> منذ ربع قرن وأندية عدن تعيش وضعًا مزريًا، فهذه الأندية العريقة التي كانت السباقة في الجزيرة العربية أصبحت محلك سر، فهذه الأندية العريق تعاني الكثير من المشاكل والأزمات والأسباب، وتختلف من نادٍ لآخر، لكن جميع الأندية العدنية تشترك في مشكلة واحدة ألا وهي المال !!.
في قادم السطور سنتحدث عن نشأة وإنجازات أندية عدن، والتي نترك لها الحيز لتحكي كل الكلام.
**نادي التلال**
عندما يتم ذكر الرياضة في اليمن فمن الضروري أن يتم ذكر نادي التلال عميد أندية الجزيرة العربية الذي تأسس في عام 1905م، والذي سطر تاريخه بسطور من ذهب منذ تأسيسه، حيث أحرز العديد من البطولات قبل عام 1990م، لكنه بعد عام 1990م وحتى يومنا هذا لم يحقق التلال سوى بطولتين الأولى كانت في أول دوري تصنيفي بين الشطرين (الجنوبي والشمالي) في موسم 1990م - 1991م، والثانية في عام 2005م وهي الذكرى المئوية لنادي القرن، وبالبطولتين يعد التلال هو النادي العدني والجنوبي الوحيد الذي حقق بطولة الدوري العام لكرة القدم بعد الوحدة اليمنية.
ومن أسباب تدني مستوى التلال هو عدم الاستقرار الإداري في النادي، وشحة الموارد المالية، وفي حالة وجود المال يكون هناك خلل في العمل الإداري، كما لا ننسى التشتت الكبير بين أبناء هذا النادي الكبير.
**نادي وحدة عدن**
يعد نادي وحدة عدن أحد أبرز الأندية في عدن، فهو تأسس عام 1929م، ومنذ تأسيسه كان الوحدة ناديًا للأبطال، فكان دومًا ما يحرز الألقاب، لكن بعد عام 1990م صام الوحداويون، ولم يحققوا أية بطولة، بل تدنى مستواهم وأصبح ناديهم يتنقل بشكل دائم بين الأولى والثانية، وفي الموسم الماضي صعد وفي الموسم الحالي أصبح قريبًا جدًا من العودة.
ومن أسباب تدهور هذا النادي العريق من وجهة نظري هي عدم العمل بصف واحد بين كافة أبناء الفيحاء، فدائمًا ما نشاهدهم مشتتين ومشغولين بالقيل والقال في مقاهي الشيخ عثمان، بالإضافة للشحة المالية التي تعاني منها أندية عدن جميعًا.
**نادي الميناء**
نادي الميناء العريق .. هكذا أحب أن اسميه، لأن الميناء بالفعل عريق، لكن للأسف الميناء اليوم تهاوى مثلما تهاوى ميناء عدن البحري الذي كان أحد أفضل موانئ العالم، فالميناء العريق تأسس في عام 1919م، أحرز العديد من الألقاب قبل عام 1990م، وفي أول دوري تصنيفي كان قاب قوسين أو أدنى من خطف اللقب، لكن جاره التلال تغلب عليه في مباراة الختام، وتحصل على بطولة الدوري الأولى بعد الوحدة، ليحل الميناء وصيفًا في ذاك الموسم، ومنذ موسم 1990م - 1991م لم تشرق الشمس في مدينة التواهي، فالميناء بدأ يتهاوى حتى هبط إلى مصاف أندية الدرجة الثالثة، وهذا عيب بحق نادٍ عريق مثل الميناء، نتمنى من الله أن يلم شمل أحفاد أبو الكباتن علي محسن المريسي من أجل هذا الكيان العريق.
ومن أهم المشاكل التي تواجه الميناء هي قلة الخبرة لإدارته الشابة، بالإضافة لشحة المال وابتعاد الداعمين عنه.
**نادي الشعلة**
(الله أكبر يا جماهير صفقي شعلة عدن شعلة لا تنطفئ) .. هكذا كانت تتغزل جماهير البريقة بفريقها الذي كان شعلة حقيقية، فقد كان فريقًا عنيدًا، وحقق بطولة الدوري الأخيرة قبل الوحدة، لكن بعد عام 1990م لم يحقق الفريق أية بطولة، بل اكتفى بالحصول على المركز الثالث في موسم 2009م، كما زار الفريق دوري الثانية أكثر من مرة، وعندما يكون موجودًا في دوري الأولى ينافس على البقاء بين الكبار.
الشعلة مشكلته عجيبة وغريبة، فالدعم موجود على مدار السنة، لكن المماحكات بين أبناء الأصفر دائمًا موجودة، ففي الموسم الحالي عاش الفريق مدة فراغ إداري لأكثر من (4) أشهر، لكن في الأخير تمَّ تشكيل لجنة مؤقتة، وإن شاء الله تكون عاملاً مساعدًا لعودة وهج الشعلة.
**نادي شمسان**
حقول البرتقال ما زالت متوقفة عن جني الثمار منذ عام 2000م، ففي هذا العام تهاوى جبل شمسان إلى دور المظاليم، ومن حينها لم يستطع هذا النادي العريق العودة لموقعه الطبيعي، بل إنه هبط إلى دوري البؤساء (الثالثة)، شمسان الجبل تأسس في عام 1939م، وحقق بطولة واحدة في عام 1982م، وكان دائمًا ما يفوز بالسباعيات، وبعد العام 1990م لم يحقق أية بطولة.
مشكلة شمسان أكبر من جبل شمسان، فشمسان يمتلك استثمارات كثيرة لكن الإدارة السابقة لم تحسن التعامل مع هذه الاستثمارات التي استثمرت بمبالغ ضئيلة ولمدة طويلة، بالإضافة للفراغ الإداري، ففي السنين الماضية نشاهد شمسان بدون إدارة والإدارة كلها خالد بيزع الذي يقوم بكافة الإعمال في النادي.
**نادي الروضة**
تأسس في عام 1956م، وكان يمتلك العديد من النجوم، وفي عام 1973م تمَّ دمجه مع نادي الانتصار تحت مسمى فريق انتصار شباب الروضة، وبعد الدمج القسري لأندية عدن عام 1975م تمَّ دمجه مع نادي شباب الجزيرة تحت مسمى شمسان، وفي عام 1990م فك الروضة ارتباطه من شمسان، ومن يومها أصبح الروضة قابعًا في أندية الدرجة الثالثة بالرغم من أنه يمتلك شبابًا رائعين.
ومن أهم المشاكل التي تواجه هذا النادي التخبط الإداري، ونقص الخبرة للإدارة الحالية الشابة، كما لا ننسى الشحة المالية التي تعاني منها أندية عدن عامة.
**نادي النصر العدني**
تأسس نادي النصر في عام 1988م في مديرية دار سعد، وسبق وإن لعب في صفوف الدرجة الثانية، لكنه هبط، والآن يصارع من أجل العودة للدرجة الثانية.
ومن أهم مشاكله إدارته التي استقال منها جزء وجزء آخر لم يحضر أي اجتماع منذ انتخابهم، أما الجزء الثالث الذي يعمل خاملاً ومصابًا بالشلل الكلي إلا نائب رئيس النادي خالد محمد عبد الله (الذيب) الذي ينشط سلبًا وإيجابًا حتى إن اللاعبين والرياضيين في دار سعد لا يعرفون أن للنادي رئيسًا .. أما استثمارات النادي فتاهت في المجلس المحلي بين الأمين العام وأعضاء المجلس المحلي والمدير العام الأسبق د. فضل الربيعي وإلى الآن هي في خبر كان.
**نادي شباب المنصورة**
نادي شباب المنصورة أحد الأندية الحديثة، حيث تأسس في عام 2000م، ولم يسبق له اللعب في مصاف أندية الدرجة الأولى، وفي أول موسم له صعد إلى الدرجة الثانية، وكرر ذلك في الموسم الماضي، وهو الآن ضمن فرق الدرجة الثانية، كما حقق إنجازًا في الموسم الماضي حين وصل إلى المباراة النهائية من بطولة كأس الرئيس وخسرها من بطل الدوري فريق الصقر.
ونادي شباب المنصورة لا يمتلك أي استثمارات، وهو من أسباب تراجع مستوى النادي.
**نادي الجلاء**
يعد من أندية الدرجة الثالثة منذ تأسيسه عام 1988م، ويمتلك شبابًا رائعين، لكنه لا يستطيع أن يحافظ عليهم، لأن النادي فقير ولا يمتلك موارد مالية يعتمد عليها في زمن المال.
أهم مشاكل النادي التخبط الإداري والشحة المالية وعدم وجود المستثمرين.