قصة شهيد "مجيد محمد علي الكردمي العوذلي" (القائد المغوار)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> أبطال المقاومة الجنوبية في عدن وفي بقية المحافظات الجنوبية سطروا أروع وأنصع الصفحات في الاستبسال والتضحية، في انبرائهم للعدو الغاشم مليشيات الحوثي وقوات صالح في حرب 2015م.. ومن أولئك الشباب الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ورووا بدمائهم تربة أرضهم الطيبة، الشهيد البطل مجيد محمد علي الكردمي العوذلي.
يقول منصور المرقشي (ابن اخت الشهيد): “في تاريخ 3/7/2015م اتصل بنا القائد أبو الزبير وطلب منا الانطلاق إلى منطقة البساتين، كونه تعرض لإصابة برجله وطلب تعزيز، وانطلقنا حينها بقيادة خالي مجيد، وفور وصولنا إلى الحي وبجانب شرطة البساتين بالضبط كانت المهمة أن نتمترس هناك، لم نكن نعرف المنطقة ولأول مرة ندخلها ولا نعرف مخارجها ومداخلها، وللأسف أيضا لا نعرف أين عدونا بالضبط ولا عدد أفراده وعتاده، فتوكلنا على الله وبدأنا بالتوزع حول الشرطة وأمامها، وكانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، حيث بدأ هجوم المليشيات الانقلابية علينا”.
ويردف قائلا: “استبسل زملاؤنا وكبدوا المليشيات الانقلابية خسائر فاضطروا إلى الانسحاب وبعد فشلهم في التقدم قاموا برمينا بقذائف الهون، حيث أطلقوا علينا وعلى الحي كما هائلا من القذائف، وفي حوالي الساعة الواحدة ليلا قام العدو بالالتفاف علينا من الجهة الغربية للشرطة، وكانت مجموعة أخرى منا ترابط هناك، لكنها للأسف لم تصمد وانسحبت على الفور، فتقدمنا حينها نحن بقيادة الشهيد القائد مجيد، وحاولنا منعهم من الالتفاف علينا، والحمد لله الذي مكنا منهم، حيث قام الشهيد مجيد بدك غرفة كانوا يحاولون الوصول إلينا عبرها بقذيفة (آر بي جي)، وسمعنا صراخهم وانسحبوا بعد ذلك”.
ويواصل قائلا: “لم يلبثوا كثيرا في انسحابهم حتى عادوا لكنهم عادوا وخدعونا، وصلوا للجهة الغربية من الشرطة وبدأوا بالهجوم، حينها عرفنا أنه تم محاصرتنا وكانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرا، حيث قام الشهيد مجيدي بالتواصل مع القائد أبو الزبير وأخبره بأننا نحتاج إلى تعزيز فأخبر الزبير القائد مجيد بأن ينسحب، لكنه رفض. بعدها طلب مني التراجع إلى الخلف لكي نمنع التفافهم علينا فتراجعت أنا وزميلي شريف الطاهري - حفظه الله ـ وكان حينها مصابا.. اشتدت المعركة وزادت ضراوتها وكنا بانتظار تعزيز حيث رفض مجيد الانسحاب.
تمكنت عناصر المليشيات الانقلابية لكثرة عددهم من الالتفاف علينا، حيث كنا 12مقاتلا فقط وبأسلحة خفيفة ومتوسطة، استبسل الجميع إلى أن طلع الفجر وكان ذلك في 4/7/2015، ومع أول بزوغ لشمس ذلك اليوم تم محاصرة المجموعة من جميع الاتجاهات باستثناء أنا وزميلي شريف، حيث كنا في المؤخرة وصدمنا حين رأينا العدو ينهال علينا بنيران كثيفة من أعلى المنازل التي بها الشباب، حيث كان البعض بداخلها والبعض بالخارج، سقط عدد من الجرحى وشهيدان من إحدى المجموعات التي أتت لتعزيزنا”.
وأردف: “زملاؤنا المحاصرون من كل الاتجاهات نفدت ذخائرهم ولم يستطيعوا الانسحاب، وكان لديهم جريحان أحدهما زميلنا عبدالرحمن الشعيلي بثلاث طلقات متفرقة والآخر بطلقة في البطن، حينها تم تعزيزنا بسيارة مدرعة وكان عليها زميلنا وجدي واقتحم بها موقع الحصار وتعرضت السيارة لطلقات كثيفة من النيران، لكنه تمكن من إخراج الجرحى وعاد مرة أخرى لإخراج من تبقى من الشباب وهم خمسة، من ضمنهم القائد مجيد الكردمي والبطل فضل الوهطي، وأثناء صعودهم إلى المدرعة أطلق أحد عناصر المليشيات الانقلابية الرصاص عليهم من معدل فتوقفت المدرعة، وطلب مجيد منهم مغادرة المدرعة تحسبا لهجوم آخر بقذيفة (آر بي جي)، حيث قام بتغطيتهم بعد أن طلب منهم أن يتركوا ما لديهم من ذخيرة، وبعد خروج الأول والثاني تعرض مجيد لإصابة بيده من طلقة قناص وقع على الأرض حينها، كبر زميله فضل، وهو مصاب، وتقدم نحو عناصر المليشيات إلا أنه استشهد قبل وصوله إليهم بطلقة قناص في رأسه، بعدها أُطلقت على المصاب “مجيد” قذيفة (آر بي جي) وعدد من القنابل اليدوية واستشهد على إثرها. وبقيت الجثث في ذاك المكان إلى الظهيرة من ذاك اليوم إلى أن جاء القائد سليمان الزامكي ومعه مدرعات هو والقائد الزبير بمعية بعض شباب المقاومة وتمكنا من إخراج الجثث والجرحى.
في ذلك اليوم فقدت فيه خالي وأبي الحبيب ومعلمي وقائدي الشهيد البطل مجيد الكردمي العوذلي.. أسأل الله أن يتقبله شهيدا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى