قصة شهيد.. سامي مراد علي حميد (اتفاق على الشهادة)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> اتفق الشقيقان إن استشهد أحداهما يكون شفيعا للآخر فكان الاستشهاد من نصيب سامي، الشقيق الأصغر لشوقي، شاركا في العديد من الجبهات وكانت أبرزها جبهة الحمراء على مدخل المعلا بالقرب من جبل حديد، حيث حُصر هو وعدد من زملائه، وبعد معركة شديدة استمرت لساعات استطاعوا أن يفكوا الحصار عنهم وينسحبوا من الموقع بمساعدة الدبابة التي كانت معهم، وبالمقابل سقط الموقع في يد مليشيات الحوثي وقوات نظام صالح.
وانتقل بعدها هو وزملاؤه للتعزيز في جبهة العقبة، الواقعة على مدخل المعلا وكريتر، وهناك دارت معارك شديدة، والمعارك لم تكن متكافئة بين جيش مدرب وشباب يدافعون عن وطنهم بشكل عفوي، وأول مرة يستخدمون السلاح، وهنا سقطت العقبة بيد العدو.
اشتدت المعارك وكثف العدو هجومه على مديرية المعلا لاقتحامها من العقبة ومن الطريق المؤدي للدكة بالقرب من جبل حديد، والطريق الخلفي، وهو طريق الميناء الذي ارتكب فيه العدو مجازر بحق شباب المقاومة.
وبدأت المعارك تتركز في جبهة الدكة والميناء في محاولة من العدو لاقتحام الدكة والطريق الخلفي لمدينة المعلا، تمهيداً لدخول الشارع الرئيسي، وهنا دارات معارك عنيفة كان سامي ذو الـ(24) عاماً أحد أبطالها، حيث كان شجاعا مقداما لا يهاب الموت، وكان يتمنى الشهادة في سبيل الله، وأثناء المعركة غير المتكافئة طلب قائد المقاومة الجنوبية تعزيزا، كون الذخيرة نفدت، وعدد الشباب لن يكفي لمواجهة العدو، فكان من بين الشباب الذين لبوا النداء شقيق سامي (شوقي)، وبحماس كبير أراد شوقي أن يصل لأخيه سامي، الذي كان بأحد الأزقة، وبينما كان يقف شوقي بالقرب من إشارة المرور نادى سامي على شقيقه طالباً منه أن يقف مكانه فهناك قناص يتربص بالمارة.
وبعد لحظات استطاع سامي أن يصل إلى شقيقه وأصر أن يرى موقع القناص بعينه، وبالفعل استطاع تحديد مكانه، وقال لشقيقه وزملائه إن القناص أحد عناصر الحرس الجمهوري، عرفه من هيئته ولبسه، وبجانيه أحد عناصر مليشيات الحوثي الانقلابية.
طلب سامي من قائد مجموعته أن يقوم بإرباك القناص من خلال التشويش عليه، وكانت الخطة أن يدخل سامي وصديقه عمر المسبحي وأحد شباب المقاومة يدعى عبدالناصر، يعمل في المرور، إلى حوش الدكة (معرض سيارات)، وهناك وجدوا مسنا مصابا برصاصة في قدمة، حيث كان يحرس المعرض وتم إسعاف المصاب.
وفي اليوم الثاني بتاريخ 5/4/2015م قررت مليشيات الحوثي اقتحام الميناء وحي الدكة، واشتددت المعركة وأصيب صديق سامي واستطاع أن يسعفه إلى السيارة وطلب صديقه منه أن يذهب معه إلى المستشفى لكن سامي رفض.
لحظات وبدأت دبابات العدو تتقدم وبجانبها عدد من المشاة من عناصر الحوثي وقوات صالح لم يستطع سامي أن يرى هذا المنظر أخذ موقعا له تحت إحدى الأشجار وهناك بدأ يطلق الرصاص على المشاة إلا أن رصاصة قناصة استقرت برأسه، نقل على إثرها للمستشفى، وبقي شقيه معه ولم يتركه، وفارق الحياة في اليوم الثاني من إصابته.
استشهد سامي الذي كان الذراع الأيمن لشقيقه شوقي في مواجهة أعباء الحياة، نسأل الله أن يتقبله شهيدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى