مواطنون يشكون المجالس المحلية بعدن والمسؤولون يعزون الفشل إلى أوضاع البلاد

> استطلاع/ نوارة قمندان

> يقوم على المجلس المحلي في أية مدينة من المدن مهام عدة خدمة للشعب، غير أن مهام المجالس المحلية في وقتنا الحاضر أصبحت شبه مشلولة وغائبة في كثير من الأحيان، بعضها ما يتعلق بالأوضاع الأمنية، والظروف الاقتصادية، وكثير منها ناتج عن الفساد المستشري في كثير من هذه المرافق.
الأمر الذي جعل المواطنين يحرمون من كثير من هذه الخدمات ويعبرون عن فشل هذه المجالس بالقيام بمهامها.
فما مهام هذه المجالس؟، وما أسباب إخفاقاتها في تقديم خدماتها؟.. هذا ما سنعرفه في سياق هذا الاستطلاع الآتي:
هناك بعض المشاريع التي تم إنجازها في هذه المديرية أو تلك في هذه مدينة عدن، غير أن ما تم إنجازه ليس سوى غيض من فيض، وقطرة من مطر من المشاريع التي يتوجب تنفيذها، وما تم تنفيذه عادة ما يكون بعيداً عن المواصفات المطلوبة، وهو ما يؤكده فشل كثير من تلك المشاريع بعد تنفيذها بفترة زمنية قصيرة جداً، وذلك لغياب الأمانة والمسؤولية من قبل الجهات المنفذة، وكذا غياب الرقابة والمحاسبة الفعلية عليها، وهو ما جعل هذه المشاريع الخدمية، أشبه ما تكون بفرص ذهبية لأولئك المقاولين لجمع الأموال وإن كانت في كثير من الأحيان بطرق مخالفة.
“الأيام” التقت أمين عام المجلس المحلي لمديرية الشيخ عثمان الأستاذ علي عبدالمجيد لمعرفة دور المجلس المحلي وأسباب غياب دوره الفعال في تقديم خدماته للمواطن فقال: “تكمن الوظيفة الأساسية للمجلس المحلي فيما حدده قانون السلطة المحلية، وهذه الوظيفة منقسمة إلى ثلاثة لجان: منها اللجنة المالية، ولجنة الخدمات، ولجنة الشؤون الاجتماعية، ولكل منها مهام وخصائص أساسية منها الإشراف والرقابة، وٍمتابعة المشاريع التنفيذية، ومتابعة المكاتب التنفيذية والإشراف على أعمالهم، هذه المهمة الأساسية للمجلس، فمنذ أن تم تعين المجلس الحالي تمت العديد من المشاريع منها في الجانب التربوي، ومنها في الجانب الصحي”.
وعن غياب دور المجلس المحلي بالقيام بواجبه قال عبدالمجيد: “لا أنكر أن المجلس المحلي يعاني من شلل عن القيام بدوره وذلك للوضع العام الذي تعيشه المحافظة، ومع هذا فهو إلى حد ما يؤدي عمله بشكل جيد، ثم إن غياب دور المجلس المحلي ناتج عن عدم وجود مقومات العمل، ومع هذا أتمنى من المواطنين أن يقومون بمهامهم وواجباتهم كالحفاظ على البيئة والنظافة، فمتى حافظ المواطن على هذا نستطيع أن نخطوا خطوة لتحسين أداء المجلس المحلي”.
**المجلس المحلي يعاني الكثير **
مبناء المجلس المحلي لمديريه صيره
مبناء المجلس المحلي لمديريه صيره

عضو المجلس المحلي للعاصمة عدن الأستاذ محمود السعدي، تحدث من جهته لـ«الأيام» عن دور المجلس المحلي، وما الذي قدمه منذ توليه هذا المنصب، بالقول: “منذ إن تم انتخابنا كأعضاء في المجلس المحلي عام 2006م، استطعنا تنفيذ العديد من المشاريع كأرصفة الطرقات، وإعادة تأهيل المدارس في العديد من المديريات، وكذا رعاية العديد من الأنشطة التعليمية والثقافية، هذا على صعيد الخدمات، أما الجانب الآخر فبالتأكيد المجلس المحلي يعاني من الكثير من الصعوبات، وهذه الصعوبات عائدة إلى التغيرات السياسية التي حصلت في البلاد”.
ويوضح السعدي في سياق حديثه لـ«الأيام» أن هناك العديد من الامتيازات تم إنجازها على مستوى المحافظة في هذه المرحلة، و “ذلك لأنه في السابق لم تكن هذه المدينة تحظى بأي مبالغ”، متمنياً في ختام حديثه أن يستشعر المواطنون مسؤولياتهم في القيام بواجباتهم للحفاظ على الممتلكات العامة باعتبارهم أساس التنمية وشركاء في الحفاظ على ما تم إنجازه من عبث الفاسدين”.
**قدم العديد من المشاريع**
مشاريع المجلس المحلي لمديريه عدن
مشاريع المجلس المحلي لمديريه عدن

من جهته تحدث لـ«الأيام» أمين عام المجلس المحلي لمديرية صيرة الأستاذ عوض مبجر عن وظيفة المجلس المحلي الأساسية، وما قدمه المجلس من خدمات للمواطنين بالقول: “إن الوظيفة الرئيسة للمجلس المحلي هي إقرار البرنامج الاستثماري للمديرية كوضع آلية للعمل بجميع المكاتب التنفيذية، وتسهيل العمل داخل المحافظة وكذا تسهيل خدمة المواطنين، أي إعداد ومراقبة المكاتب التنفيذية وتحسين عملها داخل المديرية، وبناء وإعادة وتأهيل جميع المدارس والثانويات باستثناء مدرسة بازرعة، وذلك لرفض مالك المدرسة تأهيلها من قبل الدولة، ومدرسة ثانوية لطفي جعفر أمان أيضاً لم يتم ترميم جزء منها نتيجة لوجود النازحين فيها إلى يومنا هذا”.
مضيفاً: “أيضاً تم تأهيل وتجهيز وشراء المستلزمات الطبية في المجمعات الصحية وتأهيلها تأهيلا صحيحا يخدم أبناء المدينة ويعوض إغلاق مستشفى عدن الذي لا نعرف إلى يومنا هذا سر إغلاقه، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع أخرى، كما أن هناك مشاريع بدأنا بها كمشروع كورنيش صيرة الذي يسير العمل فيه منذ نهاية شهر سبتمبر الماضي، وسينتهى العمل فيه قريباً جدا”.
وعن المشكلات والمعوقات التي تواجه المجلس المحلي قال مبجر: “إن الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة أسهم بشكل كبير في انتشار الأعمال العشوائية في مديريات المحافظة، والناتج عن انعدام الأخلاق وبروز الكثير من البلاطجة وغيرها من الأعمال والمخالفات”، مضيفاً: “برغم من الأزمات التي مرت إلا أن دور المجلس المحلي لم يغب في ظل غياب الأخلاق والأمن التام، كما أننا مستعدون لتسليم مكاتبنا للمواطنين إن كانوا مستعدين للقيام بهذه المهمة، وسنكون نحن جنود معهم خدمة لهذه المدينة وأهلها”.
**دور غائب**
صوره لمشاريع السلطه المحليه لمحافظه عدن
صوره لمشاريع السلطه المحليه لمحافظه عدن

تغنت الجهات المعنية في المجالس المحلية في هذه المدينة كثيراً عما تم إنجازه من مشاريع خلال السنوات الماضية، ورمت بتقصيرها إلى الأوضاع وغيرها من التبريرات التي أصبحت نغمة اعتيادية يترنم بها المسؤولون كلما وجه إليهم أي اتهام بالتقصير كما يقول المواطن عبده ناجي مثنى في حديثه لـ«الأيام» عن دور المجالس المحلية، وما الذي قدمته للمواطنين”، وأضاف: “إن المهمة الرئيسة لهذه المجالس هي اللعب بالمال العام ونهبها عن طريق تنفيذ مشاريع وهمية، أو مشاريع بعيدة عن المواصفات المطلوبة أو ترقى إلى الأموال الباهظة التي أنفقتها الدولة في سبيلها، والمضحك المبكي أيضاً في وقت واحد هي الجرأة التي يتكلم بها أعضاء هذه المجالس، عن تنفيذ المشاريع وفي مقدمتها الطرقات، ونسألهم عن أي طرقات يتحدثون، أعن تلك الشوارع الممتلئة بالحفر في معظمها أم عن مياه المجاري التي تملأ الشوارع والأزقة والحوافي أم عن القمامة التي تزكم الأنوف أينما يمم المرء وجهه؟”.
**الظروف الحالية**
المواطن سعيد محمد قال: “هناك ضعف كبير في الدور الذي يقوم به المجلس المحلي على كافة المستويات، بعد أن ساد الإهمال واللامبالاة وغياب دور الرقابة، وما نشهده من تقصير في المجالس المحلية في وقتنا الحاضر عائد إلى الظروف السيئة التي تمر بها البلاد، ولهذا أتمنى أن يتحسن حال البلاد ليستطيع المجلس المحلي القيام بدوره بشكل إيجابي فعادة ما تفرض الظروف الراهنة التي تعيشها البلاد تدنيا في كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية...إلخ”.
أما المواطن أحمد محمد فرأى أن عجز المجالس المحلية عن تأدية واجباتها في هذه المدينة واضحة للعيان، والتي تتجلى في انتشار القمامة في الشوارع الرئيسة والفرعية، وضعف الشوارع والتي تأتي في مقدمتها شوارع مديرية الشيخ عثمان التي هي شبه شوارع فقط”.
**اتجار بالمشاريع**
“كثيراً ما نقرأ في الصحف عن المشاريع الخدمية التي تم اعتمادها لهذه المديرية أو تلك، أو نسمع عنها ونشاهد أخبار اعتمادها في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وفي الحقيقة، ليس منها شيء، إنها مشاريع أريد منها أن تكون وسيلة يستطيع من خلالها أولئك المسؤولون والمفسدون نهب الثروات والحصول على الأموال ليس إلا”، هذا ما عبر به جمال محمد ناصر عن مهام المجالس المحلية، وما قدمته لأبناء هذه المدينة”، مضيفاً: “وظيفة المجالس المحلية الرئيسة هي النهب تحت ستار هذه المشاريع، والتي كثير منها يثبت فشلها وسوء تنفيذها، أو تترك معلقة لسنوات دون أن تتم، وبعضها يتم اعتماد أكثر من ميزانية لها وفي كل مرة تصرف الأموال الخاص بها، ويكتب للمشروع الفشل بعد أن يتم تقسيم موازنته بين الفاسدين”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى