تفاصيل وملابسات مقتل شاب بريء يكدح لإكمال نصف دينه..عمرو حزام .. شاب قتلوه في محراب لقمة العيش

> عدن «الأيام» خاص

> لقي الشاب عمرو حزام مساء أمس الأول السبت مصرعه في كريتر إثر اشتباكات اندلعت بين مسلحين ومالك محل ذهب.
وقال لـ«الأيام» شهود عيان “إن اشتباكات وقعت بين مسلحين وبين مالك محل ذهب في كريتر بشارع حسن علي، وأسفرت عن مقتل الشاب عمرو حزام، وهو مالك محل آخر في السوق، عقب إصابته بطلق ناري في عينه تسبب بمقتله على الفور”.
وقال العميد القملي مدير إدارة البحث الجنائي بعدن: “إن الشارع الذي وقع فيه حادثة مقتل الشاب عمرو يشهد هدوءا، والمتهمون مضبوطون وإن عمرو كان ضحية نتيجة خلاف بين اثنين لا علاقة له بهما”.
وقال مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو: “إن واقعة مقتل الشاب عمرو، جاءت إثر نزاع بين أحد أفراد شرطة كريتر ومالك معرض الصلاحي لبيع الذهب والمجوهرات أمام مركز الحاشدي في شارع السبيل بكريتر”.
وأضاف بأن “النزاع بين الجندي ومالك معرض الصلاحي، حدث بعدما نزل الجندي برفقة قوة أمنية إلى مكان الواقعة، بموجب بلاغ تلقته الشرطة عن وجود مسلحين تعرضوا لمالك معرض الصلاحي بشأن خلافات سابقة بين الطرفين”.
وأفاد بأن الشرطة قبضت على أحد المسلحين، وحاولت إقناع مالك معرض الصلاحي بالتوجه معهم إلى مركز شرطة كريتر لحل الخلاف، ولكن “الصلاحي” رفض الانصياع لأوامر أحد الجنود الذي كان يحمل سلاحه على كتفه وحدثت مشادة بينهما، ما أدى إلى خروج رصاصة صوب الشاب “عمرو” أسفرت عن مقتله على الفور.
وأكدا أن الشاب عمرو ليس له علاقة بطرفي الخلاف، وإنما كان يجلس على مقربة من موقع النزاع، حيث إنه يعمل على “بسطة”، ولفتا إلى أنه تم تسليم الجندي إلى إدارة البحث الجنائي لتأخذ القضية مجراها القانوني بإشراف من السلطة المحلية بمديرية صيرة وشرطتها، وأن مالك معرض الصلاحي ما زال فارًا من وجه العدالة، كما تم تسليم جثة الشاب عمرو إلى ذويه وتم دفنه ظهر يوم أمس الأحد بمقبرة القطيع.
والد الفقيد عمرو يدعو له بعد دفنه
والد الفقيد عمرو يدعو له بعد دفنه

الحادثة لقيت اهتماما رسميا، حيث أجرى محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي أمس اتصالًا هاتفيًا بأسرة الشاب عمرو حزام، عزاهم خلاله بمقتل ابنهم، معبّرا عن أحر تعازيه وصادق مواساته لأسرة وذوي الضحية، بهذا المصاب الأليم.
كما أكد المحافظ المفلحي، لأسرة الشاب عمرو، أنه تم تسليم أحد جنود شرطة كريتر المتهم بمقتل الشاب “عمرو” إلى إدارة البحث الجنائي بشرطة عدن، للبدء بالتحقيقات تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية وإنزال العقوبة الرادعة بحق من يثبت تورطه بالجريمة، وأوضح أنه تم تسليم المتهم للبحث الجنائي بإشراف خاص من قِبل مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو ومتابعة شرطة كريتر.
وكان محافظ عدن، منذ مساء أمس، على تواصل مستمر مع مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو، والجهات الأمنية المختصة. ووجه المفلحي، سيدو، بمتابعة سير القضية والقيام بالواجب مع أسرة الشاب عمرو، وبدوره شارك سيدو إلى جانب المئات من أسرة وذوي الشاب “عمرو”، ظهر أمس، في تشييع جثمان الشاب “عمرو” إلى مثواه الأخير ودفنه في مقبرة القطيع بعد الصلاة على روحه الطاهرة في مسجد أبو الليل.
وأكَّد المفلحي قائلًا «وعد، لن ينفرط العقد، ستبقى عدن على وعدنا لها، وسنبقى على العهد، سنحميها، ونبنيها، ونجعل القانون قوتها، وسيّد أحكامها، بعيدًا عن فوضى السلاح، وتعدّد جهاته، وسنأخذ بالجزاء العادل لكل شهيد سقط ظلمًا وعدوانًا».
وأثارت حادثة مقتل “عمرو حزام” قلق ورعب أهالي مدينة كريتر وكل مديريات محافظة عدن لما للجريمة من أبعاد خطيرة تهدد المجتمع بأسره الذي لم يدر في خلده أن يمارس القتل بدم بارد ومن منتسبي الأجهزة الأمنية.
لهذا جاءت دعوات المجتمع لتنظيف مراكز الشرط من هؤلاء الذين لم يكن لهم وجود فيها على الإطلاق إلا بعد تحرير المدينة ومعظمهم دخلوا سجونها والسجن المركزي وبعضهم دخلوها بفعل جرائم جسيمة، وجاءت الأحداث ليطلقوا من مراكز احتجازهم .. وهم أنفسهم اليوم يشاهدون على أطقم الأمن ويتحركون في الأسواق العامة ويبتزون أصحاب البسطات والمحلات، وهم أنفسهم من يستقبلونك أمام مراكز الشرط عند تقديم بلاغ او شكوى ويسارعون إلى خطفك من بوابتها للنزول معك والقيام بواجبهم لكن سرعان ما يتضح للمبلغ وقبل الوصول إلى مكان الشكوى يسألونك عن “المعلوم”.

إن إدارة أمن عدن مدعوة اليوم إلى الاستجابة لدعوات المجتمع لتنظيف مراكز الشرط من هؤلاء وإعادة النظر في قياداتها وعناصرها، وكل منتسبيها الذين جاؤوا بعد التحرير وعودة كادرها السابق الذين تواروا وقعدوا في بيوتهم والسعي إلى تفعيل دور الدوائر المعنية بإعادة تأهيل مراكز الشرط من إدارات القانون والكادر وشئون الأفراد وشئون الضباط.
كما أن أمن عدن مدعو على الفور باتخاذ إجراءات عاجلة بمنع منتسبيه من حمل السلاح في الأسواق العامة بعد أن برزت مظاهر اختلال بفعل تصرفات مسلحيهم عند التعامل مع الآخرين.. ما لم سنجد كل أفراد المجتمع يتساقطون الواحد تلو الآخر بسبب هذه التصرفات الطائشة التي تتكرر.
من هو الشاب عمرو حزام؟
وقد قال الناشط وديع أمان “إن مقتل الشاب (عمرو محمد حزام) من أبناء حافة القطيع العتيقة ينحدر من أسرة طيبة وعفيفة تكافح في سبيل الحصول على الرزق الحلال، وإنه يحظى بحب واحترام جميع أهالي القطيع لعصاميته ودماثة أخلاقه.. إن مقتل (عمرو) ومنظره وهو مضرج بدمائه وسط ذهول المواطنين الذين تكتظ بهم أسواق كريتر أثارت حزن واستنكار الرأي العام في محافظة عدن المعروفة بالمدنية ومدينة السلام.
فالشاب عمرو في العقد الثالث من عمره وكان على موعد مع زواجه بعد أسبوعين.. وقتل “عمرو” في محراب لقمة العيش يكافح ويناضل بعزة وكرامة، خرج له من بيته آمنا عفيفا سعيا لإكمال نصف دينه الذي أخذ يجهز له ومواصلة كفاحه في العمل على بسطته على الرغم من نيله الشهادة الجامعية.. وفجأة يسقط جثة هامدة مضرجا بدمه بسبب ذلك الفعل الأرعن لأولئك الذين تتسخ بهم بعض مراكز الشرط”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى