> عثمان صالح الحميقاني

إن الشعوب التي تنشأ في مهد الاستبداد وتعامل بالظلم والاضطهاد من قبل المتسلطين تفسد أخلاقها وتذل نفوسها فتستسيغ حكم كل طاغ، وإذا طال الأمر تصبح هذه الأخلاق موروثة ومن صميم طباعها، وفي هذا المقال علينا أن نلقي نظرة على مجتمعنا الذي تغلغل فيه الفساد الناتج أسباب كثيرة أبرزها الأفلام، والبرامج التلفزيونية، والصحف، والمجلات، وحتى المسلسلات الخاصة بالأطفال.
إن ما تقدمه وسائل الإعلام المختلفة من مواد وبرامج لها تأثير كبير على هذا الجيل، إنه من المعيب أن نرى هذا الجيل وهو يقلد كل ما يشاهده في أفلام هوليود المائعة التي تسيطر على الكثير من الشركات السينمائة، ومن هنا نسأل ـ وحق لنا أن نسال ـ لماذا لا تقم الحكومات العربية بإنتاج الأفلام التوجيهية وتمنع الأفلام المائعة؟، ولماذا لا تقيم بفرض رقابة شديدة على الأفلام المستوردة من الخارج التي لا تنشر للمشاهد سوى الخلاعة والفساد بين أبناء هذا الجيل خصوصاً الأطفال والمراهقون، كما يجب أن تفرض هذه الرقابة أيضاً على المجلات التي تهتم بالفضائح والجنس وكل ما يخدش الحياء من صور خليعة وما إلى ذلك.
ولماذا لا تمنع الحكومات العربية الرقص الشرقي والأجنبي المثير من برامج التلفزيون، والذي ليس له من هدف سوى إثارة الشهوات البهيمية لاسيما لدى المراهقين، والذي لايجنى منه سوى سلوكيات سلبية ومنحطة، ولماذا لا تمنع الأفلام البوليسية التي يكثر فيها القتل والإجرام والتي في العادة تغرس في عقول الشباب هستيريا السلب، والجريمة، ولماذا لا تقف الحكومات أيضاً أمام سيل الأزياء المستوردة التي تكشف عن عورات البدن ومفاتنه؟، فهل هذه هي المدنية ؟ طبعاً لا .. إنه التقليد الأعمى.
**عثمان صالح الحميقاني**