بعد أن أغلقت السلطات المركزية أبواب الكليات العسكرية أمام أبناء تعز..احتجاجات سلمية رافضة للانقلاب في مواجهة لغة العنف والسلاح

> «الأيام» مرزوق ياسين

> تصاعدت وتيرة خطاب العنف الموجه ضد أبناء محافظة تعز في الفعاليات الموالية لجماعة أنصار الله مع تزايد الاحتجاجات الشعبية المناوئة للانقلاب والمؤيدة للشرعية الدستورية التي تتصدرها محافظة تعز ودعوات نقل حوار القوى السياسية إليها.
ومنذ مغادرة الرئيس هادي صنعاء لممارسة مهامه الرئاسية في عدن شهدت محافظتا تعز وإب تظاهرات شعبية حاشدة مؤيدة، فيما خرجت عروض عسكرية لقبائل مأرب وشبوة معلنة استنفارا لمواجهة احتمالات اجتياح مسلح لمحافظات غنية بالنفط.
على مدى أشهر مضت أخفقت جماعة الحوثي في إيجاد موطئ قدم لمسلحيها (اللجان الشعبية) بمحافظة تعز، إلا من تحالفات ذات طابع أسري محدود مع أنصار الرئيس السابق صالح بعد أن اصطدمت تحركات القيادي في الجماعة (صادق أبو شوارب) قبل أشهر بموقف موحد للقوى السياسية والمدنية والسلطة المحلية، رافض لتواجد مسلحين، والتأكيد على مهام الأجهزة الحكومية المختصة.
بدأت تحركات جماعة الحوثيين العملية لتشكيل مجموعات مسلحة في محافظة تعز في أكتوبر الماضي عقب مقتل ضابط موال للجماعة يدعى نجيب المنصوري بحادث مروري في محافظة لحج بمبرر حماية المدنية ومحاربة الفساد والإرهاب، ووقف أعمال الاغتيالات لأتباع الجماعة قبل أن تواجه برفض شعبي ومدني.
 مظاهرات للانقلاب والمؤيدة للشرعية الدستورية
مظاهرات للانقلاب والمؤيدة للشرعية الدستورية

في أكتوبر الماضي اجتاح مسلحون حوثيون محافظة إب وتسببوا بحدوث أعمال عنف ومواجهات مسلحة في المدينة والمديريات الأخرى، وطبقا لمراقبين فإن خطوة السيطرة على محافظة إب هدفها إفشال قيام إقليم “الجند” الذي شهد تحركات رسمية من قبل الحكومة لإعلانه إقليما نموذجيا بين الأقاليم اليمنية الأخرى، وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
تواجه جماعة الحوثي - المسيطرة على مفاصل الدولة بصنعاء وتعرف بأنها جماعة طائفية - صعوبة في السيطرة على محافظات لا تشكل بيئة حاضنة لها، وهو الأمر الذي قد يدفع إلى احتدام صراع طائفي مع التحركات الإيرانية الداعمة لجماعة الحوثيين في صنعاء، آخرها فتح أجواء صنعاء أمام الطيران الإيراني.
وذكرت صحيفة (الشرق الأوسط) أن “الحوثيين يكثفون من حشد عناصرهم إلى محافظة تعز والمناطق المجاورة لها من محافظة إب، وأن مجاميع منهم تتواجد قرب مطار المدينة من الجهة الشمالية على طريق صنعاء - تعز، فيما تداول ناشطون صورا لمجموعة مسلحة تابعة للجماعة في إحدى مديريات المحافظة”.
ووفقا لعلي البخيتي، الناطق الإعلامي في الجناح السياسي للجماعة بمؤتمر الحوار فإن “المشهد يتجه إلى الأسوأ، والعملية السياسية الدائرة في الموفنبيك مجرد غطاء إلى أن تكتمل الترتيبات لما هو مرسوم، نحن على طريق سوريا والعراق، أنا لا أهول ولا أتمنى ذلك، لأننا سنتضرر جميعا، وبالأخص من يمتهنون السياسة والكتابة”.
وذكر البخيتي في مقال له يوم أمس الأول: “لدي معلومات أن أنصار الله (الحوثيين)، وأثناء لقائهم قبل يومين مع قيادات في الحزب الاشتراكي أبلغوهم أنهم جاهزون لحل حزب الإصلاح وإغلاق مقراته واعتقال قياداته لأنهم يعتبرونه العقبة التي أمامهم للتقدم إلى عدن”.
وأضاف: “إن التهديدات نقلها صالح الصماد وحمزة الحوثي لبعض أعضاء المكتب السياسي، كما أن حمزة الحوثي هدد مراراً باقتحام محافظة تعز إذا ما تم نقل الحوار إليها”، محذرا من “خطوات كارثية وسيناريو من هذا القبيل على اليمن ووحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي، وعلى الحياة السياسية والحزبية”.
وكان القيادي في الحراك، المشارك في الحوار، محمد حلبوب قد قال لصحيفة “السياسة” الكويتية،: “إن الانقسام الحاصل حاليا بين المتحاورين بات شبه طائفي”، موضحاً أن “الحوثيين وحلفاءهم من الشمال يرفضون نقل الحوار من صنعاء، فيما تطالب أحزاب المشترك وأحزاب أخرى بنقله إلى تعز أما نحن فنطالب بنقله إلى الإمارات العربية المتحدة أو المغرب أو سلطنة عمان”.
وأضاف “لقد وجدنا نحن ممثلي الحراك أن نقل الحوار إلى عدن سيفسره الحوثيون على أن عدن باتت عاصمة بدلا عن صنعاء، وأن نقله إلى تعز سيفسر على أنه سيكون لصالح “المشترك” باعتبار أن ثقله هناك وأن بقاء الحوار في صنعاء لن يؤدي إلى نتيجة لأنه يتم تحت تهديد سلاح الحوثيين، فطلبنا من بنعمر نقل الحوار إلى الخارج”.
على مدى “الأيام” الماضية شهدت قناة (المسيرة) التابعة للحوثيين خطابا تحريضيا واستعراضا للسلاح ضد من وصفوهم بالمناطقيين في محافظة تعز، الذين يطالبون بتقسم اليمن في وقت اختطف مسلحو الجماعة خمسة محتجين من أبناء المحافظة في إحدى النقاط التابعة لمسلحي الجماعة بمحافظة إب، فيما شهدت الأخيرة أعمال قمع واستهداف للمتظاهرين السلميين الرافضين لتواجد المليشيات المسلحة، وسيطرتها على المؤسسات الحكومية والمنشآت العامة بمحافظتهم.
وتعد محافظة تعز ذات الثقل السكاني في البلد أكثر المناطق اليمنية حضورا في الاحتجاجات الشعبية منذ انطلاق انتفاضة فبراير من العام 2011م، غير أن السلطات المركزية خلال العقود الثلاثة الماضية حرمت أبناءها من الانخراط في الجيش وأغلقت الأبواب أمام التحاقهم بالكليات العسكرية.
لن ينتصر السلاح في قمع تطلعات اليمنيين وقد تتحول المسيرات السلمية التي تهتف لبناء دولة نظام ومواطنة متساوية إلى معارك طائفية في حال واصل الحوثيون فرض خطوات أحادية غير محسوبة العواقب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى