قصة شهيد.. سمير علي محمد الصبيحي ( الشهيد الشيخ )

> تكتبها \خديجة بن بريك

> لم يتخيل هاني علي محمد عبده بأنه سيفقد أخاه أمام عينيه وسيصاب هو بشظية تكاد أن تلامس قلبه لولا أن لطف الله به، إنهالت القذائف على الموقع الذي كان يتمركز فيه شباب المقاومة الجنوبية بجانب مركز البريد القديم في دارسعد، حيث كان يقف الشهيد منيف الصبيحي - الذي نشرنا قصته سابقا – والشهيد سمير علي عبده الصبيحي.
يقول هاني الصبيحي: "أخي سمير علي، أو كما يناديه الجميع بالشيخ سمير، من مواليد 1972م في منطقة الفرشة مديرية طور الباحة محافظة لحج، انتقل إلى عدن تحديدا في دارسعد في عام 1982م برفقة عائلته المكونة من والديه وسبعة أشقاء، الذكور منهم خمسة".
ويضيف أخوه: "لم تكن بدايات الشهيد في صد العدوان الغاشم في عام 2015م وإنما كانت له صولات وجولات في عام 1994م، إذ شارك مع الجيش الجنوبي آنذاك في صد هجوم قوات نظام صالح".
ويردف قائلا: "في بداية اندلاع الحرب كان الشهيد من أوائل الذين شاركوا في اللجان الشعبية وفي عدد من الجبهات، وقد كان معه زملاؤه وبعض أقربائه، حيث شاركوا جميعا في تلك المعارك، منها جبهة مديرية دارسعد أثناء الحرب في عام 2015م، وكان الجميع يشهد له بشجاعته وبطولته في المعارك، حيث كان لديه إصرار وأمل كبير بتحرير عدن من العدو الغاشم".
واختتم قائلا: "وفي تاريخ 19/7/2015م كانت عدن تحتفل ببشائر النصر وتتوالى الانتصارات وتحرير المدن، إلا أن بعض فلول المليشيات الانقلابية تختبئ في بعض الأوكار، حيث تتربص بفرائسها لتنقض عليهم وتخلف القتلى، وفي الساعة الواحدة ظهراً من نفس اليوم تعرضت مديرية دارسعد لهجوم عنيف بالقذائف خلفت العديد من الجرحى والشهداء، خرجنا أنا وأخي الشهيد الشيخ سمير من المنزل ومعنا سلاحنا، فالتقينا بالشهيد منيف، وبدأنا بإسعاف المصابين ونقل الشهداء من جبهة الكراع ومن جميع الأحياء التي تعرضت لقذائف المليشيات الانقلابية ونقلهم لأماكن آمنة، تمهيداً لنقلهم للمستشفى، وعندما كنا بجانب البريد القديم في دارسعد سمعنا صوت انفجار، وتبعثر كل شيء من حولنا، ووقعنا على الأرض، فقد سقطت قذيفة بالقرب منا استشهد أخي الشيخ سمير على إثرها، حيث اختراقت رأسه شظية، كما استشهد صديقه منيف وأصبت أنا بشظية اخترقت صدري تحت القلب".
المليشيات الانقلابية كانت تقصف المدن بكل أنواع القذائف، حيث سعت للانتقام من المقاومة الجنوبية التي سطرت أروع الملاحم والبطولات من قبل شباب لا يعرف حمل السلاح، علموا العالم معنى المواجة والصمود والتحدي أمام جيش جرار يمتلك كل الإمكانيات من الخبرات العسكرية المحلية والخارجية، ومن الآليات التي كانت من المفترض أن تستخدم لحماية الشعب، إلا أنها استخدمتها ضد شعب أعزل لم يفكر يوماً بأن يحمل السلاح، فمدينتهم مدينة الحب والسلام، مدينة التعايش السلمي وتعايش الأديان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى