قصة شهيد.. محمد صالح حليس (الأب والابن وحب عدن)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> كان الأب بجانب ابنه يحملان السلاح في الجبهات مؤازرين بعضهم لبعض بجانب شباب المقاومة في عدن، لحمة وطنية مرت بها مدينة عدن، الأب بجانب أبيه، والأخ بجانب أخيه، والجار بجانب جاره، والمدرس بجانب الطالب، والمدير بجانب الموظف، جميعهم بجانب بعض في الجبهات وخلف المتارس لحماية مدينة عدن من عدو بربري غاشم متعطش للدماء.
محمد حليس وابنه شاركا في العديد من الجبهات، حيث ساعد محمد شباب المقاومة في المعلا والقلوعة، ولم يواجه العدو بسلاحه فقط، بل بخبرته العسكرية، كونه يحمل رتبة مقدم أول.
تقول ابنته: "كنت أقول له يا أبي تم إيقاف راتبك، ونحن في وضع حرب، وأنت تذهب للعمل لتحرس المطابع؟! كان يرد عليَّ بصوت حنون: يا ابنتي سيتم صرف الراتب، بإذن الله، سواء بعد يوم أو شهر أو سنة، لكن الواجب واجب، والمطابع التي في مطابع الكتاب غالية جداً، وهي ضمن خمس مطابع في الجمهورية، وإذا تركتها دون حراسة سيقوم البلاطجة بتفكيكها وسرقتها، ولن نجد مطابع تطبع لطلاب المدارس بعد ذلك.. أبي متفانٍ في عمله، وهو المسؤول عن حراسة مبنى مؤسسة مطابع الكتاب".
في تاريخ 16/4/2015خرج محمد صالح حليس وابنته، التي رفضت أن تتركه يذهب في ذلك اليوم وحيداً لعمله بعد أن انقطعت الكهرباء، وهما في السيارة بجانب الطريق المؤدي للمطاحن في القلوعة أنارت الكهرباء، وطلب حليس من ابنته أن تذهب إلى بيت عمتها، ثم تركها هناك، وتوجه هو إلى مبنى المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي بالمعلا بجانب صحيفة 14 أكتوبر، ليمارس عمله كحارس للمبنى.
وعند وصوله إلى جولة الشيخ إسحاق تلقى رصاصة غادرة من قناص كان يتربص بالحي ويقتل كل من يمر من أمامه، ولم يكتفِ العدو بذلك، فقد قام بحجز جثة الشهيد حليس ورفض تسليمها لأهله، وعند ذلك تدخل الهلال الأحمر اليمني، وقد نشرت العديد من المواقع الإخبارية ـ نقلا عن المسعفين آنذاك ـ أن جنودا من القوات الموالية للحوثيين احتجزت جثة الشهيد محمد صالح حليس بعد استشهاده برصاص قناص من هذه القوات، وطلبت من أسرته إحضار كميات من الديزل لتسلم جثته، إلا أن أسرته رفضوا، حينها تدخل الهلال الأحمر اليمني، وتم التفاوض مع العدو، وسمح لهم بعد يوم استلام جثة أبيهم.
لم تلتئم جراح أسرة الشهيد محمد حليس في فقدانه حتى صعقوا بخير استشهاد ابنه هاشم بتاريخ 19 /12/2016م متأثرا بجراحه بعد إصابته بنزيف بالدماغ، جراء التفجير الإرهابي، الذي استهدف عشرات الجنود بالقرب من معسكر الصولبان لمقابلة اللجنة الإماراتية.
هاشم أحد شباب المقاومة في القلوعة عاش فرحة التحرير فيها وساعد زملاءه في تمشيط القلوعة من فلول العدو، ولكن لم تكتمل فرحته في أن يرى كل محافظات الجنوب محررة، نسأل الله أن يتقبلهما شهيدين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى