(عاصفة الحزم) تواصل دك معاقل الحوثيين وصالح

> صنعاء «الأيام» أ.ف.ب

> توسع نطاق الغارات الجوية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين والقوات العسكرية المتحالفة معهم لتشمل عدة مناطق في اليمن، فيما تبادلت المملكة وإيران الاتهامات.
وقصفت الطائرات العسكرية لليلة الثانية على التوالي مواقع الحوثيين في إطار عملية “عاصفة الحزم” التي انطلقت منتصف ليل الأربعاء الخميس بمشاركة عشر دول عربية وإسلامية.
وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم قيادة العملية إن العمليات “تستمر ما دامت هناك حاجة لاستمراراها حتى تحقق اهدافها”، مضيفا “حاليا لا تخطيط لعميات برية لكن إن استدعى الأمر فإن القوات البرية السعودية والدول الصديقة والشقيقة جاهزة وسترد على أي عدوان من أي نوع”.
وتهدف هذه العملية بحسب الرياض إلى الدفاع عن “الشرعية” المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ومنع حركة الحوثيين المدعومة من إيران من السيطرة على البلاد.
وسقط 12 من القتلى في غارة استهدفت قاعدة عسكرية شمال صنعاء ليل الخميس فجر الجمعة، بحسب ما أفاد مسؤولو الوزارة التي يسيطر عليها الحوثيون.
والقاعدة المستهدفة هي قاعدة الصمع التي تستخدمها وحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الحليف للحوثيين والذي يعتبره المراقبون القوة الحقيقية خلف صعودهم المثير في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت باكر من أمس الجمعة استهدفت ثلاث غارات أخرى بحسب شهود عيان المجمع الرئاسي في شمال صنعاء، وهو يقع تحت سيطرة الحوثيين.
كما تعرض معسكر للقوات اليمنية الموالية لصالح للقصف الجوي في محافظة مأرب (شرق صنعاء) ليل الخميس الجمعة بحسب مصادر قبلية.
وأكد مسؤول عسكري لوكالة فرانس برس الجمعة أن مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية ضربت خلال الليل معسكرا يحتوي على “مستودع ضخم للسلاح” في الضاحية الجنوبية لصنعاء.
واشار المسؤول الى وقوع “عشرات” الضحايا في المعسكر الذي تعد قيادته ايضا موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنحى عن الحكم في 2012 بعد 33 سنة في سدة السلطة، وذلك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية وفي اطار مبادرة سياسية رعتها دول الدول الخليج.
وفي جنوب البلاد الذي يحاول المتمردون الشيعة وحلفاؤهم الزحف اليه لتوسيع نطاق سيطرتهم، استهدفت غارتان جويتان قاعدة العند العسكرية التي استولى عليها الحوثيون الاربعاء، بحسب مصادر عسكرية.
كما استهدفت غارة جوية اخرى قاعدة لوحدة من القوات الخاصة موالية للحوثيين في قعطبة (120 كلم شمال عدن)، كبرى مدن الجنوب والعاصمة المعلنة للبلاد بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، كما افاد سكان.
كذلك شوهدت طائرات حربية في سماء مدينة ابين الواقعة شرق عدن حيث قاعدة المجد العسكرية التي يعتقد ان موالين للحوثيين يسيطرون عليها.
وفي عدن نفسها، معقل الرئيس عبد ربه منصور هادي، تواصلت المعارك ليل الخميس بين المتمردين واللجان الجنوبية وذلك بعدما تمكنت الاخيرة خلال النهار من استعادة السيطرة على مطار المدينة.
وقد وصل الرئيس اليمني الى الرياض ليل الخميس على ان يغادر منها الى مصر للمشاركة في القمة العربية اليوم السبت في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر.

وقد حصلت عملية “عاصفة الحزم” بسرعة على دعم دولي واسع لاسيما من الولايات المتحدة والجامعة العربية التي اكد امينها العام نبيل العربي - من شرم الشيخ حيث تعقد القمة العربية السبت - “التأييد التام” للعملية العسكرية التي قال إنها “ضد اهداف محددة لجماعة الحوثيين الانقلابيين”.
وشنت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية غارات جديدة أمس الجمعة استهدفت وفق مصادر محلية وشهود كلا من قاعدة الطارق العسكرية قرب تعز، ثالث كبرى مدن البلاد والواقعة على الطريق بين صنعاء وعدن في جنوب البلاد، كما استهدفت منطقة الملاحيظ في محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي والحدودية مع السعودية، ومطار صعدة المدني ومخازن تابعة لجماعة الحوثي.
وأكدت مصر أن قوات من سلاح الجو وسلاح البحر المصريين تشارك في العملية العسكرية في اليمن لوقف تقدم المتمردين الحوثيين، وفق ما اعلنت الرئاسة المصرية الخميس.
كما أعلنت الرباط وضع قواتها الجوية المنتشرة في دولة الإمارات تحت تصرف التحالف من اجل دعم الشرعية في اليمن.
وكانت السعودية اكدت ان “اكثر من عشر دول” تشارك في العملية للدفاع عن الرئيس عبدربه منصور هادي في مواجهة تقدم المتمردين الحوثيين الشيعة.
وصل هادي أمس الأول الخميس الى الرياض بعد الظهر، ومن المقرر أن يشارك في القمة العربية اليوم السبت في مصر، علما بأن معلومات متضاربة سرت حول مكان وجوده في الأيام الأخيرة مع الهجوم الذي شنه المتمردون الحوثيون على عدن.
وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي ما عدا سلطنة عمان في بيان مشترك أنها قررت أن تلبي نداء الرئيس هادي بالتدخل لحماية الشرعية.
وتهدف هذه العملية - بحسب الرياض - إلى “الدفاع عن الحكومة الشرعية ومنع حركة الحوثيين المتطرفة (المدعومة من ايران) من السيطرة على البلاد”.
على الصعيد الداخلي، أمر ولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف قادة الأمن الداخلي بتعزيز التدابير الأمنية في المنشآت النفطية والحيوية وعلى الحدود.
وفي واشنطن، أعلن البيت الابيض أن الولايات المتحدة تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب اخرين في اطار العملية العسكرية.

وجاء في بيان لبرناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان “الرئيس (باراك) اوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي”.
وفي وقت لاحق، عقد وزير الخارجية الاميركي جون كيري مؤتمرا عبر الدائرة المغلقة مع نظرائه من دول الخليج حول الوضع في اليمن واشاد بالعملية العسكرية ضد الحوثيين بحسب مسؤول في الخارجية.
واشار المسؤول إلى دعم واشنطن “من خلال تأمين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في اختيار الاهداف والدعم اللوجستي للضربات” ضد المتمردين.
اما طهران الداعمة للحوثيين فسارعت الى التنديد بالعملية العسكرية واعتبرت انها “خطوة خطيرة”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم ان العملية “تزيد من تعقيد الوضع واتساع الازمة وتقضي على فرص التوصل الى حل سلمي للخلافات الداخلية في اليمن”.
كما ادان حزب الله اللبناني المدعوم من ايران ما وصفه بـ “العدوان السعودي الاميركي” على اليمن مطالبا الرياض بوقف “الاعتداء الظالم”.
وأكد الحزب انه “يدين بشدة العدوان السعودي الاميركي (...) كما يدين مشاركة بعض الدول العربية وغير العربية في هذا العدوان وتوفير الغطاء السياسي له”.
بدورها، حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي من “تداعيات اقليمية خطيرة”. وقالت فيديريكا موغيريني ان “الاحداث الاخيرة في اليمن ادت الى تفاقم الوضع الهش اصلا بشكل خطير في البلاد وقد تكون لها تداعيات اقليمية خطيرة”. واضافت “انني مقتنعة بان العمل العسكري ليس حلا”.
وذكرت السلطات السعودية أن مصر والمغرب والأردن والسودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين. وتضاف هذه الدول الى دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة والكويت وقطر).
وأكد بيان رسمي سعودي نشرته وكالة الانباء الرسمية ان العملية ادت الى “تدمير الدفاعات الجوية للمتمردين الحوثيين في قاعدة الديلمي العسكرية (ملاصقة لمطار صنعاء)، وتدمير بطاريات صواريخ سام واربع طائرات مقاتلة”.
واضافت ان العملية التي اطلق عليها اسم “عاصفة الحزم” بدأت عند منتصف الليل (12:00 الأربعاء) وان وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قاد شخصيا اطلاقها من غرفة العمليات في المملكة.
أرسلت الإمارات 30 طائرة مقاتلة الى السعودية للمشاركة في العملية التي خصصت لها المملكة مئة مقاتلة و150 ألف عسكري، حسب ما ذكرت محطة “العربية” التلفزيونية السعودية ومقرها دبي.
كما تشارك بحسب القناة مقاتلات من الأردن وقطر والبحرين والكويت.
وسلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تشارك في العملية.
وعاش سكان صنعاء ليلة من الذعر على وقع الانفجارات المدوية للصواريخ المنهمرة من السماء والدفاعات الجوية الكثيفة من الأرض، فيما هرب الآلاف من منازلهم خوفا من القصف وهرعوا لشراء المؤن والوقود بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
وعبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس في جنيف عن “القلق” حيال الخسائر في صفوف المدنيين في اليمن، داعية جميع الاطراف الى احترام الحق الانساني والابتعاد عن المدنيين. واوضحت اللجنة ان ثمانية اشخاص قتلوا وأصيب اكثر من 140 اخرين بجروح خلال تظاهرات عنيفة في تعز.
إلى ذلك أكدت مصادر عسكرية أن قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين هربت من مواقعها في صنعاء خوفا من تعرضها للقصف الجوي.
وفي الجنوب أكد مصدر أمني في مطار عدن أن مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي استعادت الخميس السيطرة على المطار، وذلك بعد انطلاق العملية العسكرية ضد الحوثيين.
وقال المصدر أن “الكتيبة الموالية لـ(الرئيس السابق) علي عبدالله صالح التي سيطرت على مطار عدن انسحبت خوفا من القصف الجوي واستعادت اللجان الشعبية السيطرة على المطار”.
وسادت حالة من الفوضى والإرباك في مدينة عدن بعد بدء العملية العسكرية السعودية، وسجلت اشتباكات في المدينة، بين مسلحين يعتقد أنهم من أنصار الحركة الحوثية ومجموعات مسلحة مناهضة لهم بحسب مصادر عسكرية.
وظهر العشرات من المسلحين في المدينة بعد أن هجرت وحدات من الجيش مواقعها وأسلحتها الثقيلة بما في ذلك الدبابات بحسب مصادر عسكرية.
وقال مصدر عسكري أن “سكانا بدؤوا بنهب المعدات العسكرية ونخشى أن يكونوا قد سيطروا على أسلحة ثقيلة».
وتأتي العملية العسكرية ضد الحوثيين بعد أن ضيق هؤلاء الخناق لدرجة كبيرة على مدينة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى