وفاة أحد أبرز مؤسسي الحركة النقابية العمالية في عدن «باشرين» - سيرة ذاتية

> صنعاء/ عدن «الأيام» خاص

> شيعت أمس الجمعة جموع غفيرة في صنعاء جثمان المناضل والشخصية الوطنية والنقابية البارزة في عدن واليمن محمد سعيد باشرين، الذي توفي مساء أمس الأول الخميس بعد معاناة مريرة مع المرض عن عمر ناهز الـ80 عاما.
وأقيمت الصلاة على روح الفقيد بعد صلاة أمس الجمعة في جامع الإحسان الواقع بجانب بريد ظهر حمير في المدينة السكنية بحي سعوان في صنعاء.
وتتقبل أسرة الفقيد العزاء في قاعة دريم الكائنة بالحي نفسه. كما يقام العزاء اليوم السبت في مقر منظمة الحزب الاشتراكي بالمعلا عدن، ليوم واحد.
وأصدرت العديد من الكيانات النقابية بيانات نعي، عبرت جميعها عن أحزانهم ومصابهم الجلل برحيل المناضل الباشرين، الذي يعد أحد أبرز القيادات المؤسسة للحركة العمالية والنضالية إبان فترة الاستعمار البريطاني لعدن.
أسرة «الأيام» تتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد سائلة المولى أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويلهم أهله الصبر والسلوان.
في ما يلي السيرة الذاتية للفقيد:
*الولادة والنشأة
ولد محمد سعيد باشرين يوم 26 / 3/ 1938 حيث نشأ في كنف اسرته المعروفة في حواري مدينة كريتر العريقة التي يفوح منها عبق التاريخ ورياحين الأصالة، وتنقل بين مدارس كريتر لإكمال مراحل التعليم العام وسط مناخ مجتمع مدني نشطت من خلاله مؤسساته التي استقطبت كافة الشباب الذين وجدوا أنفسهم ناشطين ومتحمسين، فمنهم من تعاطف مع هذا التيار ومنهم من انجرف مع ذلك التيار، وكانت المرحلة مرحلة تباين الأفكار ومقارعة الأقلام وتعدد الصحافة وتعددية الأحزاب.
التحق محمد سعيد باشرين بخدمة “شركة بي بي التواهي” في الفترة من عام 1957 حتى عام 1962، وكان خلال تلك الفترة ناشطا نقابيا غير متفرغ للعمل النقابي، ومتفاعلا مع المتغيرات المحلية والقومية، لاسيما وأن ثورة 23 يوليو المصرية قد تأسست في نفوس العرب من خلال إذاعة «صوت العرب” ووسائل الإعلام المصرية التي كان طابع عملها دعائيا وتحريضيا أتى أكله، وانتشر في الوسط القومي انتشار النار في الهشيم.
بدأت تجربته وسط مجتمع نابض بالحياة، مجتمع التضحيات، مجتمع بادر رجاله الأشاوس بتحمل الراية، وكان قصب السبق من نصيب السيد زين صادق الأهدل ومحمد صالح سعيد وصالح عوض الحضرمي الذين أسسوا أول نقابة للنجارين عام 1952م بتأثير من حزب رابطة أبناء الجنوب الذي أعلن عن تاسيسه عام 1951 وكانت سبقتها “جمعية الملح” عام 1948 وجمعية الدراجات عام 1948، وفي العام نفسه تأسست جمعية عمال سلطة ضواحي الشيخ عثمان وعند تأسيس مؤتمر عدن للنقابات ADEN TRADE UNION CONGRESS في 3 / 3/ 1956 أصبح السيد زين صادق الأهدل، يرحمه الله، أول رئيس لمؤتمر عدن للنقابات ثم سلم الراية بعد ذلك للشهيد علي حسين قاضي وعبدالله عبدالمجيد الأصنج.
*مراحل النضال والاعتقال
خاض محمد سعيد باشرين أول تجربة مسؤولة وجادة عندما تفرغ للعمل النقابي والوطني وترك مجال الوظيفة بكل مزاياها ومغرياتها، فكان من المؤسسين لنقابة عمال البترول، وتبوأ منصب أمين عام النقابة من عام 1962م حتى عام 1964م وأصبح بعد ذلك أمين عام النقابة العامة للميناء والمواصلات خلال الفترة 1964 - 1967.
على الصعيدين المركزي والإقليمي كان محمد سعيد باشرين مساعد الأمين العام للمؤتمر العمالي خلال الفترة 1962 - 1967، وكان كذلك مساعد الأمين العام للمؤتمر العمالي خلال الفترة 1962 - 1967م ونائب رئيس الاتحاد الدولي لنقابات البترول بالقاهرة 1962 - 1964 وعضو المجلس التنفيذي لاتحاد العمال العرب خلال الفترة 1963 - 1967 وعضو المجلس التنفيذي لاتحاد العمال العرب خلال الفترة 1963 - 1967، واكتسب خلال تلك الفترة تراكما معرفيا وخبرة عملية في مجال النقابات والمفاوضات، وسيفرد التاريخ صفحات شاهدات على كل ما قدمه باشرين على الصعيدين القطري والقومي.
*باشرين ناشطا سياسيا وصحفيا
اقتضت تجربة العمل الوطني وضع خط يفصل العمل النقابي عن العمل السياسي عندما وجد الناشطون أمام مساءلة السلطات البريطانية أن ممارسة السياسة من داخل النقابات تعتبر من الأمور المحظورة، ولذلك قام حزب الشعب الاشتراكي بزعامة الشخصية الوطنية المعروفة عبدالله عبدالمجيد الأصنج في بداية الفصل الأخير من عام 1962 والذي جاء امتدادا للجبهة الوطنية المتحدة، واندمج ذلك الحزب لاحقا مع عدد من الشخصيات السياسية والسلاطينية لتشكيل “منظمة تحرير الجنوب اليمني المحتل”، التي توحدت مع “الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني”. NLF وقيام جبهة تحرير للجنوب اليمني المحتلFLOSY في 13 يناير 1966.
ووسط هذه المتغيرات الدراماتيكية والساخنة حمل باشرين روحه في كفه ليخوض المعمعة التي آثرت الرصاص لغة للتفاهم و«الدم» وسيلة للتخاطب، وكانت مرحلة من أصعب وأعقد المراحل مرت أيامها بمرارة تمثلت بالخبر اليومي المعتاد: “أطلق مجهول النار على فلان وأرداه قتيلاً”، وخسرت البلاد كوكبة من خيرة رجالها في حرب استنزاف أتت بخسائر فادحة دفع ثمنها أيتام وأرامل.
قبل باشرين بخوض المجهول الذي لا مفر منه وكان بين برهة وأخرى يتوقع أحد أمرين إما الاعتقال او استشهاد الأبطال، إلا أن ما كتب له هو الاعتقال في مراكز الاحتجاز البريطانية.
ولعبت الصحافة دوراً مؤثراً في توصيل أفكار وأخبار المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويقترن ذلك الدور بمهارة القدرات في طرح تلك الأفكار، وتوظيف تلك الأخبار لصنع رأي وتفاعل متعاطف مع هذه المؤسسات أو تلك، لذلك ظهرت جريدة (العامل) لسان حال المؤتمر العمالي، وكان محد سعيد باشرين رئيس تحرير في مرحلة الصراع الداخلي وكانت المهمة غير عادية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى