الجزيرة العربية وأول صحيفة وأول مطار وأول ميناء.
عدن تلك المدينة الرائعة التي جذبت كل الغزاة والمستعمرين، تلك البقعة التي كانت حلم شيوخ الجزيرة العربية بالوصول إلى ما وصلت إليه، ولكن مثل كل شيء جميل تطاله أيدي العابثين شوهت ونهبت وسرقت وظلمت ليس من مستعمر ولكن من أيدي العابثين من أبناء البلاد الذين استباحوا خيراتها وطمسوا تاريخها وهويتها وقضوا على ملامحها التاريخية ونهبوا خيراتها، لذلك حان الوقت للمضي قدماََ وإبعادها من أيدي العابثين وأن تلحق عدن ببقية المدن التي كانت قد سبقتها في الماضي ثم تخلفت عنها حتى الآن بسنوات.
حان الوقت لحل جميع المشكلات التي تؤرق هذه المدينة والنظر إليها بجدية قبل أن نفقدها نهائياََ وتفقد ذلك العبق الجميل الذي جعل منها إلى يومنا هذا مطمعا لكل الطامعين.
إن المشاكل التي أدت الى تدهور عدن مشتركة بين الدولة والمجتمع والفرد، ولهذا أقامت منظمة تجديد برئاسة القاضي فهيم عبدالله محسن ورشة عمل تحت شعار (معاََ لنحيي عدن) وفعلا كان عنوانا له معنى كبير، لأن عدن على وشك الانهيار والموت وينبغي للكل المساهمة في تفعيل هذا الشعار الذي يحمل الولاء الوطني لكل عدني يسعى للخير والازدهار والمدنية والحضارة، لأن عدن ينبغي أن تحمل في قلوبنا المحبة التي كان آباؤنا وأجدادنا يحملون فيها قيم الخير والأخلاق والعادات والقيم الشريفة التي ضاعت اليوم بفعل أعداء هذه المدينة والحقد والكيد لأهلها الذين كانوا عظماء بالعلم والتعليم والمعاملات والأخلاق العالية والتعايش مع جميع الأديان.
وكان لي شرف المشاركة في هذه الورشة التي تضم مختلف الشرائح السياسية من أحزاب وأعضاء مجلس نواب وأعضاء الحوار الوطني وأعلاميين وكوادر شبابية ونسائية، والتي اُقيمت في 21 فبراير وتختتم في 5 مارس، وتهدف الورشة والمشروع لمدينة عدن كمنطقة اقتصادية لها خصوصياتها في النظام الفيدرالي والتي يجب أن تستعيد مكانتها من حيث الموقع الجغرافي أو النشاط التجاري القائم على مقومات أساسية نحن بصدد مناقشتها والخروج بقرارات عملية تخدم عدن.
إن العامل الاقتصادي لمدينة عدن أهم شيء للنهوض والتقدّم والازدهار ولا يمكن أن تتقدّم عدن إلا بنهوض اقتصادي واستثمارات، لهذا يجب أن نهيىء الأجواء لجلب هذه الاستثمارات التي هربت من عدن نتيجة لظروف عديدة منها الصراع الذي نقلوه إلى هذه المدينة التي لا تقبل أي صراع فيها بحكم مدنيتها، فهي ليست منطقة قبلية تحتكم للقبيلة والسلاح.
لذا فإن مخرجات هذه الورشة ستكون بإذن الله الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى