تدهور علاقات زعيمي أمريكا وإسرائيل بسبب خطاب نتنياهو بشأن محادثات إيران

> واشنطن/ القدس «الأيام» مات سبيتالنيك ودان وليامز

> تتزايد المؤشرات على أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المزمع أمام الكونجرس الأمريكي والذي سيعبر فيه عن الرفض لاتفاق نووي محتمل مع إيران قد يلحق الضرر بالتحالف مع الولايات المتحدة.
وقد حدث بالفعل بعض الفتور في العلاقة القوية تاريخيا بين البلدين مع تراجع العلاقات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما واتساع هوة المواقف فيما يتعلق بالمحادثات الايرانية التي تخشى إسرائيل أن تسمح لطهران بتطوير سلاح نووي.
ورغم أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين يقولون إن مجالات التعاون الرئيسية من مكافحة الارهاب إلى المخابرات والأمن الالكتروني لم ولن تتأثر إلا أن الخلاف الكبير بسبب المحادثات مع إيران يبدو الأسوأ منذ عقود.
وتخشى إسرائيل أن تؤدي الدبلوماسية التي ينتهجها أوباما مع إيران إلى السماح لطهران بتصنيع قنبلة نووية. وتنفي طهران أنها تسعى لتصنيع أسلحة نووية.
وكانت إسرائيل حريصة دائما من قبل في التعامل مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة. إلا أن كلمة نتنياهو المزمعة تسببت في صدع نادر بين حكومة نتنياهو وبعض الديمقراطيين من أعضاء الكونجرس. ووفقا لتقيرات غير رسمية يعتزم نحو عشرين أو أكثر من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين مقاطعة كلمته.
وبدأ نتنياهو أمس الأحد رحلته التي وصفها “بالمهمة المصيرية بل التاريخية” وقال قبل أن يصعد الى الطائرة في تل أبيب “أشعر أني مبعوث كل المواطنين الإسرائيليين وحتى من لا يتفقون معي وكل الشعب اليهودي”.
ويستعد نتنياهو لخوض الانتخابات الإسرائيلية في 17 مارس إلا أنه يقول إن زيارته لا تهدف إلى كسب أصوات.
ويصر الأمريكيون المتشددون من مؤيدي الموقف الإسرائيلي على أنه يجب أن يتصدر نتنياهو المشهد في واشنطن يوم غد الثلاثاء كي يدق جرس الانذار بشأن الاتفاق المتوقع حتى وإن كان ذلك سيغضب البيت الأبيض والديمقراطيين.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه إن الطبيعة “السياسية” لزيارة نتنياهو تهدد دعائم قوة العلاقة.
وقال مسؤول أمريكي سابق “من المؤكد أن أوباما سيرد عندما يتصل نتنياهو بالبيت الابيض. لكن ما مدى السرعة التي سيستجيب بها؟”.
وفي الوقت نفسه يشير كثيرون من الجانبين إلى أن تاريخ العلاقات بين البلدين يؤكد القدرة على عزل النزاعات الدبلوماسية من أجل الحفاظ على التعاون في المجالات ذات الاولوية للجانبين.
**اهتراء نسيج العلاقات**
في الشهر الماضي بلغ الأمر بالمسؤولين الامريكيين اتهام الحكومة الاسرائيلية بتسريب معلومات لوسائل الاعلام الاسرائيلية لتقويض المفاوضات مع ايران وخطوا خطوة غير معتادة عندما حدوا من تبادل التفاصيل الحساسة عن المحادثات مع اسرائيل.
ومنذ فترة طويلة يشعر الاسرائيليون بالقلق لإمكانية ألا تحمي واشنطن اسرائيل في الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.
وسلم مسؤول اسرائيلي بأن هذا الاحتمال أصبح الآن أكثر إزعاجا في الوقت الذي يتزايد فيه لجوء الفلسطينيين للمحافل الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية لطرح شكاواهم من اسرائيل وفي الوقت الذي بدأ فيه الاوروبيون يفقدون صبرهم على اسرائيل بسبب سياسة الاستيطان في الاراضي المحتلة.
ومن المتوقع ان يستغل نتنياهو خطابه أمام الكونجرس في حث أعضائه على إقرار عقوبات جديدة على ايران رغم اصرار أوباما على أن مثل هذا التشريع قد يخرب المحادثات النووية وأنه سيستخدم حقه في نقض هذه العقوبات.
واستخدمت سوزان رايس مستشارة أوباما للأمن القومي لهجة قوية غير معتادة عندما وصفت الخلاف الحزبي السياسي الناتج عن خطاب نتنياهو بأنه “مدمر لنسيج العلاقة” مع اسرائيل.
وقال جيريمي بن آمي رئيس جماعة جيه ستريت الليبرالية المؤيدة لاسرائيل والتي تؤيد سياسة أوباما فيما يتعلق بايران “ما يفعله رئيس الوزراء ببساطة أمر فاضح جدا لدرجة أن له أثرا أطول أجلا على تلك العلاقة الجوهرية”.
وظل نتنياهو على موقفه المتحدي. وسيلقي كلمة أمام منظمة ايباك المؤيدة لاسرائيل اليوم الاثنين. ومع ذلك فمن المتوقع أن يسعى للحيلولة دون تصاعد الخلاف. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى