قصة شهيد "فادي فاروق محمد عبدالله العلبي" (المقاتل المعماري)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> عدن عصية على الأعداء طالما أنها حرة ولا تقبل أن تكون تابعة.. وقد تعصف بها الرياح فترة إلا أنها سرعان ما تستعيد توازنها.. ولكل زمن رجاله. فكان الشهيد فادي فاروق محمد العلبي وزملاؤه هم رجال هذه المرحلة، صغارا في السن كبارا ورجالا أشداء في المعارك، فعلى الرغم من عدم امتلاكهم الخبرة القتالية، إلا أن العزيمة والإصرار والحماس كانت هي قوتهم في التغلب على العدو.
تقول أم الشهيد فادي العلبي: “ابني فادي من مواليد عدن، عام 1994، من أبناء مديرية الشيخ عثمان، كان عمره عند استشهاده 21 عاما، وكان حينها في سنته الأولى الجامعية بكلية الهندسة (معمار)، وكان منذ صغره متفوقا في دراسته ومن أوائل الطلبة، وكان حينها يأخذ نتائجه مع شهادات تقديرية”.
وتضيف: “ابني فادي خرج يدافع عن وطنه وعرضه وأهله من أول يوم اندلعت فيه الحرب واجتاحت فيه مليشيات الحوثي وقوات صالح لعدن، حيث قام هو وزملاؤه بنصب نقاط التفتيش في الحي لضبط أية حالة تسلل من عناصر العدو.. بعدها توجه مع مجموعة من زملائه إلى مدرسة 7 يوليو في مديرية الشيخ عثمان بجانب بريد المديرية، ليتم هناك تدريبهم على استخدام السلاح ليتم بعد الانتهاء من التدريب توزيعهم على الجبهات.. فظل يتدرب هناك وتكونت مجموعة وسميت (جبهة بسام المحضار)”.
وتردف قائلة: “انضم ابني إلى مجموعة بسام المحضار وقاتل العدو وهو لا يبالي بنفسه وشبابه، فكل همه كان كيف تنتصر عدن.. وأثناء مشاركته مع مجموعته في إحدى المعارك بمنطقة (جعولة) أصيب ابني فادي بشظايا قذيفة رماها العدو عليهم، وكانت الإصابة - ولله الحمد - بسيطة وليست بخطيرة، وتم معالجته في مستشفى “أطباء بلا حدود”.. وبعد أن تلقى فادي العلاج وشفي تماما من إصابته عاد إلى الجبهات وشارك في جبهة العند، وفي عيد الأضحى - آنذاك - لم يشاركنا فادي مناسبة العيد، وكان حينها في جبهة جبل “ثرة” بمحافظة أبين، وكان يذهب مع مجموعته أينما ذهبوا، وبعد جبهة جبل ثرة ذهب مع مجموعته إلى جبهة باب المندب وهناك استشهد ابني البطل فادي في 2015/10/3، استشهد برصاصة في رقبته وهو يقاتل المليشيات الانقلابية وقوات نظام صالح في باب المندب، رحمة الله عليه”.
وتختتم أم الشهيد قائلة: “فادي كان يحلم بمستقبل باهر، كونه يدرس هندسة معمارية، ولكنه ضحى بشبابه ومستقبله من أجل دينه وعرضه ووطنه ومن أجل الحرية والكرامة.. فادي رغم صغر سنه إلا أن تصرفاته كأنها تصرفات رجل كبير، لم يكن يحكي لنا أية معلومة عن الجبهات، معتبراً ذلك من أسرار المقاتلين”.
ضمير الشاب فادي كان صاحيا ومشاعره الإنسانية هي التي أعطته الشجاعة والقوة بأن يدافع عن دينه وعرضه ووطنه.. بعد استشهاده قدمت له جامعة عدن شهادة تقديرية”.
عدن نادت وأبناؤها لبوا النداء.. رووا تربتها بدمائهم الطاهرة، وطهروها من عملاء المجوس، فطردوهم وأعادوهم إلى كهوف مران بين الجبال، فذلك هو المكان الحقيقي لتلك المليشيات الغاشمة البربرية، وسط جحور وكهوف الجبال وليس في مدينة عدن مدينة السلام والمحبة، مدينة المدنية.. مدينة التعايش السلمي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى