قصة شهيد "علي محمد عبد الكريم" (شهيد الواجب)

> تكتبها \خديجة بن بريك

> صوت دوي انفجار كبير، وألسنة النيران في الأرجاء، ودخان أسود كثيف يتصاعد إلى السماء، وعمت الفوضى أرجاء مصافي عدن.. فمليشيات الحوثي وقوات نظام المخلوع صالح قامت بقصف ميناء الزيت بمديرية المعلا في تاريخ 2015/6/27.
وأدى ذلك إلى احتراق أنابيب وصهريج النفط الخام، وكادت تلك الحادثة أن تنذر بكارثة بيئية كبيرة تحل على مدينة عدن.. حاول الجميع إخماد تلك ألسنة اللهب المتصاعدة إلا أنهم لم يستطيعوا ذلك، فقد كان الحريق كبيرا، فباءت كل محاولات إطفائه بالفشل.. حينها حضر إلى موقع الحريق المهندس علي محمد عبدالكريم، فحاول جاهداً إعطاء التعليمات للسلامة في إخماد تلك الحرائق وكيفية محاصرتها، لم يستطع المهندس علي أن يقف مكتوف اليدين، خاصة وأن المهمة كانت صعبة، فالمطلوب هو إغلاق صمامات الصهريج الذي تم قصفه حتى لا يتوسع الحريق ويؤدي بالتالي إلى كارثة حقيقية تعم محافظة عدن.
دخل المهندس علي محمد عبدالكريم وسط الدخان الكثيف محاولا الوصول إلى صمام الصهريج، وبالفعل استطاع أن يصل إليه وقام بإغلاقه، إلا أنه سقط على الأرض بعد إغلاق الصمام مغشيا عليه جراء استنشاقه كمية كبيرة من ذلك الدخان المنبعث من محروقات النفط الذي حاصره أثناء تأديته واجبه الوطني والعملي بإغلاق الصمام قبل أن تعم الحرائق كل المكان، واستشهد المهندس علي إثر استنشاقه تلك الأدخنة السامة.
المليشيات الانقلابية الغاشمة حينما شعرت بأنها بدأت تفقد السيطرة على العديد من المواقع التي كانت تسيطر عليها بسبب قوة صمود واستبسال شباب المقاومة الجنوبية على الرغم من قلة أسلحتهم وذخائرهم، حينها قامت المليشيات الحوثية الغازية بقصف عشوائي لكل مديريات عدن بصواريخ الكاتيوشا بطريقة هستيرية وكثفت قصفها على ميناء الزيت بطريقة انتقامية في محاولة منها للقضاء عليه وتدميره وإحراق مدينة عدن عن طريق إحراق الميناء لتعم المدينة كارثة بيئة، ولم تكتف تلك القوات الوحشية بالقصف بصواريخ الكاتيوشا فاستخدمت كل ما لديها من أسلحة سخرتها لتدمير عدن وقتل أهلها.
المهندس علي محمد عبد الكريم كان مدير إدارة العمليات بشركة مصافي عدن، هو من سكان مدينة عدن من مواليد 1959م، وأب لابنين وبنت.
يحمل شهادة ماجستير، وهو أحد أبناء عدن ومن أهم الكوادر العدنية الجنوبية الذين عملوا في شركة مصافي عدن، تخرج من بلغاريا بشهادة بكالوريوس هندسة كيميائية، ثم الماجستير من هناك والتي كانت بعنوان (الفحص لبعض القوانين الفيزياء كيميائية للنفط).. توظف في شركة مصافي عدن في عام 1988م، وكان يصعد سلم النجاح في المصفاة نتيجة مجهوده الشخصي، وحبه لعمله والإخلاص فيه.
الشهيد المهندس علي محمد عبدالكريم، ضحى بحياته من أجل عدن، وكان شهيد الواجب.. إنه ابن عدن الذي لم يفكر سوى في حبه لعدن وأهلها لإنقاذهم من كارثة حقيقة.. فمن ولد أو عاش في عدن لن يفكر إلا في كيفية حمايتها وحماية أهلها.. نسأل الله عزوجل أن يرحمه ويغفر له وأن يتقبله شهيدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى