> منى نبيل محمود

ليس أفضل وأهدى للإنسان من أن يعيش خالي القلب من الأمراض وسليم الصدر من الأحقاد، مفعم براحة البال والرضا بالواقع مع محبيه مما يؤدي به إلى تمني الخير لهم والهرع إلى دفع الشر عنهم بكل ما بيده من قدرة وقوة حتى ولو دعا الله لهم بدفع البلاء ورفع الابتلاء.
أما تجمع الكره والأحقاد في قلب الإنسان يؤدي إلى أضرار كثيرة، فيدفعه إلى عمل الصغائر المهلكة فيقتاد إلى فعل الكبائر الموجبة للعنة، ويرجع ذلك إلى أن القلب الحاسد لغيره المتمني زوال نعمته عنه يكون قلبا مغشوشا سهل تسرب الإيمان منه، فيؤدي ذلك إلى هلاك صاحبه في الدنيا بسبب شدة وانشغال عقله والتفكير لما في يد الآخرين، متناسيا حكمة الله في توزيع الأرزاق وإعطاء الهبات لخلقه، فيغض بصره عما في يده من نعم.
إلا أن هناك فرق كبير بين الحسد والطموح والحسد والغبطة والحسد واستنكار العوج، فالحسد فهو تمني النعم مع زوالها على الآخرين، أما الطموح هو السعي مع الأخذ بالأسباب والرضا بقضاء الله وقدره وحكمته في خلقه للحصول على الغاية المرجوة.
وأما الغبطة هي تمني النعم ذاتها الذي يمتلكها إنسان آخر دون الرغبة في زوالها عنهم.
وفي الواقع هناك فرق شاسع بين استنكار العوج والحسد، فاستنكار العوج ماهو إلا عدم الرضا بالباطل والاعتراض عليه والدفاع عن الحق والسعي إلى نشره في المجتمع والحد من الباطل.
**منى نبيل محمود**