قصة شهيد "عبدالحكيم عبدالله أحمد عميران" (حلمٌ قضت عليه الحرب)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> أصوات القذائف تتعالى وصوت شباب المقاومة الجنوبية بكل أرجاء المدينة، اشتباكات هنا وهناك، بين عدو بربري وشباب المقاومة. أعنف المعارك دارت رحاها في جولة السفينة، هجوم قوي وصد أقوى، قذائف العدو تحصد أرواح شباب المقاومة، وتصل إلى المنازل لتحصد أرواح الأطفال والنساء الآمنين في بيوتهم.
لم يكتف العدو، وإنما تمركز عدد من قناصته في بعض المباني، وحصدوا أرواحاً أكثر من شباب المقاومة، لم يستطع الأهالي الهروب من هذه الاشتباكات فشارع (جولة السفينة) في مديرية دار سعد بكل اتجاهاته أصبح خطرا، ومن يمر به لا يسلم من رصاصة قناص، يلهو بأرواح الناس.
شباب المقاومة لم يستسلموا، منهم من كان يشتبك مع العدو، ومنهم من يعمل على سحب من يسقط في ساحة المعركة ونقله إلى أقرب مستشفى.
كان عبدالحكيم عبدالله أحمد عوض عميران أحد شباب المقاومة الجنوبية. عمل بجهد في صد هجوم المليشيات في جولة السفينة. كان (الدينامو) كما يصفه أحد أصدقائه، حيث كان يعمل على نقل عناصر الحوثيين الذين يتم أسرهم في معركة جبهة جولة السفينة إلى معسكر عمليات 22 مايو، كما يقوم بنقل شباب المقاومة الجنوبية أثناء طلب التعزيز إلى جبهة جولة السفينة، وشارك عبدالحكيم في العديد من الجبهات، منها كريتر والبريقة وجولة كالتكس بالمنصورة، وآخرها جولة السفينة بدار سعد.
في تاريخ 22 /4 /2015 تم أسر اثنين من عناصر المليشيات الانقلابية، وقام عبدالحكيم بنقلهم إلى عمليات 22 مايو، ثم تم تكليفه بأن يأخذ مجموعة من شباب المقاومة لتعزيز جبهة جولة السفينة التي شهدت معركة هي الأعنف في ذلك اليوم.
رغم الاشتباكات استطاع أن يمر بسيارة (شاص) كان يقودها، ووصل إلى جولة السفينة، وبعد هذا التعزيز طلبوا منه أن ينقل بعض شباب المقاومة، الذين لم يذوقوا النوم منذ أيام، ليأخذوا قسطا من الراحة، ثم يعودون إلى الجبهة بعد ذلك.
وأثناء محاولته عبور الشارع مع شباب المقاومة اخترقت رصاصة قناص قلبه فسقط عبدالحكيم شهيدا على إثرها.
عبدالحكيم عبدالله عميران من أبناء أبين، بعد الأحداث التي شهدتها أبين في 2011 استقر في عدن، بمديرية المنصورة، وكان عميران يحلم بمستقبل لابنته رهف (التي تبلغ الآن 4 أعوام) بأن يكون أفضل من مستقبله، فجاءت الحرب وقضت على كل الأحلام، استشهد الأب، وأصبحت الطفلة بلا عائل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى