معنى الحرية

> فضل علي الطيار

> “أنا أفكر إذاً فأنا موجود”، هذه العبارة المشهورة للفيلسوف “ديكارت” الذي أطلق منها كل نظرياته، وأقام عليها كل فلسفته.
ونحن نحاول أن نطبق هذه العبارة على معنى الحرية، حتى تكون نعمة لا نقمة على الأمة.
أنا أفكر إذاً فأنا موجود.. ومادام أنا أفكر فأنا أميز بين الخير والشر، بين الصح والخطأ بين الانصاف والظلم، لأن الله سبحانه وتعالى وهبني حرية الإرادة، وبين لي ماهو الطيب وماهو الخبيث، فأمرني بالمعروف ونهاني عن المنكر.
وكان عليّ أن أعرف معنى الحرية.. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبارته المشهورة: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”.
فعرفت أن الحرية خير، وليست ضمن حالات الشعر، ومن قال إن سلوك الشر لأي فرد أو جماعة، دليل على ممارسة الحرية فقد كذب، لأن ممارسة الشر قد تأتي من شخص مقيد بدوافع شيطانية، أي أن فاعل الشر مأمور من النفس الأمارة بالسوء، بعبارة أوضح، فالشخص الذي يفعل الشر ليس حُراً، لأن هذا الفعل لايأتي من قناعة، وإلا لما ندمت الناس على فعل المنكر.
وحرية الإرادة التي منحنا إياها الله، كانت لقصد أعمال الخير، لكي نحصل على السعادة، بعيداً عن لهو الدنيا، وتزيين الشرور.
وعندما أفكر فأنا أمارس حريتي، وهذه الحرية تعني السعادة، والسعادة تأتي من القناعة، وأعمال الخير، والتأمل في مخلوقات الله، وهذا إثبات بأن الحرية خير وليست شرا.
وكل ذلك يميزه العقل، والعقل موهوب من الله، وهو الذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات، قال الله تعالى: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً”.
فأراد لنا الله أن نعقل الأمور، لأنه سبحانه وتعالى بين لنا كل الأمور وقال الله جل شأنه: “وهديناه النجدين”، وهذه دلالة على اختبار العقل ليميز بين الخير والشر.
وبما أن كل خير يأتي من الله، فالعقل أجمل ما وهب الله الإنسان، وهو قمة الخير، وما دام التفكير من خلال العقل، فهو أيضاً خير، ولأن التفكير حرية بذاته فالحرية خير، ولايجوز أن ننسبها للشر على الإطلاق.
**فضل علي الطيار**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى