في بيان للمجلس الانتقالي الجنوبي عن تردي الحالة الأمنية بوادي حضرموت:الجيوش المسيطرة على وادي حضرموت سبب لانتشار الجماعات الإرهابية وانهيار الأمن

> عدن «الأيام» خاص

> استنكر المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الانهيار والتردي الأمني الذي تشهده حضرموت في ظل الدعم المستمر الذي تتلقاه الجماعات المتطرفة والإرهابية من معسكرات الوادي والصحراء تحت إشراف المنطقة العسكرية الأولى، وفقا لبيان أصدرته أمس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، وحصلت «الأيام» على نسخة منه، وفيما يلي نصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
لقد بلغت حالة الانفلات الأمني بحضرموت وحضرموت الوادي على وجه الخصوص حدا مروعا يستدعي إعادة النظر والبحث عن أسباب ما يحدث على هذه الأرض المباركة، ارض حضرموت السلام. وإذ ينعى المجلس الإنتقالي الجنوبي الشهداء الذين سقطوا في محافظة حضرموت في ظل استمرار العمليات الإجرامية المتمثلة في اغتيال مدنيين من الشخصيات الاجتماعية وكذلك جنود وضباط من قوات النخبة الحضرمية، ينوه المجلس الإنتقالي الجنوبي الى استنكاره الشديد وتنديده لحالة الانهيار والتردي الامني الذي تشهده المحافظة في ظل الدعم المستمر الذي تتلقاه الجماعات المتطرفة والإرهابية من معسكرات الوادي والصحراء تحت إشراف المنطقة العسكرية الأولى.
لقد بات جلياً أن بقاء الجيوش اليمنية المسيطرة على وادي حضرموت ينذر بتفاقم الانهيارات الامنية المريعة. ومن هذا المنطلق ندعو الاشقاء في دول التحالف العربي الى التدخل الفوري والعاجل لإنهاء ذلك الوجود العسكري الذي يمثل انتهاكا صارخا وواضحا لأهداف عاصفة الحزم والأمل، علاوة على دوره في محاولة النيل من استقرار مجتمع حضرموت وتفكيكه وزعزعة أمنه. ونؤكد على ان اشتداد سطوة القوات العسكرية المحتلة هناك قد ساهم ويساهم بشكل كبير في تهديد الإنجازات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية التي قادها اللواء احمد سعيد بن بريك ورفاقه في قيادة المنطقة العسكرية الثانية بقيادة اللواء فرج البحسني بدعم من دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
إن مواجهة الإرهاب والحرب عليه تستدعي قرارات صارمة ومواقف واضحة من الجميع، وهنا نوجه دعوة لكل الأطراف في الداخل والخارج الى عدم السكوت على ما يحصل في حضرموت. ندعو مجدداً دول التحالف العربي الى إعادة النظر بعين فاحصة في دور القيادة المركزية للشرعية في حضرموت. وندعوهم الى حماية التجربة الأمنية الناجحة في حضرموت الساحل التي طالما عملت الاطراف السياسية داخل الشرعية على عرقلتها وافشالها فقط لانها حضرمية جنوبية.
وبدورنا ندعو شرفاء حضرموت وشخصياتها الاجتماعية الى الالتفاف حول بعضهم والدفاع عن منجزاتهم الممهورة بدماء ابنائهم الطاهرة. وندعو قيادة المنطقة العسكرية الثانية وقيادة مؤتمر حضرموت الجامع الى سرعة التحرك وعدم السكوت على ما يجري. هناك دماء طاهرة تسفك وتهديدات علنية نراها ونسمعها، وكلها تستدعي وجود شخصيات قوية في دفة القيادة. ونؤكد دعمنا لحضرموت ولقيادتها ولقوات النخبة فيها، نشد على أياديهم وندعوهم الى تحمل مسؤولياتهم والحفاظ على المنجزات التي تحققت في الفترة السابقة.
لم يكن التآمر على حضرموت حادثاً عرضياً ولا موضوعاً عابراً، وإنما خطط مدروسة وعمليات ممنهجة تقودها اذرع إرهابية واحزاب بارغماتية داخل بيت الشرعية، بدأت بنهب حضرموت لعقود، مروراً بتسليمها للإرهاب وانتهاء بإبعاد ابنائها الشرفاء من إدارتها وقيادتها. وطالما تآمرت هذه الأطراف وهذه الشخصيات على حضرموت إبّان حكم نظام المخلوع للبلاد.
واليوم، نؤكد على ان من نهب حضرموت سابقاً سيظل جزءا من الفساد القائم حتى وإن دخل في عباءة الشرعية، وسيبقى ركناً أساسياً من أركان التعطيل والتخريب والدمار. احزاب شيطانية وشخصيات خرجت من صفوف الشرّ والدمار، والتفرج على دور هذه الأحزاب وهذه الأطراف يعد ذنباً لا يُغتفر، وتاريخاً لا تمحيه الأيام وتغيير المواقف. وعلى هذا الأساس، نعتقد ان الويلات التي جلبها هؤلاء لحضرموت وللجنوب بشكل عام لن تستمر، لأن الخيارات متعددة والصبر سيبلغ منتهاه عند لحظة ما.
ان الدور السلبي الذي مارسته حكومة الشرعية في الجنوب بشكل عام وفي العاصمة عدن وحضرموت على وجه الخصوص قد ساهم في تسهيل زعزعة الأمن وتدمير المنجزات التي تحققت. هذا الدور السلبي الذي تمثل في فشل الحكومة في تأمين أدنى متطلبات المواطن البسيط، ناهيك عن الفشل الذريع في توفير الخدمات بل والتعمد في حرمان الناس وتعذيبهم هناك، بالإضافة الى الدور الأمني والعسكري الذي فشل في تأمين الناس وعرقلة عمل قوات الأمن وقوات النخبة في بسط الأمن والأمان.
نعوّل على جهود شعبنا الصابر، مقدّرين المعاناة التي يمرّ بها الناس. داعين الأمم المتحدة والفاعلين الدوليين ودول التحالف العربي الى التدخل ومساعدتنا على ردع الفساد وإيقاف الجريمة، وبناء المؤسسات المدنية والأمنية التي شاركت اطراف كثيرة في عرقلة بنائها وتعطيل عملها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى