تشتهر بتربية المواشي والزراعة.. مديرية لودر بأبين: معاناة الأهالي مستمرة ومشاريع متعثرة منذ عقد من الزمن

> تقرير/ حيدرة واقس

> تعد مديرية لـودر إحدى كبريات مديريات محــافظة أبين من حيـث كثافتها السكانية وانتعاش الحركة التجارية فيـها.. وتبعد عن زنجبـار - عاصمـة المحافظة - بنحو (127) كيلو متراً، ويبلغ عدد سكانها نحو (100.000) مائة ألف نسمة تقريباً .
وتقـع مديرية لودر في الركن الشمالي الشرقي من المحافظة، يحدها من الشـرق مديريتا مودية وجيشان، ومن الغرب مديريتا سباح وخنفر، ومن الشمـال محافظة البيضاء وسلسلة جبال الكـور، ومـن الجنـوب مـديرية الوضيع .
تبلغ مساحتها (1485كم2)، ذات منــاخ معتدل إلى حــار صيــــفاً ويميــل إلى البــرودة شتاء.

وتشتهــر مدينة لـودر - عاصمة المديرية - بسوقها الشهير (سوق الأحد) والذي يُعد أكبر سوق تجاري على مستوى المحافظــات الجنوبيـة عامة ويتوافـد إليه المئات من أبناء المنطقة الوسطى ومن مخـتلف مناطق شبوة وحضــرموت ويافع وغيرها.

وكان لسـوق المدينة الشهير بـ(سوق الأحد)، إلى الزمن القريب، حرمته بين أفــراد القبائل التي ترتـاده للتسوق والتبضّع وغيرها من معاملات البيع والشــراء، فمـن دخــل السوق - وفقاً للأعــراف القبلية المتعارف عليها بين جميع القبائل - فهو آمن على نفسـه ومالـه حتـى الذي يلي سـوق الأحد، ومن يُخالف حرمات السوق يُعاقب ويباح دمه.
*عقبة ثرة
تُعد عقبة ثرة هي الشريان الرئيس الذي يربط لودر بجارتها مكيراس، وكان يمثـــل مشقـــة في السفــر إلى مكيــراس قبل أن يتم العمل في الشــق والسفـــلتة لطريق هذه العقبـة في أواخر ثمانيـنات القرن الماضي، والذي انتهى العمل فيه عام 1989م .

وبسبب المعارك الدائرة فيه حاليًا بين المقاومة الجنوبية والمليشيا الحوثية يلجأ المواطنون إلى سلوك طرق وعرة وبعيدة.
*الزراعة وتربية المواشي
وتأتي مدينة لـودر في مقدمة المدن الجنوبية شهرة في مجالي الزراعة وتربية المواشي وتربية النحــل، حيث تُزرع فيها مختلف أنواع الحبوب مثل: الــذرة، الدخــن، الشعير، البر، السنيسلة، الجلجل، السيال.

وتعتبر لودر الأشهر في تربية المواشي والأغنام ذات اللحوم (البلدي) وتتفرد في هذا المجال في المنطقة الوسطى عمومًا، حيث تصدر إلى شتى المحافظات الجنوبية يوميا ما يفوق الـ 500 رأس من الغنم وبالذات إلى محافظة عدن.

بإمكان الزائر لمدينة عـدن أن يلاحـظ المطـاعم بكثرتها التي تقدم لزبائنها اللحم البلدي الوارد من هذه المديرية، وكذا المســالخ والتي تتواجد بكثرة في خور مكسر (وسط العاصمة)، وتشير في لوحاتها إلى أن مصدر لحومها من لودر والتي عرف عن لحومها الجودة والمذاق الفريد والمتميز عن غيره من اللحوم الواردة من مناطق ومحافظات أخرى.

كما تشتهر المدينة بتربية النحل وجودة العسل الذي تنتجه بمختلف أنواعه : العلب، السمر، المرو، المراعي .
خدمات متعثرة وسلطة محلية عاجزة
تُعاني المديرية في المجال الخدمي الكثير، ومن عجز السلطة المحلية عن القيام بدورها، كما قال الناشط السياسي نبيل عبدالله العوذلي في حديثه لـ«الأيام» عن المعوقات التي تشهدها المدينة في الوقت الحالي، مطالباً بتغيير مدير المديرية أو دعمه إن كانت الإشكالية في الإمكانيات وليس في أدائه.

ويضيف: “أكثر القطاعات الخدمية المعدومة المياه والمتوقف مشروعها كلياً منذ عشر سنوات، ولهذا فأبناء لودر يشعرون بأنهم محرومون من أي جهود إغاثة، وما يسمعونه عن وصول بعض الجهود المحدودة فتتعرض للفساد لكون التنسيق قائم عبر الشخصيات القديمة التي لطالما تثار حولهم شكوك عن الفساد.. صحيح يوجد لدينا مجلس أهلي لكن للأسف المجلس لم يقم بواجبه كسلطة أهلية تنفيذية أو كجهة رقابية، والغريب أن مقره هو نفس مقر مدير عام المديرية ويعملون كجهة واحدة.

هذه المدينة تحتاج جهودا متكاملة على كافة الأصعدة، كونها عانت وتضررت من حربين متتاليتين، ومن بين الجهود التي ننتظرها هي جهود الوساطة لفتح طريق ثرة وهو الشريان الرئيس للمديرية والمنطقة بشكل عام، فالحرب فيها شبه متوقفة لهذا ندعو لفتحها أسوة بالكثير من المعابر بين مناطق سيطرة الانقلابيين والمناطق المحررة.
مطالبات بتفعيل دور الأمن والقضاء
طالب مواطنون من مدينة لودر في أحاديث متفرقة لــ«الأيام» بضرورة تفعيل الأمن والقضاء لتحقيق الأمن المنشود في المدينة، كونها تُعد من اكبر المدن في المحافظة، ويحتكم غالبية الناس فيها إلى الأعراف القبلية، الأمر الذي بات بموجبه تفعيل أقسام الشرط والقضاء فيها مهما، وكذا لضبط أي تجاوزات تنفذ باسم الأمن.

وثمنوا في تصريحاتهم لــ«الأيام» دور محافظ المحافظة في العمل على انتشال أبين من وضعها المزري.. آملين أن تعود المحافظة إلى سابق عهدها، تنشد الأمن والآمان وتعطي من خيرها للجميع.
معاناة مستمرة
الناشط محمد مهيم تحدث عن معاناة المواطنين منذ عقد من الزمن ورحلات البحث عن الماء المستمرة بالقول: “ما زالت معاناة المواطن في هذه المدينة مستمرة ولن يحس بها إلا من يعيشها، فرحلة البحث عن (بوزة ماء) الآن أضحت متعبة، وسط احتكار وجشع ملاكها بمبالغتهم بأسعار خيالية تصدم المواطن وتجعله عاجزاً عن توفير قيمتها رغم توفر المشتقات النفطية”.

مضيفاً:“المشكلة ستظل قائمة ما لم يوجد رادع للمخالفين والمتاجرين بمعاناة المواطنين الذين أصبحت مرتباتهم لا تكفي حتى لشراء الماء، فكيف سيكون الحال لدى الذين لا يجدون حتى مصاريف مأكلهم ومتطلبات حياتهم الضرورية”.

وقال أيضا: “تعاقب مسئولون كثر خلال السنين الماضية، ومشروع مياه لودر على الورق فقط، وحلم يراود الجميع، وسمعنا في الآونة الأخيرة بأن رجل الأعمال الشيخ أحمد صالح العيسي - جزاه الله خيرا- قد تكفل بحفر بئرين، ونتمنى أن يكون هذا المشروع تحت إشراف أيادٍ شريفة ونظيفة ومحبة لهذه المدينة المظلومة من بني جلدتها، وأن لا يكون كسابقيه من مشاريع الفيد، وأن لا يتلطخ برموز قد فشلت وأثبت فشلها ماضيًا وحاضرًا”.

وأردف: “إننا نتمنى أن نرى الأخيار يتنافسون بأفكار تتبلور إلى عمل جبار يصب في كيفية انتشال مدينة لودر من هذه المعضلة، فمن سيخدمنا ويزيح عنا هذا الهم والحلم الذي ما زلنا نأمل فيه حتى نراه واقعا ملموسا وترتاح النفوس؟!”.
طاقة شبابية بحاجة لدعم
بدوره قال الإعلامي جهاد حفيظ إن دعم الشباب وتنمية قدراتهم تُعد إحدى الركائز المهمة في حال اُريد النهوض بمديرية لودر.

وأضاف في حديثه لــ«الأيام»: “الشباب في لودر حالة فريدة من النشاط المجتمعي والرياضي والثقافي والخدماتي، وكان دورهم فعّالا في مرحلة ما بعد الحرب، وكان ذلك ضرورة عليهم بعد أن تحولت المدينة إلى ركام من مخلفات الحرب والقمامة وانعدام مقومات الدولة من المرافق الخدماتية، فكانت الحملات الطوعية تتوالى حملة تلو أخرى، وتضافرت جهود الشباب المغترب وفي الداخل لإعادة وضع المدينة إلى طبيعتها، وأثمرت تلك الأعمال بتحسين الصورة في كثير من المجالات، وأصبحت اليوم تعيش بصورة طبيعية رغم معاناتها من توقف مشروع المياه الذي يثقل كاهل المواطن”.

وقال حفيظ: “من هنا عبر صحيفة «الأيام» نُطالب المنظمات الدولية بالتوجه إلى المدينة كونها تعرضت للحرب لفترتين متقاربتين، وأضحى شبابها بدون استيعاب في أجهزة الأمن والجيش رغم تضحياتهم الكبيرة، كما أن بها المئات من الشباب الجامعين بحاجة لاستيعابهم في جميع المجالات غير المنظمات الدولية التي تقوم بتأهيل قدرات الشباب ودعوة الصناديق والمنظمات المانحة لتنفيذ المشاريع التنموية التي تأجلت بسبب الحرب، كما أوجه دعوتي للهلال الأحمر الإماراتي باستكمال دعمها بالسلل التموينية باعتبارها قد قدمت الكثير في هذا المجال، وهناك أحياء كثيرة في المدينة لم تصلها تلك المعونات بعد”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى