كليب وعُش القُبَّرة

> محمد حسين الدَبَاء

> يروى أن كليبًا كان قد عزَّ وساد في ربيعة، فبغى بغيًا شديدًا، وكان هو الذي ينزلهم منازلهم ويرحلهم، ولا ينزلون ولا يرحلون إلا بأمره، فبلغ من عزه وبغيه أنه اتخذ جرو كلب، فكان إذا نزل منزلاً به كلأ قذف ذلك الجرو فيه فيعوي، فلا يرعى أحد ذلك الكلأ إلا بإذنه، وكان يفعل هذا بحياض الماء، فلا يردها أحد إلا بإذنه أو من آذن بحرب، فضرب به المثل في العز، فقيل: أعز من كليب وائل، وكان يحمي الصيد.
ويحكى أنه رأى في حماه قُبَّرَة، وقد بنت عشًا ووضعت بيضها، فتمثل قول طرفة:
يا لَكِ مِنْ قُبَّرةٍ بمَعْمَرِ
خلا لكِ الجَوّ فبِيضي واصفِرِي
قد رفع الفخ فماذا تحذري
ونَقِّري ما شِئتِ أن تُنَقِّري
قد ذهب الصياد عنك فأبشري
لا بد يوماً أن تصادي فاصبري
ويحكى أن كليبًا دخل على امرأته جليلة (المنتمية إلى قبيلة بكر بن وائل أخوة قبيلة تغلب قبيلة كليب) يومًا فقال لها: هل تعلمين على الأرض أمنع مني ذمة؟ فسكتت، ثم أعاد عليها الثانية فسكتت، ثم أعاد عليها الثالثة فقالت: نعم .. أخواي جساس وهمام.
فنزع رأسه من يدها وخرج.

وكانت لجساس خالة اسمها البسوس بنت منقذ، جاءت ونزلت على ابن أختها جساس، فكانت جارة لبني مرة، ولها ناقة خوارة، ومعها فصيل لها، فلما خرج كليب غاضبًا من قول زوجته الجليلة رأى فصيل الناقة وقد عاث بعش القُبَّرة وأتلف بيضها، فرماه بقوسه فقتله.
وعلمت بنو مرة بذلك، فأغمضوا على ما فيه وسكتوا، ثم لقي كليب ابن البسوس فقال له: ما فعل فصيل ناقتكم ؟ فقال: قتلته وخليت لكم لبن أمه.
وعندما علم جساس قتل كليبًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى