أمام مكاتب الرعاية الاجتماعية في عدن.. يذل المواطن ويهان.. مسنون: نتعرض لسوء المعاملة والابتزاز مقابل حصولنا على الإعانة الفصلية ولا حياة لمن تنادي

> تقرير / وئام نجيب

> بين بؤس شديد ووسط طقس ساخن، يصطف المئات من المواطنين المسنين أمام مكتب الرعاية الاجتماعية في محافظة عدن، في انتظار إعانة مستحقة طال انتظارها، ليصطدموا بممارسات مهينة، وتصرفات مبتزة، جعلتهم يتكبدون المرارة والأسى أمام سيل من التجاوزات والسلوكيات غير المسؤولة من فوضى وسمسرة ما انفك يرتكبها بحقهم مجموعة من البلاطجة وعديمي الضمائر.
في الأسبوع قبل الماضي أعلنت مكاتب الرعاية الاجتماعية في عدن، والمحافظات المجاورة لها، عن بدء عملية صرف منحة مقدمة من البنك الدولي لمستفيذي صندوق الرعاية بعد عامين من إيقافها، والتي كانت في السابق تصرف لهم كل ثلاثة أشهر.
حالة من الاستياء سادت شرائح المسنين الذين اصطفوا طوابير تحت حرارة الشمس الحارقة، للحصول على مستحقات نقدية لثلاثة أشهر، نفذت بدعم من منظمة اليونيسيف، وتمويل الجمعية الدولية للتنمية بالبنك الدولي، والتي بسببها تجرعوا مشقة العناء والزحام والانتظار طويلاً في ظل أجواء مشحونة، لم تخلُ من وسائل الترويع وإطلاق الرصاص في الهواء.
«الأيام» قامت بالنزول الميداني لمقر الصرف في مدرسة الغرباني بمدينة كريتر، للاطلاع عن كثب على الأوضاع المتذمرة التي يمر بها جموع المواطنين المسنين أمام مقر الصرف، لسماع شكاويهم ونقل معاناتهم.
مسنين معاقين أمام مقر الصرف
مسنين معاقين أمام مقر الصرف

يقول الحاج صالح سليمان "عملت على تسجيل اسمي في ورقة تقييد الأسماء، وأحضر يومياً للمكوث أمام بوابة المقر من الساعة الخامسة فجراً وحتى السادسة مساء، في انتظار حصولي على مستحقاتي والعرق يتصبب من جسدي الذي أنهكه تعب السنين، فأنا كما ترون رجل مسن غير قادر على الوقوف طويلاً، ومع ذلك لم نجد من يحترم سني، بل على العكس يتعاملون معنا بطريقة سيئة، ويتم ابتزازنا من قبل عتاولة السماسرة الذين يطلبون منا مبالغ نقدية مقابل خدمتنا في الحصول على مستحقاتنا".
*تمزيق أوراق التسجيل
يتحدث الحاج سعيد أحمد عن المعاناة أمام مكتب الصرف، بالقول: "حضرت للتسجيل في سبيل الحصول على هذا المبلغ الزهيد نظراً للظروف المعيشية القاسية التي نعيشها، ونحن منذ فترة نداوم على تسجيل أسمائنا باستمرار حتى نتمكن من الوصول إلى البوابة الرئيسية، لنكتشف فيما بعد أن أوراق التسجيل يتم تمزيقها من قبل الحراس أنفسهم، والذين يعللون في كل مرة أن أسماءنا لم يتم تقييدها، ويجبروننا على التسجيل مرة أخرى، ويغلقون البوابة في وجوهنا بصورة استفزازية دون مراعاة لكبر سننا".
الحجة فيروز عبدالله، والتي تأتي بصورة دائمة في محاولة منها للحصول على المعونة الخاصة بها أفادت أن أسماءهم يتم إسقاطها وتمزيقها بتعمد.
ويتساءل المواطن محمد بن محمد، عن أسباب عدم توزيع العمل في أكثر من موقع صرف لتخفيف الازدحام والتقليل من الفوضى والطريقة غير الإنسانية التي يُعاملون بها من قبل موظفي الصرف وحراسة المقر.
*حراسة المقر وحدهم المستفيد
يشير المواطن مصطفى عبدالله إلى أن المستفيد الوحيد من عملية المماطلة هم حراس المقر، الذين قال إنهم يمارسون وسائل الابتزاز على المسنين، حيث يقولون إنهم سيقومون بإدخال المستفيدين بحسب الطابور، ويعملون خلسة على إدخال من يدفع لهم مبلغ 2000 ريال.. مضيفاً بأنه شاهد جنديا يصفع مسنا على ظهره.

تقول المواطنة أم عمرو "لم يسلم المقعدون المستفيدون من الإعانة الاجتماعية من تعاملات الحرس المهينة المتمثلة بتكريس وسائل المماطلة المستمرة"، ولفتت إلى أن الوكالة التي بحوزة بعض أبناء المرضى المسنين يتم رفضها، ويطلبون وكالة معمدة من المحكمة، والمحكمة ذاتها مغلقة.
وتقول المواطنة أم أمين "منذ أكثر من أسبوع وأنا أقوم بتسجيل أسمي كغيري، وهناك من يذهب تعبه هباء"، متسائلة: إن كانت عملية الصرف ستستأنف عقب إجازة العيد حتى يتسنى لهم الحصول عليها، أم أن الأموال ستذهب في أدراج الرياح.
يشير المواطن عبده سالم إلى أن عملية دخول المواطنين إلى لجان الصرف تتصف بالعشوائية وسوء التنظيم والأمانة، وقال: "علي أن أدفع من جيبي لهؤلاء السماسرة والبلاطجة حتى أتمكن من استلام مخصص الإعانة".
ويختتم قوله: "لقد سئمنا من هذا الوضع المهين، وبلغ بنا التعب مبلغا كبيرا فقدنا خلاله كرامتنا وآدميتنا، ولا حياة في من تنادي!!".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى