قصة شهيد "سالم علي ناصر مقطم" (شجاعة وإقدام)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> شاب في ربيع عمره، أخذ صورة “سيلفي” وكتب عليها (أمنيتي أن أموت قبل أمي وجدتي، حتى لا أموت مرتين).. هذا الشاب هو الشهيد “سالم علي ناصر مقطم”، من أبناء مديرية خور مكسر، كان يدرس إدارة أعمال في المعهد التجاري.. من مواليد 1994م، حفيد الشهيد محمد عبدالله باصهيب، ووالده الجريح علي ناصر مقطم.
تقول أخت الشهيد:“أخي سالم شاب محبوب عند الجميع، كريم وشهم وشجاع ورحيم ومتسامح، له ذكرى طيبة عند كل من يعرفه، كان يحب الجميع ولا يكره أحدا، وكان من أوائل من خرجوا لمواجهة العدو الغاشم “المليشيات الانقلابية”.. كان أحب الناس له أمه وجدته، لم يكن يرفض لهما طلبا، وعندما طلبا منه عدم المشاركة في معارك صد العدوان الحوثي وقوات صالح كان يبقى في المنزل نزولا عند رغبتهما في ذلك، إلا أنه كان يخرج خلسة من البيت كي لا يمنعانه من المشاركة في المعارك، لأنه كان لا يقوى على مقاومة رؤية دموع أمه وجدته.. إلا أن نداء الواجب والجهاد في سبيل الله والدين وحماية الأرض والعرض جعل سالم يقاوم كثيرا دموعهما، ويخرج للمشاركة في مواجهة العدو الغازي”.
وتردف قائلة: “وفي يوم 19/4/2015 اشتدت المعارك والاشتباكات وصوت الرصاص الكثيف من كل مكان في الحي الذي نسكن فيه (المدينة البيضاء) بخورمكسر، وأصوات مكبرات الصوت تنادي “حي على الجهاد”، فخرج أخي سالم بمعية أبي تلبيةً للنداء، حيث كانا يستخدمان سلاحا واحدا بالتناوب فيما بينهما.. بعد أن هدأت المعركة عاد أخي، وكان يقول لأمي وجدتي (استشهد قائد المقاومة أمزربه بجانبي) وكان يبكي متألما لاستشهاد قائده.. وحاولت أمي ردعه عن الخروج مجددا، ولكنه هذه المرة تحايل عليها وقال لها بأنه جائع ويريد أن يتناول الطعام، وذهبت لتعد له طعام الغداء، وحينها قال لأمي سأنادي على أصدقائي ليتناولوا معي الطعام، وخرج من المنزل والتحق بوالدي في الجبهة التي كانت في نفس الحي (المدينة البيضاء) بجانب كلية التربية عدن، في خورمكسر”.
واستطردت بالقول: “وعلمنا بعدها أن هناك خطة للهجوم على معسكر بدر القريب من مساكننا، وكان والدي أيضا مشاركا في هذه الهجمة، حينها طلب والدي من سالم العودة إلى المنزل وقال له (يجب أن تكون برفقة أمك وجدتك وأخواتك، يجب أن يكون أحدنا معهن، وأنا سأبقى أشارك الشباب في عملية اقتحام المعسكر).. وعند عودة سالم إلى المنزل وجد أحد أصدقائه فطلب سالم منه أن يعطيه السلاح فأعطاه إياه، وعاد مجددا للمشاركة في الهجوم على معسكر بدر.. وحينها تسلق سالم سور المعسكر بكل شجاعة دون خوف ولا تردد، ووجد عددا من عناصر المليشيات خلف الأشجار فهاجمهم وطلب منهم تسليم أنفسهم، وبقية أفراد المقاومة كانوا عند البوابة، وسالم يصرخ وينادي والدي ويقول (إنهم هنا يا أبي، وسلموا أنفسهم)، كان ذلك أثناء اعتلائه السور، وكرر قوله (إنهم هنا يا أبي)، ولم يكمل أخي سالم حتى سقط من على السور شهيداً، بعد أن تلقى رصاص قناص غادر كان يختبئ في صالة “الصالح الرياضية” الموجودة في فناء المعسكر.. نسأل الله أن يرحمه!”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى