قصة شهيد "غسان عبده محمد اللصيصي" (العزة والكرامة)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> قدمت محافظة لحج المحروسة قافلة من أبنائها شهداء في سبيل العزة والكرامة أثناء تصديهم لمليشيات العدوان الحوثي وقوات نظام المخلوع صالح.. فعندما كانت تلك المليشيات الغاشمة على مشارف محافظة لحج لاجتياحها ليمروا عبرها إلى عاصمة الجنوب عدن، حينها انتفض أبناء لحج وكوّنوا مجموعات وجبهات ووقفوا سدا منيعا لوقف زحف العدو البربري الحوثي العفاشي، في محاولة منهم لكبح هرولته نحو عدن الغالية، فسطر أبناء لحج أثناء تصديهم للعدوان الحوثي أروع الملاحم البطولية، وسقط مقابل ذلك العديد من أبنائها بين شهيد وجريح، الذين لم يهنوا ولم يستسلموا رغم عدم امتلاكم إلا أسلحتهم الشخصية البسيطة.. ولكن نتيجة لامتلاك العدو ترسانة عسكرية ضخمة تم اجتياح المحافظة.. حينها انتقل شباب مقاومة محافظة لحج الأشاوس إلى محافظة عدن وانخرطوا في جبهاتها لمشاركة شباب وأبطال مقاومة عدن في الذود والدفاع عن مدنها، وصد العدوان الوحشي الحوثي وقوات صالح.
الشهيد غسان عبده محمد اللصيصي.. أحد أبناء محافظة لحج الذين التحقوا بجبهات عدن للمشاركة في قتال ومواجهة مليشيات الحوثي وقوات صالح منذ اللحظة الأولى للعدوان الغاشم.. فالتحق حينها بجبهة خورمكسر.. ففي تلك الفترة كان غسان يعمل لدى خاله في منتزه ومطعم في منطقة صيرة.
يقول صديقه محمد مصطفى السلامي: "التحق غسان بشباب عدن الذين هبوا للدفاع عن عدن الحبيبة عاصمة الجنوب.. فقد كان غسان مع خاله "وليد نعمان" الذي يملك منتزه ومطعم "سكاي صيرة" في قلب منطقة صيرة بمدينة كريتر، ويعمل في تجارة الأسماك.. وفي بداية الحرب تركوا عملهم وتجارتهم ولبوا نداء الدفاع عن عدن ضد قوات الحوثي والمخلوع عفاش الغاشية الغازية للأرض والإنسان وانضموا مع شباب خور مكسر وشكلوا مقاومة في بداية دخول الميليشيات الانقلابية خور مكسر واستشهد خاله وليد حينها.
كوني كنت أعمل مع غسان وأعرف خاله جيداً، فعندما استشهد خاله كنت متواجدا في المكلا للدراسة في ليلة استشهاد خاله، اتصل بي غسان ليخبرني باستشهاد خاله، حيث كان فرحاً كون خاله نال الشهادة التي يتمناها بأرض عدن، ولم يخف غسان باستشهاد خاله ولم يكل أو يمل من الدفاع عن خور مكسر، وكان يقول إنه سيستمر في المقاومة حتى يطرد الغزاة من الجنوب.. وكان غسان يأتي إلى لحج ليتفقد أهله وأصدقاءه ثم يعود إلى خور مكسر وإلى صيرة ليتفقد المنتزه والمطعم الذي كان مشرف عليهما”.
ويردف قائلا: “وأثناء تحرير حوطة لحج كان غسان متواجدا في المجحفة مع عدد من شباب المقاومة ولما اشتدت المعارك في الحوطة ضراوة قام غسان وعدد من الشباب في صباح الثلاثاء 2015/8/4م بتعقب ومطاردة عناصر المليشيات الحوثية الهاربين من نيران مقاومة الحوطة باتجاه القرى الشرقية، وبالضبط في مثلث (الحمراء، المجحفة، الثعلب)، حينها استوقفهم طقم من بقايا عناصر المليشيات الحوثية الهاربة من قوات المقاومة الذين دخلت حوطة لحج لتحريرها، فاشتبكوا حينها مع أفراد ذلك الطقم في مفرق قريتي الحمراء والثعلب، استشهد نتيجة ذلك الاشتباك اثنان من أفراد المقاومة الجنوبية بمحافظة لحج، هما: الشهيد غسان اللصيصي من المجحفة، والشهيد محسن فضل عبدالواسع من الثعلب، وجرح اثنان منهم هما: أحمد صلاح السلامي وأحمد فضل عبدالواسع، ثم هرب الطقم مع عدد من عناصر المليشيات الحوثية إلا أن المقاومة الجنوبية التي كانت تطارد فلولهم من الحوطة كانت لهم بالمرصاد فقتلوهم جميعا”.
ويختتم قائلا: “كان غسان من الشباب الطامحين بعودة الجنوب وعودة الأمن والأمان والتطور والنهوض في لحج، كان طموحاته وآماله كبيرة، وأول ما تكون الحراك الجنوبي في 2007 كان أحد الشباب السباقين في جميع الفعاليات والاعتصامات والمسيرات الجنوبية وممارسة النضال السلمي التحرري، وكان يقدم دعمه من كل ما يملك من مال لشباب الحراك في الحوطة وتبن.. وكانت تربطه علاقة جيدة بقيادات الحراك في محافظة لحج من ضمنهم محافظ لحج الحالي د. ناصر ثابت الخبجي”.
الشهيد غسان من مواليد قرية المجحفة، محافظة لحج، تربي وترعرع فيها.. وكان شاباً محبوباً عند أهله وأصدقائه، وصاحب ابتسامة جميلة مرسومة في وجهه.. وإنسانا اجتماعيا يحب التداخل مع كل أفراد المجتمع.. نسال الله أن يتقبله شهيدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى