ستة شهداء وأكثر من مائة جريح في قمع قوات موالية لصالح محتجين بتعز

> تعز «الأيام» فهد العميري

> سقط ستة شهداء وأصيب العشرات جراء استخدام قوات موالية للرئيس السابق وجماعة الحوثي القوة وإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين أمام معسكر القوات الخاصة بمدينة تعز أمس، رفضا للحرب واستخدام تعز كمحطة عبور لمليشيات الحوثي للاعتداء على محافظات الجنوب.
وقالت مصادر طبية لـ«الأيام»: “إن ستة استشهدوا، وهم: محمد عبدالغني عبدالعزيز، عبدالرحمن محمد عبدالسلام، عثمان مصلح محمد، عبدالله حميد حسن، بلال سعيد القباطي، وآخر لم تعرف هويته، وأصيب أكثر من مائة آخرين باختناقات وإصابات مختلفة بينهم ما يربو على 50 متظاهرا أصيبوا بالرصاص الحي، عشرة منهم إصاباتهم خطيرة”.
وذكر شهود عيان لـ«الأيام» أن “مسلحين حوثيين بلباس مدني قادمين من مدينة القاعدة بمحافظة إب والمديريات المجاورة لها اعتدوا صباح أمس، وقبل وصول المسيرة على معتصمين أمام معسكر القوات الخاصة في جولة القصر من خلال إطلاق الرصاص الحي والطعن بالخناجر واستخدام العصي والحجارة والضرب المبرح، فأصابوا العديد منهم بإصابات مختلفة، نقلوا على إثرها إلى المستشفيات”.
وذكر بعض المصابين لـ«الأيام» أن “مسلحين قاموا بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح في بعض الأزقة المحيطة بجولة القصر وحدثت مواجهات عنيفة بالأحجار واشتباكات بالأيدي حين وصول المسيرة تمكن خلالها المتظاهرون من طرد مليشيات الحوثي والاستمرار في احتجاجاتهم”.
كما باشرت مليشيات الحوثي وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح قمع المتظاهرين السلميين أمام معسكر القوات الخاصة، حيث قاموا بإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع بشكل مباشر على المتظاهرين، واستمر إطلاق النار الكثيف والمتقطع طوال اليوم، وشوهد قناصة في مختلف أنحاء المعسكر، كما شوهدت أطقم عسكرية وهي تقتحم مكان الاعتصام وتجمع المتظاهرين وتطلق النار من معدل “12/7”.
وشوهد أفراد بلباس القوات الخاصة وهم يقذفون الأحجار على المصلين أثناء تأديتهم لصلاة الظهر من داخل المعسكر، وأحرق المعتصمون الإطارات للتخفيف من حدة أثر قنابل المسيلة للدموع، كما استمروا في قطع العديد من الشوارع المحيطة بالمعسكر.
وناشد موظفو مستشفى ابن سينا الواقع بالقرب من مكان الاعتصام قبل ظهر أمس الأطباء والمتبرعين بالدم والأدوية سرعة التوافد إلى المستشفى نظرا لعدم قدرته الاستيعابية في استقبال المصابين، كما شوهدت سيارات الإسعاف ومواطنون وهم يقومون بنقل المصابين إلى العديد من المستشفيات في ظل تصاعد عدد المصابين، وكان بين المصابين صحفيون ومحامون وطلاب مدارس.
تعز
تعز

وفي تصريح لـ«الأيام» قال عضو رئاسة التكتل المجتمعي لحماية السلم بتعز عبدالوهاب الحسامي: “هذه الجرائم لا يستطيع أحد وصفها، فلا يتصور عقل أن يتم الاعتداء على المتظاهرين السلميين وكبار السن بهذه الوحشية، وهذه تعكس ثقافتهم”، مشيرا إلى أن “الواجب الأخلاقي والديني يفرض علينا الوقوف تجاه هذه الاعتداءات والظلم والقهر وحماية كرامتنا وإنسانيتنا”.
ودعا رئيس الجمهورية إلى أن “يستغل فرصته الأخيرة ومشروعيته الشعبية والدولية والدستورية لإصدار قرارات مهمة، منها تغيير قائد القوات الخاصة واللواء 22 الذين خانوا الأمانة العسكرية، وأبناء محافظة تعز قادرون على تنفيذ هذه القرارات بالفعل الشعبي والإرادة الشعبية التي تريد إرادة سياسية”، مناشدا محافظ تعز شوقي أحمد هائل بأن “لا يفكر مجرد تفكير بالاستقالة، فهذا هدف الانقلابيين”.
ودعا الشباب إلى “عدم التهور واليأس والانجرار وراء ما يراد لهم منه أن يتحولوا إلى مليشيات، وعدم فبول أية إشاعة أو التعامل مع الأراجيف التي توهن عزيمتهم وتشتت أفكارهم وتستهدف رموز الثورة”.
وطالبهم بـ“الاصطفاف مع مشروعية الرئيس هادي والمحافظ شوقي أحمد هائل كابن بار للمحافظة، خصوصا أن صالح والحوثيين أثبتوا أنه لا عهد لهم ولا ذمة”، مشيرا إلى أن “ما يحدث لتعز مبعثه الحقد على مواقف تعز من الإمامة ودعمها لثورة 26 سبتمبر بالنسبة للحوثيين والانتقام من جانب الرئيس السابق علي عبدالله صالح لموقفها في ثورة 11فبراير”.

ولليوم الرابع على التوالي يفرض المحتجون السلميون حصارا على معسكر القوات المسلحة، ويغلقون العديد من الشوارع المحيطة به مانعين أفراد الأمن من المرور بهذه الشوارع.
وتحولت محافظة تعز منذ عصر أمس حتى وقت متأخر من الليل إلى مدينة أشباح، حيث قام شباب غاضبون بإحراق إطارات السيارات وقطع معظم شوارع المحافظة: جولة القصر الحوض وجمال و26 والجمهوري ووادي القاضي وبئر باشا، وتوقفت حركة السيارات وباصات النقل بشكل ملحوظ، كما أغلقت بعض مداخل المحافظة والدخول إلى المحافظة، وكما شوهد الدخان الكثيف وهو يغطي شوارع المدينة، وذلك في إطار تصعيد الاحتجاجات ضد الانقلابيين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، واحتجاجا على قمع المتظاهرين السلميين، وإرسال تعزيزات عسكرية إلى مدن الجنوب ومدينة التربة، معبرين عن رفضهم لما تردد عن استقالة محافظ تعز.
وترددت أنباء عن إرسال حملة عسكرية إلى مدينة التربة مكونة من ناقلتي جند ودبابتين وخمسة أطقم عسكرية.
وخرج الآلاف من أبناء محافظة تعز أمس في تظاهرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام مكتب التربية بشارع جمال عبدالناصر، مرورا بالعديد من الشوارع حتى مكان الاعتصام جوار معسكر القوات الخاصة.
شارك في التظاهرة طلاب جامعة تعز بمسيرة التحمت بالمتظاهرين في نقطة الانطلاق، كما شوهد عشرات الطلاب وهم يشاركون في المسيرة بزيهم المدرسي، رفضا للحرب، وتحويل تعز إلى محطة عبور للاعتداء على محافظات الجنوب.
ورفع المتظاهرون أعلام الجمهورية وصور للرئيس هادي، كما رفعوا لافتات عبروا من خلالها عن رفضهم لتحويل تعز إلى محطة عبور وغرفة عمليات لحرب أهلية، مؤكدين أن “استهداف عدن هو استهداف لتعز واليمن”.
وطالبوا رئيس الجمهورية بـ“سرعة إقالة قائدي القوات الخاصة والأمن المركزي”، مناشدين قائد المنطقة العسكرية الرابعة واللجنة الأمنية في المحافظة “تحمل مسؤولياتها وتوفير الحماية لهم”، كما ناشدوا أبناء المحافظة وأعيانها وشخصياتها الاجتماعية “التدخل لحمايتهم في حالة ما تخلت الجهات الرسمية عن واجباتها القانونية والدستورية”.
ورددوا العديد من الهتافات المؤكدة على صمودهم في مواجهة الانقلاب الحوثي والمؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي منها: “اللعبة باين باين يا حارثي يا خائن، يا حوثي برع برع تعز حرة لن تركع، يا هادي سير سير واصل مشوار التغيير، يا صبيحي سير سير ونحن جيشك للتحرير، صامدين صامدين ضد عفاش والحوثيين”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى