قصة شهيد.. أديب أبو بكر اللوزي (الشهيد المقدام)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> عام 2015م فقد الجنوب العديد من شبابه ورجاله إثر حرب غاشمة أعلنتها قوات غاشمة في شمال اليمن متمثلة في مليشيات الحوثي الانقلابية وقوات نظام المخلوع صالح الظالم للجنوب خلال سنوات ما تسمى بالوحدة بين الشطرين.
وفي عدن فقدت العديد من الأسر عائلها الوحيد (بعد الله تعالى) بسبب تلك الحرب الظالمة وغير المتكافئة التي شنتها المليشيات الهمجية على المدينة وأبنائها في 2015.. وتصدى لتلك القوات أبناء عدن الأبطال الذين كان كل همهم التصدي لتلك المجاميع الغاشمة المدججة بالسلاح، ومنعهم من اجتياح مدنهم، فلم يفكروا في أسرهم وأبنائهم، ولم يهابوا الموت، بل قدموا أرواحهم فداء للدين والأرض والعرض.
الشهيد أديب أبوبكر اللوزي من مواليد 1987م بمدينة الحوطة محافظة لحج، خريج دبلوم محاسبة (المعهد الوطني)، كان يمتلك بقالة يعمل فيها لتوفير لقمة العيش، متزوج ولديه ولدان.
وعندما شنت الحرب على الجنوب وعمت الفوضى آنذاك في مدينة عدن، وبدأ أصحاب النفوس الدنيئة بنهب المرافق الحكومية والممتلكات الخاصة قام أديب بجمع كل محتويات صيدلية والده إلى المنزل حتى لا تتعرض للسرقة هي الأخرى.
تقول شقيقته: “عندما بدأت مليشيات الحوثي وقوات صالح باجتياح مدينة الحوطة وكانت تقوم بقصف الأحياء السكنية في المدينة، حينها تصدى شباب المقاومة في المدينة لتلك المليشيات الغاشمة ودارت مواجهات واشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسقط عدد من الجرحى بين صفوف شباب المقاومة، كان أخي أديب يقوم بتقديم الإسعافات الأولية لرفاقه الجرحى، وكان يقول: “طالما وأن والدي رفض السماح لي بالالتحاق بالجهاد سأقوم بمساعدة الشباب من خلال عمليات الإسعافات الأولية للجرحى”، وتبرع بذخيرة (رصاص) كانت لديه لشباب المقاومة”.
وتضيف: “بعد اشتداد المعارك نزحت أسرتنا إلى محافظة عدن في مدينة الشيخ عثمان، وكان أخي أديب معنا، إلا أنه كان قلقا على شباب المقاومة في لحج، فكان يتصل بهم باستمرار للاطمئنان عليهم.. وفي الشيخ عثمان تعرف على شباب المقاومة هناك ولقبوه بـ(أديب اللحجي)، وكان يطلعهم على كل تفاصيل المعارك الدائرة في لحج، ويعلمهم بكل التفاصيل عن الشباب هناك”.
وأردفت: “بإحدى الجبهات في لحج كانت المعارك شديدة وعصيبة وأصيب صديق أخي أديب وعدد من الشباب وتم نقل الجرحى إلى مستشفى “أطباء بلا حدود” الذي كان مقره في عدن، وكان يزور الجرحى ويرعاهم حتى استشهد صديقه (نديم القاضي)، فحزن أخي لفراقه كثيراً، وعندما كان يسمع أن هناك جرحى تم نقلهم من لحج إلى مستشفيات عدن كان يذهب إليهم ليقدم لهم العون حسب إمكانياته.. وعندما اشتد الوضع وزاد الحصار نزحت أسرتنا مرة ثانية إلى محافظة إب، ورفض أخي أديب النزوح معنا، وكان يقول: كيف نقاتلهم ونروح عندهم؟!”.
واستطردت: “فلم ينزح معنا أديب وبقي في عدن، وكان يعمل مع الشباب أولا في محطة بترول ومن ثم يقوم بالتناوب مع الشباب على نقاط التفتيش ومنها نقطة السنافر، وظل يتردد على جبهة جعولة مع زملائه وشباب حي السنافر.. كان أخي متحمسا جداً في الالتحاق بالجبهات، وقبل استشهاده بعدة أيام ترك تسجيلا صوتيا لأمي وأبي، يعتذر منهما ويطلب المسامحة في حال أنه استشهد وأنه سيكون لهما شفيعا يوم القيامة، وإذا عاد سيكون بطلا”.
وفي صباح يوم 2 /8 /2015 مر عليه زملاؤه كعادتهم ليذهبوا إلى جبهة جعولة لتمشيط المنطقة من فلول المليشيات الحوثية الهاربة بعد دحرهم وهزيمتهم، كان يتقدم بشجاعة وطلب منه زملاؤه عدم التقدم كون بعض عناصر الحوثي تختبئ خلف الأشجار، إلا أنه رفض التراجع وخرج أحد عناصر الحوثي من خلف إحدى الأشجار وأطلق الرصاص على أديب فسقط شهيدا على إثرها، وحاول أحد أصدقائه إنقاذه ويدعى “أوس” إلا أنه هو الآخر تلقى طلقات من الرصاص واستشهد أيضاً.. فنزل خبر استشهاده كالصاعقة على أسرتنا وعلى أصدقائه، وتم دفن أديب وصديقه “أوس” في مقبرة الشهداء (أبو حربة).. نسأل الله أن يتقبلهما شهيدين”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى