قصة شهيد "مبارك ناصر سلامه بن هلابي" (بشائر النصر)

> تكتبها \خديجة بن بريك

> أعلنت المليشيات الانقلابية الحرب على الجنوب في 2015 فاستنفر أهلها، وما هي إلا أيام حتى هجمت المليشيات الغازية على عدن، وخرج أفرادها من المعسكرات التي كانت بوسط مدينة عدن، فانتشروا فيها وعاثوا فيها قتلا وتدميرا لكل ما هو جميل فيها. ولم يقف شباب عدن صامتين أمام هذه الجرائم والمجازر، بل شمروا سواعدهم لصد ذلك العدوان، فقاوموا العدو بالإمكانيات المتاحة، وبأسلحتهم الشخصية الخفيفة، يتقدم كل ذلك الحماس للدفاع عن الدين والأرض والعرض.
انضم مبارك ناصر سلامة بن هلابي للمقاومة الجنوبية في عدن بتاريخ 26/3/2015 هو وعدد كبير من زملائه وجيرانه، فتم تعليمهم كيفية استخدام السلاح.
مبارك بن هلابي (29 عاما) أعزب وأخ لأربع بنات، من أبناء مدينة كر يتر بمحافظة عدن، درس الابتدائية في مدرسة با حميش في الطويلة والثانوية في لطفي جعفر أمان في كريتر، وتخرج في جامعة عدن عام 2010م من كلية الاقتصاد - تخصص اقتصاد دولي، وظل عاطلا عن العمل حتى عام 2014 حيث تحصل على عمل بعقد الأجر اليومي لمدة عام واحد في جامعة عدن (نيابة شؤون الطلاب - قسم النشاط الثقافي).
كان ناشطاً في الحراك الجنوبي منذ عام 2007م وشارك في العديد من المظاهرات والمليونيات التي تخص قضية الجنوب، وكان عضو لجنة تنظيمية وأمنية. فقد كانت قضية الجنوب هي محور حياته واهتمامه، وكان يحلم أن يرى يوماً الجنوب محررا، ودائما كان يردد: “أقسم ما أنا من الموت مرعوب.. والموت في غير المعارك خسارة”.
كان الشهيد مبارك بن هلابي شجاعاً ولا يهاب الموت، ويشهد جميع أصدقائه ببسالته وإقدامه وتشجعيه الشباب على الصمود والتحمل. وفي حرب 2015 شارك مبارك في العديد من الجبهات ضد المليشيات الحوثية وقوات صالح.. وأثناء تواجده في الجبهات كان يتصل بأمه بين الحين والآخر ليطمئنها عليه.. وقبل استشهاده اتصل بأسرته وكان ذلك يوم النصر (27 رمضان - 14/7/2015م)، حينها قال لوالدته: “انتصرنا يا أماه وانتصرت عدن، ادعي لي يا أماه، بإذن الله ندخل كر يتر ونطرد منها عناصر المليشيات الانقلابية، وسأتحدث معك وجها لوجه فادعي لي يا أ ماه”.
وكان الحماس يملأ مبارك، فبشائر النصر كانت واضحة، حيث تم دحر المليشيات الانقلابية من جميع الجبهات.. وكان مبارك يقاتل في أوائل الصفوف وكله أمل بأن الله معهم، فهم أصحاب الحق وأصحاب الأرض، وقتالهم هذا للدفاع عن دينهم وأرضهم وعرضهم، ضد العدو الغاشم الذي جاء من أقصى الشمال ومن كهوف مران.. فكان شباب عدن يتسابقون لنيل الشهادة في سبيل الله وفي سبيل الدفاع عن مدينتهم الحبيبة عدن. فكانت المعارك تشتد أكثر فأكثر وتوالت الانتصارات حتى تم الوصول إلى جبهة الدكة بالمعلا، حسب ما هو مخطط له من قبل قيادات المقاومة الجنوبية المدعومة بقوات التحالف العربي. وكانت معركة تحرير الدكة بالمعلا شديدة، وأثناء الهجوم ركض مبارك واشتبك مع ثلاثة من عناصر المليشيات إلا أنه سقط أرضاً بعد تلقيه 23 طلقة في جسده ورصاصة قناص في الرأس، استشهد على إثرها أمام شركة النفط بتاريخ 16/7/2015.. نسأل الله أن يتقبله شهيدا، وأن يرحمه ويطيب ثراه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى