قصة شهيد "أسامة الخضر علي شناع" (الشهيد المهندس)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> تجرأت مليشيات الحوثي وقوات صالح البربرية الغاشمة على الهرولة نحو الجنوب لاجتياح وتدنيس وتدمير مدنه وقراه، وقد أعدوا لذلك العدة والعتاد من السلاح والآليات العسكرية الضخمة، يملأ قلوبهم الحقد والبغضاء..
ألا أن شباب الجنوب الأبطال والغيورين على دينهم وأرضهم وعرضهم قد عقدوا العزم على ألا تطأ أقدام تلك المليشيات الوحشية أرض الجنوب لتدنيسها، فقرروا الوقوف بكل بسالة وشجاعة في وجه ذلك العدو الوحشي وكبح جماحه.. فعند محاولة تلك المليشيات الغاشمة اجتياح مدينة عدن في عام 2015 نادت عدن أبناءها فلبوا نداءها على الفور ووقفوا حاجزا منيعا لصد العدوان الحوثي العفاشي.. فمدينة عدن ولادة بالرجال.
الشهيد “أسامة الخضر علي شناع” أحد أبناء عدن الأبطال الذين تصدوا لمليشيات الحوثي وقوات صالح.
يقول أحمد شناع (أخو الشهيد): “أخي الشهيد المهندس أسامة الخضر علي شناع من مواليد عام 1981، متزوج وأب لبنت وابن: جنى (6 سنوات) وأحمد (3 سنوات).. وقد درس أسامة في كليه الهندسة - علوم وهندسة الكمبيوتر، وأحد الطلبة المتميزين، وكان اجتماعيا جدا فقد كان يحب التعرف على الناس، درس أخي أسامة (رحمه الله) دورة في الصين استمرت لمدة سنة، بعدها عمل في السكرتارية مع فخامة الرئيس عبدربه منصور، واستقر هناك فترة، ورجع بعدها إلى منزله في مديرية خور مكسر (حي الخبراء الروس، خلف معسكر بدر)، وأثناء الحرب الأخيرة كان الشهيد أسامة من أوائل من تصدوا لهجوم المليشيات الانقلابية، وكان لسانه دائما يردد كلمات: (والله ما يدخلوا عدن إلا على جثتي، هؤلاء روافض لا دين لهم)، وفي المعارك والمواجهات التي كانت تحدث في مطار عدن بين المقاومة الجنوبية وبين المليشيات الحوثية، كان أسامة من ضمن الذين قادوا تلك المعارك ونظموها، كونه أحد أفراد اللجان الشعبية في الحي القريب من المطار، وكنا نحن إخوانه وعدد من أفراد عائلتنا وشباب الحي الآخرين نعمل على التناوب لمنع أي تسلل لعناصر المليشيات الانقلابية إلى الحي، وخاصة أن حيَّنا كان بالقرب من معسكر بدر ومحاديا لمطار عدن”.
ويردف قائلا: “وفي صباح يوم الأربعاء تاريخ 1/4/2015 خططنا لمهاجمة المليشيات الانقلابية، حيث كانوا يتمركزون في الجهة الشمالية لمطار عدن (بالنسبة لموقعنا) وخرجت أنا وأخي أسامة ووالدي وشباب الحي الآخرين وبدأت المعركة واشتبكنا مع عناصر مليشيات الحوثي، قاتلنا حينها بكل ما أوتينا من قوة، وكان أسامة رجلا مقداما يقاتل بشراسة، وكان يشجع الشباب بحماس على عدم الاستسلام والقتال بشجاعة وعزيمة وقوة.. واكتشفنا أن لدى المليشيات الانقلابية دبابتين في ذلك المكان، ولم يثنينا ذلك فقاتلنا بعزيمة وقوة وصمدنا في وجوههم، إلا أننا لم نستطع القضاء عليهم وردعهم، وتحديداً في حي “اليمن السعيد” الملاصق لمعسكر بدر.. وفي تلك المعركة أبلى أسامة بلاء عظيما وكانت شجاعته كبيرة جدا، وقاتل من الساعة 8 صباحاً حتى الساعة الواحدة والنص ظهراً، وتمكنت المليشيات من إصابته في فخذه، إلا أنه استطاع حينها أن يزحف وهو مصاب حتى وصل إلى القرب من موقع تمركز أخيه الذي قام بإيصاله إلى المنزل، فنزف أخي أسامة كثيرا حتى فارق الحياة، وإلى جانبه استشهد أربعة آخرون من أشاوس المقاومة في تلك الجبهة وفي تلك المعركة، أما بقية شباب المقاومة ممن كانوا معنا في ذلك الهجوم فقد تم أسرهم”.
الشهيد أسامة شناع.. كانت أمنيته تحرير أرض الجنوب من المد الفارسي، قاتل وضحى بحياته من أجل هذا المطلب، إلا أنه ارتقى شهيدا قبل أن يرى أرض الجنوب محررة لتذرف عيناه حينها الدمع فرحاً لحلم طال انتظاره وهو تحرير عدن والانتصار على تلك المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح .. نم أيها البطل قرير العين، فالجنوب انتصر على المد الفارسي وتم طرد مليشياته وأعيدت إلى جحورها في كهوف مران.. فذرف إخوانك وأصدقاؤك الدمع فرحاً للانتصار العظيم، مع دعواتهم لك بالرحمة والمغفرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى