قصة شهيد "أحمد فضل العسل" (ضمير الثورة)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> ما مات أحمد بل متنا لفرقته
سيجمع الله من في حبه افترقا
الناس تغبط هذا الفخر سيدتي
طوبى لعين تداوي الجرح والحرقا
يا أم أحمد في عينيك أمنية
تجيش مثلي إذا ما الخافق اصطفقا
وفي بياضهما استفهما علنا
قميصه السر شمي ربما نطقا
يا أم أحمد ها قد جاء البشير بها
فريح أحمد في الأرجاء قد عبقا
فاستمطري الصبر يساقط على وجعي
إن الفؤاد بجمر دموعك احترقا
هذا جزء من قصيدة كتبها الشهيد مجيد الكردمي قبل استشهاده لأم الشهيد أحمد العسل، وهو خال منصور المرقشي أعز أصدقاء الشهيد أحمد.
يقول منصور المرقشي (صديق الشهيد أحمد العسل): “كنا نلقبه بضمير الثورة، كان أحمد الشخص الوحيد الذي أرى فيه الأمل بإطلاق سراح أبي الأسير الجنوبي أحمد المرقشي. عشت أول أيامه النضالية وآخرها (آخر أيام حياته) عشتها وكان شرف لي أن أكون بجانبه في أصعب الأيام. شنت المليشيات الانقلابية الحرب على الجنوب في تاريخ 19/3/2015 وكانت أول معركة للمقاومة الجنوبية هي معركة الصولبان، وبعد دحر المليشيات الانقلابية وقوات نظام صالح المتمثلة بقوات الأمن المركزي.. وكنت ألازم أحمد دوماً، عملنا في حماية جبهة المطار، وكان لي شرف أن أكون بمعية الشهيد القائد أحمد العسل والشهيد القائد مجيد الكردمي، أول المقتحمين لمطار عدن، بمعية بعض شباب المقاومة الجنوبية، ومنهم أيضا الشهيد الحبيب علي الحسني ابن عم الشهيد أحمد العسل”.
ويردف منصور بالقول: “بعد معركة حامية الوطيس، وبعد ثلاثة أيام من السهر والمرابطة والقتال في جبهة المطار، ذهبت أنا والشهيد أحمد العسل والشهيد مجيد الكردمي إلى حي السعادة بمدينة خورمكسر، لبيت البيض (نائب رئيس الجمهورية اليمنية سابقاً)، حيث كان هو مقر تجمعنا وتجهيزاتنا واستراحتنا.
وبينما كنا نحتسي الشاي هناك قمت بإخراج جوالي والتقطت صورا لي وللشهيد أحمد والشهيد مجيد، حينها ابتسم أخي الحبيب أحمد العسل وقال: “هذه آخر صورة لي، احتفظ بها”، عندها قال مجيد لـ “أحمد” باللهجة العامية: (أيش تتقاول)، ضحك حينها أحمد، ولم أكن أعلم أنها فعلا ستكون آخر صورا له”.
وبحماس أضاف منصور المرقشي: “انطلقت أنا والشهيد أحمد العسل إلى حي السلام عند حوالي الساعة 11 مساء، وبدأ بجمع الشباب في الحي وتوزيعهم على مداخل الحي ومخارجه، ولبثنا هناك إلى الفجر، وكان أحمد يتنقل بين منازل الحي لتفقد الأهالي والأمور العامة في الحي.. وقبل أذان الفجر جهز لنا بعض شباب الحي طعاما، وبعد الانتهاء من تناول طعامنا ذهبنا لأداء الصلاة في المسجد.. وبعدها انطلقنا إلى منزل الشهيد أحمد العسل فنمنا بضع ساعات، واستيقظنا عند الساعة الواحدة ظهرا فصلينا الظهر وتناولنا وجبة الغداء وظللنا نتحدث إلى أذن العصر، وانطلقنا إلى مسجد “آل البيت” بحي السلام فأدينا صلاة العصر هناك، وبعد خروجنا من المسجد مباشرة جاء بعض الشباب وأخبروا أحمد أن هناك قوة ودبابة خرجت من معسكر بدر أمام جولة المعسكر، حينها انتفض الشهيد أحمد (رحمة الله عليه) وبدأ يتواصل مع الشباب في بقية أحياء المدينة فقام بجمع مجموعة من الشباب ولم تكن لدينا حينها ذخيرة كافية، فجاء لنا بعض الزملاء بذخيرة وانطلقنا”.
واختتم المرقشي حديثه قائلاً: “بدأت المعركة الساعة الرابعة والنصف عصرا، استبسل فيها القائد أحمد العسل، وتمركز في أحد الأبنية التي تطل على بوابة معسكر بدر وقاوم بشدة، كان هناك بعض القناصة لا نعرف مواقعهم وكانوا يرمون علينا ولم نستطع تحديد مكانهم لقلة الخبرة.. انسحب الجنود من البوابة بعد مقاومة قوية منا، ورجعوا أدراجاهم إلى داخل المعسكر، حينها تقدم بعض شباب المقاومة الجنوبية بخورمكسر وتم اقتحام بوابة المعسكر وصالة (الصالح) المغلقة، الموجودة عند مدخل المعسكر، حينها طلبنا التعزيز فجاءت مدرعة خاصة بنا، حاولنا التقدم بعدها لنخرج زملاءنا من شباب المقاومة من داخل الصالة لكن لم نستطع، انسحبت المدرعة وبقينا بمعية القائد أحمد العسل عند بوابة المعسكر، حتى تم قنص أحد أبطال حي السلام وهو محمد المرفدي، حينها تقدم أحمد لإنقاذه لكن كانت رصاصة الغدر أسرع فاخترقت رأسه وسقط شهيدا، حينها علا صوت أذان المغرب مباشرة.. رحمة الله على شهدائنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى