قصة شهيد.. أحمد علي سعيد سالم البان (الشهيد المُسعف)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> ستنفر الجنوب في كل محافظاته بعد إعلان الحرب عليه، وشارك الجميع في تلك المعارك، النساء كانت تقدم الغذاء للأبطال، والشباب يقاتلون في الجبهات، وكل واحد منهم ترك عمله وشارك في عملية مواجهة العدوان، منهم الأطباء والطواقم الإسعافية والتمريضية التي قامت بتجهيز مواقع لها بأبسط الإمكانيات بعد أن تم استهداف المستشفيات والمجمعات، كانت تلك الطواقم تستقبل الجرحى وتقوم بمعالجتهم، وبعض المسعفين التحقوا بالجبهات من أجل تقديم المساعدة الأولية في الإسعاف للجرحى بساحة المعركة، ومن ثم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
الشهيد أحمد علي سعيد سالم البان من مواليد 1994 من قرية الحمراء محافظة لحج أحد العاملين في هذه الطواقم التي تعمل على تقديم المساعدة وإسعاف الجرحى، فهو ينحدر من أسرة متعلمة مناضلة، قدمت العديد من الشهداء، منهم عمه الشهيد سالم سعيد سالم البان والشهيد أحمد سعيد سالم البان اللذان استشهدا في سنوات ماضية، الشهيد يمتاز بأخلاقه العالية بين أصدقائه، ومن الطلاب المتفوقين في دراستهم، أكمل دراسته الأساسية والثانوية في قرية الحمراء، ثم التحق للدراسة في معهد التفوق محافظة لحج، ونال شهادة دبلوم عالي باللغة الإنجليزية، وبعد ذلك التحق بالدراسة في معهد أمين ناشر للعلوم الصحية، قسم مختبرات، ولم يكمل الدراسة بسبب اندلاع الحرب في نهاية شهر مارس من العام 2015م.
يقول شقيقه معتز: "كان أخي الشهيد ـ رحمة الله عليه ـ من الشباب النشط والمثابر فقد شارك بالعديد من البطولات الرياضية، وكان لاعبا لنادي النصر الرياضي قرية الحمراء واشترك بالعديد من البطولات الأهلية لكرة القدم وكرة اليد وكرة الطائرة في بطولات شعبية أو رسمية في إطار المحافظة".
ويضيف معتز: "وفي هذه الحرب الظالمة التي شنتها مليشيات الحوثي الانقلابية وقوات نظام صالح على أرض الجنوب تأهب لها كل الشباب فصمدوا في خنادق القتال للدفاع عن الدين والأرض والعرض، وكان الشهيد من بين هؤلاء، بدأ في المجال الصحي، فقد كان يقوم بدور مهم مع مجموعة من الشباب في الوحدة الصحية لقرية الحمراء، التي كانت بمثابة المستشفى الميداني للمقاومة، حيث يقومون بدور فعال في علاج المصابين الذين تعرضت منازلهم للقصف، والقيام بالإسعافات الأولية لإنقاذهم، وبعد سقوط المقاومة في لحج نزحت أسرتنا إلى محافظة عدن".
ويواصل أخو الشهيد قائلا: "وفي يوم معركة تحرير مدينة خورمكسر محافظة عدن الأربعاء بتاريخ 15/7/2015م خرج من المنزل مسرعاً وحمل سلاحه، وقالي لي بأنه سيشارك في عملية تحرير مديرية خورمكسر، وطلبت منه توخي الحذر، كون القناصة منتشرة في كل مكان في المديرية، وبعدها بساعات أبلغونا بأن أخي ارتقى شهيدا لله سبحانه وتعالى بطلقة قناص في القلب أدت إلى وفاته مباشرة، وتم دفنه في مقبرة (أبو حربة) يوم الخميس بتاريخ 16/7/2015م".
مواقف بطولية من شباب الجنوب لم يثنهم نزوحهم من مناطقهم وترك منازلهم حتى أنهم لم يأخذوا قسطا من استراحة المحارب، فشباب الجنوب أثبتوا للعالم بأن أرض الجنوب أغلى من أرواحهم، فنم يا شهدينا بسلام، تحررت الجنوب بعد أن ارتوت بدمائكم الطاهرة الزكية، نسأل الله تعالى أن يتقبله بواسع رحمته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى