قصة شهيد.. معتز سعيد عبدالله عمر (شهيد العزة)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> أمٌ وهبت حياتها لعدن في تربية الأجيال، فكان أبناؤها في مقدمة الصفوف لحماية عدن.. كيف لا؟! وهي من علمت الأجيال ماذا يعني حب الوطن وما معنى العزة والكرامة.. الاستاذة مريم الوهابي، مديرة مدرسة أبو بكر الصديق في مديرية المعلا، أم الشهيد معتز والجريح عبدالله من أبناء مدينة القلوعة.
ابنها الشهيد معتز سعيد عبدالله عمر، من مواليد 1987م، أكمل دراسته الجامعية في الإعلام قسم علاقات عامة، وأحد الناشطين في الحراك الجنوبي، التحق بالمقاومة منذ بداية غزو مليشيات الحوثي وقوات صالح لعدن، وكان هو وأخواه “عبدالله وفيصل” في مقدمة صفوف شباب المقاومة لصد العدوان الغاشم.
تقول الأستاذة مريم: “أبنائي كانوا في مقدمة الصفوف، استشهد ابني معتز في حين كان أخوه عبدالله مصابا إصابة خطيرة في جبهة المطار بخورمكسر، حيث خرجت أمعاؤه من بطنه، وقمت بمعالجته في الأردن إلا أن وضعه صعب جداً وهو شبه معاق الآن.
ابني معتز استشهد وهو يقاتل في جبهة “حجيف” بالمعلا، وعلمت من أصدقائه أنه كان هناك (جدار) في حي “البار هاوس” بالقرب من حي “حجيف” يحول بين شباب المقاومة وبين العدو، قام ابني معتز بتكسير جزء من هذا الجدار من أجل أن ينفذ زملاؤه في المقاومة منه للوصول إلى المواقع التي يختبئ فيها العناصر الحوثية وقوات صالح المعتدية”.
ويقول صديقه علي شكري: “منذ اللحظات الأولى التي شنت فيها مليشيات الحوثي وقوات صالح الغازية هجومها على عدن انخرطنا في المقاومة الشبابية للدفاع عن مدينتنا عدن، حيث كان الجميع يتأهب لصد ذلك الهجوم على الرغم من قلة خبرتنا العسكرية، لكن كنا متحمسين وغيورين على ديننا وأرضنا وعرضنا، فشاركنا في أغلب الجبهات وكانت إحدى محطاتنا هي جبهة حجيف بالمعلا حيث صمدنا بها ما يقارب الشهر، وبعد سقوطها نتيجة لقلة أسلحتنا ونفاد ذخيرتنا انتقلنا إلى جبهة البساتين وجبهة العصيمي وشاركنا فيها مع الشيخ أحمد البصيري، وبعدها انتقلنا إلى جبهة المطار وشاركنا مع البطل القائد الجمهوري في الجبهة التي بجانب (شبك المطار) وكانت الاشتباكات شديدة جدا في تلك الأيام وكنا لا نرى أهلنا لأيام عديدة”.
ويضيف علي شكري: “بعدها جاءنا الفرج وبدأنا ننتصر، وكان الشهيد معتز من أوائل شباب المقاومة الذين دخلوا المطار بالمدرعات الإماراتية وانتصرنا في تلك المعركة بعون الله وتوفيقه ثم بعزيمة شبابنا وقوتهم وإرادتهم وحماسهم. وفي ذلك اليوم من شدة فرحتنا كنا نقول باقي القلوعة يجب أن نطرد مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح منها، كنا متحمسين جداً في طردهم، فهذه أرضنا وهم أحرقوها ودمروها وقتلوا خيرة شبابها وشردوا أهلها”.
وأردف: “بعدها بحمد الله استطعنا دخول المعلا حسب الخطة وطردنا منها العدو بعد معارك دامية استشهد فيها عدد من شباب المقاومة.. وفي ليلة عيد الفطر - حينها - تمكنا من الدخول إلى القلوعة بعد معارك أشد من ذي قبل، واستطعنا من خلالها تطهير القلوعة منهم، وكنا نقول لبعضنا سنصلي العيد في القلوعة، وعلينا أن ننتصر عليهم وبحمدالله وتوفيقه انتصرنا في القوعة أيضاً وطردنا العدو الغاشم منها.
وبعد هذا الانتصار كان الشهيد معتز (رحمة الله) يقول لي بحماس “لم يتبق لنا سوى التواهي، إن شاء الله سنحررها”، وبالفعل كانت هناك خطة بأن يقوم شباب المقاومة بهجوم حيث كان التمركز بالقرب من قاعة (ليلتي) وأمام محطة “سهيل” للبترول، وبدأت الهجمة في 2015/7/19، وكان يوم استشهاد معتز، حيث كان في الصفوف الأولى، وبدأنا الهجوم حتى وصلنا حي “حجيف”، وكانت المعركة شديدة وتمكن معتز من قتل أحد عناصر الحوثي المختبئين في حي حجيف، وكان يقول “الله أكبر قتلته”، وما هي إلا ثوان إلا والرصاص ينهال علينا وقذائف الـ“آر بي جي” تسقط علينا، فأصيب زميلنا “أحمد سلطان” بالقرب من أحد المنازل ولم نستطع إخراجه، حاول معتز التسلل إلى موقع الجندي الحوثي الذي أطلق قذائف الـ“آر بي جي”، لأخذ السلاح الذي كان معه وبسببه أصيب زميلنا “أحمد سلطان”، وفجأة أثناء تسلل معتز أصيب في إحدى رجليه، فرددنا على مصدر الطلقة بقوة حتى يتمكن معتز من العودة إلينا، وكنا نسمع صوته وهو يقول: “أصبت برجلي”، وكثفنا من الضرب إلا أن القناص أصاب معتز برصاصة ثانية قاتلة برأسه، بعدها صرخنا جميعاً “الله أكبر، الله أكبر”، واشتعلت المعركة بقوة وانتشلنا جثته من موقع المعركة”.
معتز من أوائل الشهداء في تحرير التواهي، حيث استشهد في جبهة حجيف بالمعلا على مدخل مديرية التواهي، كان حلمه أن يرى عدن محررة بالكامل، وحينها لم يتبق من تحقيق حلمه سوى خطوة يسيرة، إلا أن الله عز وجل اختاره قبل ذلك.
نم قرير العين يا معتز، فحن اليوم معتزون باستشهادك!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى