خور المكلا .. من منتزه سياحي إلى مكب قمامة..غياب الضوابط حوّل المنتزه السياحي إلى مرتع لمتعاطيي القات والشيشة

> المكلا «الأيام» ناصر المشجري

> المعلم البارز “خور المكلا” يعد من أهم وأروع المتنفسات السياحية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، وواحداً من المشاريع العملاقة التي تحققت في المحافظة في السنوات الماضية، إلا إهمال الجهات المختصة وعدم العناية به فقد ريادته وجماليته وميزته السياحية وأصبح مصدر إزعاج و مكانا للسائبين والمتسكعين.
*وضعية مزرية
كثير من المواطنين في مدينة المكلا يعبرون عن شعورهم لما آل إليه وضع خور المكلا بحسرة وندم وامتعاض، الشاب “محمد الجابري” وجدناه يقضي ساعات الليل في سمر على ضفة الخور وتحدثت إليه «الأيام» عن رأيه فيما يشهده المكان من تدهور وتراجع وعدم انضباط، فقال “كنت أسمع عن الخور كلاما حلوا لكن للأسف ما فيه شيء يعجب الزائر، وتحتاج إلى كمامات أنف تصحبها معك لأن الروائح الكريهة تنبعث من كل مكان من المجاري التي تسكب داخله ومن جنباته، فهناك من تشاهدهم يقضون حاجتهم فيه دون حسيب أو رقيب، فأي وضعية مزرية أكثر من هذه الحالة الموجودة بخور المكلا”.
زائر آخر اسمه فوزي علي يقول: “الخور سائب، وكما تشاهدون كل من يحلو له شيء يسويه وتحول إلى ساحة لهواة مضغ وتعاطي القات وتناول الشيشة ووجود هذه النوعية طبعاً نفّر العائلات وحرمها من قضاء أيام العطل والراحة في المكان”.. ويواصل “لم يستفد منه غير من يستخدمونه للتجارة أو يقصدونه لغرض المعاكسات”.
*مكب نفاية
في داخل مياه خور المكلا تعوم كميات كبيرة من أكياس البلاستيك والعلب الفارغة والمواد الكيمائية ومخلفات الأكل والشرب، وباتت تطفو بصورة مقززة نتيجة رمي النفاية فيه حتى تحول إلى ما يشبه مكب قمامة، مما شكل منظراً صادما ومزعجا لكل مرتاديه، وبالأخص منهم كبار السن وطبقة النخبة والعائلات الذين يقصدونه للترويح عن النفس والهروب من جو المنزل بوقت الصيف الشديد الحرارة والرطوبة في المكلا.
صورة توضح حالته السيئة
صورة توضح حالته السيئة

*إهمال حكومي
يتفق الجميع في مدينة المكلا على أن تلك الوضعية السيئة والخراب والتدهور الذي يعاني منه خور المكلا ناتج عن إهمال الجهات المختصة كافة كالبلدية ومكتب النظافة وتحسين المدينة وصحة البيئة والأمن الوطني والتي اكتفت فقط بأخذ الموارد من المستثمرين له والتي لا يعرف المواطن أين تذهب وكيف تتم عملية التأجير والتحصيل.
*(جروب فور) تتركه
كانت السلطات الحكومية في محافظة حضرموت عند تشغيل خور المكلا قبل عدة سنوات أي أواخر العام 2005م اوكلت مهام التأمين والحماية للمنشأة السياحية لشركة متخصصة في مجال الأمن التجاري تسمى “جروب فور” وحاولت جاهدة رغم ضعف وعدم الوعي والتعاطي الإيجابي مع إرشادات وتعليمات رجال الحماية جعله مكانا آمنا ونظيفا إلا أنها قررت بعد فترة قصيرة الانسحاب لعدم قدرة السلطة المحلية على دفع رواتب العاملين ومستحقات الإشراف والحماية وهو ما جعل خور المكلا اليوم مكانا مفتوحا على مصراعيه دون حسيب او رقيب، كلٌ يمارس عليه ما يحلو له، ونفس الواقع والحال يحصل فوق شاطئ الكورنيش الممتد من بحر المشراف حتى الميناء القديم.
النفايات تتكدس في الخور مسببة تلوث وموت للأحياء البحرية
النفايات تتكدس في الخور مسببة تلوث وموت للأحياء البحرية

*ناقوس خطر
يحتاج خور المكلا إلى تدخل سريع لوقف ما يلحق به من عبث وخراب، فبالإضافة إلى ذلك يشاهد الزائر للخور بأنه طاله التكسير والتشويه، وبدأت تظهر شقوق في خرسانته وأعمدته الإسمنتية والصدأ أتلف الأشباك في الجسور المعلقة وتوصيلات الكهرباء تشكل خطراً على حياة وسلامة الزائرين والمواطنين، وقد سبق أن صعقت الكهرباء أطفالا وماتوا أمام أعين ذويهم نتيجة الأسلاك المكشوفة.. فهل من مستجيب ليعيد لهذا المعلم السياحي مكانته وهيبته؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى