الجنوب وعلاقته بالعدل والحرية

> محمد أحمد فرحان

> من عدن نبدأ، عدن أجمل مدن الدنيا كما وصفها الكاتب المصري الكبير أنيس منصور، وذلك في كتابه ( 75 يوماً حول العالم)، وقد ركز الكاتب على جمالها لغناها المادي والثقافي والاجتماعي، وعلى وجه الخصوص التعايش الاجتماعي لمختلف الأعراق والأجناس والطوائف والأديان بتناسق هارموني رائع.
عدن في فترة حكم الاحتلال البريطاني ليس الأمن فقط هو المستتب فيها، ولكن العدل والخير والرخاء أيضاً، ولم يقبل أبناء عدن والجنوب ذلك الوضع المريح، لأنهم كانوا يبحثون عن الحرية أولاً.. وقد وقف الكثير من عقلاء عدن والجنوب في وجه ذلك المد الذي يبدو الآن أنه كان متهوراً في مقابل ما يعيشه الجنوب حالياً من ظلم وضنك عيش قهري، وقد طرحوا بديلاً عن ذلك استقلال مع الاحتفاظ باستمرار عوامل العدل والرخاء، أي استقلال مع احتفاظ الجنوب العربي بعضويته ضمن دول الكومنولث تضمن حماية استقلاله وكذا ضمان استمرار وضع العدل والرخاء فيه.
وتحقق الاستقلال بالفعل، ونال الجنوبيون حريتهم في نوفمبر 1967م، ولكن بعدها، ضاع الخير وضاع العدل وضاعت بعدهما الحرية نفسها، وها هو الجنوب يعاني من احتلال قبلي، فاسد، ظالم ومتخلف، ويدور الزمن دورته الكاملة، فهاهو الحوثي يعد الجنوبيين بالعدل في مقابل التنازل عن حريتهم، فهل يقبل الجنوبيون ما رفضوه من سابق، بالرغم أن ما يقوله الحوثي مجرد وعد، ربما لن يتحقق، وغالباً لن يتحقق طالما ظل الرئيس المخلوع صالح قائماً في المشهد اليمني متحالفاً مع الحوثيين ضد الجنوبيين، فهاهو يهدد من جديد بغزو الجنوب، ومع ذلك الرجل لن يتحقق عدل ولا رخاء ولا حرية ولا دولة ولا حتى وحدة، وإن تعمدت بالدم كما يكرر، فالحرب لا تحقق وحدة، وإنما تحقق احتلالا، فالوحدة قد ماتت بالفعل وولت إلى غير رجعة في نفوس الجنوبيين، على الأقل في المدى المنظور.
وقد كانت من قبل شعلة تحرق أفئدتهم، ويسعون بكل الإمكانيات لتحقيقها، وذلك نتيجة تصرفات النظام الشمالي الإجرامية والمتعجرفة والظالمة بحق الجنوبيين، ولكم الحكم فما أنتم فاعلون بأنفسكم أيها الجنوبيون، هل تقاومون أم تستلمون، ولا بدائل أخرى غير الضحك على الذقون.
**محمد أحمد فرحان**

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى